DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لم يكن يوم الخميس الماضي يوماً عادياً في التاريخ اللبناني، كان يوماً لتجسيد الانشقاق الذي نخر عظم البلد، وكان مناسبة غير عادية لتبادل صواريخ التهم، ودعوات «الخلع» السياسي بشكل يبعث على الشك والريبة ويضع علامة استفهام كبيرة على المشهد الراهن. فما بين إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في قلب ساحة الشهداء، إلى تشييع القائد العسكري بحزب الله على بعد خطوات، اسودت الصورة أكثر، واتضح البون الشاسع بين فريقي الصراع، إذ كرس الخطاب السياسي في الذكرى وأمام الجثة فصلاً من فصول الرعب التي تطغى حالياً على الجميع. ربما يقول محللون، ان تصاعد التوتر ينبئ بقرب التوصل إلى حل، إلا أن لبنان المترنح في غرفة العناية المركزة، يحتاج الى معجزة للعودة إلى الحياة، فأطراف اللعبة القائمة يدركون جيداً أن الوصول إلى طريق مسدود يعني النهاية لهم جميعاً، لأن إشعال البلد سيحرق الجميع بلا استثناء، وسيتحملون جميعهم مسؤوليته أمام الشعب البائس وأمام التاريخ. القضية لم تعد مجرد انتخاب رئيس للجمهورية، فلعبة المصالح طغت على رمزية المنصب، والمشكلة الأعمق أن روح «التخوين» باتت هي لغة الخطاب السياسي الذي لن ينتهي إلا بالقتل أو الإقصاء أو الطلاق على أقل تقدير، الكل أصبح يستخدم ورقة «الرئيس» لتحقيق مآربه، أما البلد، فيبدو أنه سيذهب إلى الجحيم. دعوات العزلة أو التقسيم لا يتحملها بلد كلبنان، والتهور السياسي يخفي وراءه ما هو أشد خطراً، إسرائيل تتربص، وحزب الله يهدد بنقل الحرب المفتوحة إلى جبهات أخرى، وجميع الآراء مغلولة إلى عنقها، ولا أحد يسمع، فالصراخ طغى على كل شيء حتى أصبح سمة الفعل ورد الفعل، والوضع لا يحتمل أية مغامرة أخرى. الأعلام التي ارتفعت في ساحة الشهداء، قابلتها أعلام مضادة، والصيحات التي تصاعدت وراء الغرفة الزجاجية، قابلتها أصوات غاضبة، بينما ذكرى الحريري تفتتت على وقع جثة مغنية، وصار الجميع يطالب بالثأر، روح انتقامية لا يكفي أن تسدل الستار على واقع مرير، تهدد فيه المفخخات بحصد المزيد. إنه الجنون.. حتى إشعار آخر!