DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد الخنيزي : الظهران مأوى الوحوش في ذلك الوقت ولهذا أتنفس الشعر

محمد الخنيزي : الظهران مأوى الوحوش في ذلك الوقت ولهذا أتنفس الشعر

محمد الخنيزي : الظهران مأوى الوحوش في ذلك الوقت ولهذا أتنفس الشعر
محمد الخنيزي : الظهران مأوى الوحوش في ذلك الوقت ولهذا أتنفس الشعر
بين من يبحث عن المال... وبين من يبحث عن العلم.. طموح واحد.. يسجل في تاريخ حياته انجازات واضافات لاتتوقف مع مرور الزمن انما تعرف امام الاخرين بالارقام والاحصاءات... ضيفنا لهذا الاسبوع محمد بن سعيد الخنيزي من مواليد القطيف في الثاني من فبراير عام 1925م يعيش لذة التعلم اليومي من خلال الجلسات الادبية والندوات العلمية, مما تضيف لحياته الكثير من الشعور بالارتياح حيث يقول: عندما اشرح لطلابي مسألة فكأنما شربت من ماء مثلج وانا ضمآن في الصحراء, له فكره وفلسفته عندما لايرى ان المال كل شيء في الحياة مخالفا الشاعر الذي يقول (تبين لي ان العلوم بأسرها فروع.. وان المال فيها الاصل) ومبينا ان الفكر لايموت بينما المال اما تفارقه او يفارقك... الخنيزي عاش طفولته في ظروف صعبة, حيث عاد الى منزله في يوم من الايام ولم يجد فيه طعاما.. ولكن مع ذلك يصف حياة الطفولة وايامها بالجميلة من خلال هذا البيت (عهد الطفولة عهد يستراح به.. ما فيه من حزن يشجي ولاكدر) لنبدأ مع ضيفنا مرورا من مراحل النشأة في القطيف.(ارامكو احدثت مدن الشرقية) نشأت في مدينة القطيف.. بودنا ان نتعرف على هذه المدينة كيف كانت؟ وماذا بقي فيها من ذكريات معك الان؟ ـ أولا القطيف مدينة تتألف من عدة مدن وقرى وعاصمتها القلعة من ايام الاتراك قبل دخول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى جاءت ارامكو وحدثت المدن الاخرى من الدمام والخبر والظهران وكانت الدمام يعيش فيها البحارون والخبر مافيها غير العشش والظهران مأوى للوحوش حيث لايوجد بها أي شيء اما حياة القطيف فهي غير معقدة الحياة فيها, فانك تجد مجالسها مفتوحة كنواد وزيارات متبادلة كانها اسرة واحدة. (ثروة غذائية)  وتسميتها بهذا الاسم.. كيف كانت؟ ـ ربما من قطف الفواكه, على اعتبار انها مدينة زراعية, ولكنها لم تعد الان كأمسها الاخضر, ولاسيما النخيل التي كانت تستعمل وقودا لتحويل الطين الذي يستخرج منها جذوعا يسقف بها البيوت التي يسكنها القطيفيون. مما كان لها دور في هذه الربوع, حيث يعتمد عليها من ثروة غذائية تغذي المجتمع برطبها وتمرها وتستعمل في خدمة البشرية فيحاك من خوصها مايجلس عليه, ويصنع من جريدها اسرة تتخذ للنوم عليها, ومهادا للصغار تسمى باللهجة القطيفية «المنز» ولانها قطفت الدنيا, فاذا قيل هجر معناها القطيف والاحساء والبحرين. (السويلم اول محافظ)  هل تذكر اول محافظ للقطيف؟ ـ كان اول امير لها حسب ذاكرتي عبد الرحمن السويلم. (الخنيزي وابو السعود) ومن كان اوائل الاسر فيها؟ ـ الخنيزي وأبوالسعود والجشي والزاير والسنان والعوامي. (من الكلاسيكيين)  ومن اوائل ادبائها؟ ـ القطيف لديها ادباء من الجاهلية كعنترة وطرفة وشعراء عبد القيس اما من القرن العشرين الكلاسيكيين فرج العمران وعلي الحبيشي وحسين التاروتي وابوالذيب والذهبة ومن أحدث الرومانسية وواضع حجر في هيكل الادب القطيفي الجديد الخ عبد الحميد الخنيزي وخالد الفرج مخضرم من الرومانسية والكلاسيكية. (اخبار الظهران)  هل تتذكر اول صحيفة ادخلت القطيف؟ ـ كانت تأتي المنطقة مجلة اسمها الاديب ويرأسها البير أديب لبناني الجنسية, ومجلة العرفان والالواح والكتاب للاستاذ علي الغضبان وكذلك البلاد السعودية وأخبار الظهران ولكنها لم تستمر. (شريان الخليج)  الاهتمامات التي كانت تسود اهالي القطيف.. ماذا كانت؟ ـ القطيف تجمع السياسة والاجتماع والعلم والفكر والزراعة ,فكانت تزود الخليج الليمون والفواكه والبصل والتمر, فقد كانت القطيف والاحساء شريان الخليج. (قرية القديح) على اعتبار ان القطيف اشتهرت بالزاعة.. ما ابرز العيون فيها؟ ـ العيون في القطيف اندثرت وضاعت ولم يبق الا الاسم كعين (اللبانية) فانها تشبه في قوتها تيار بحر متدفق تحيط بها البساتين بقرية القديح, وكالرواسية فهي في جمال مائها تشبه الالماس. (عيون القطيف)  اين توجد؟ ـ في الواقع انها تقع غرب مقبرة الحباكة في الجهة الشمالية في سيحة البحاري وهي قرية من قرى القطيف وتحوطها البساتين ومايماثل هاتين من عيون مدنية وهي كثيرة كالسلاحف بام الحمام والمربعة والقصير والقصاري وعين البشري وعين الجنيز وعين ام الحمام. (الشعار التاريخي) كثير من الحرف اليدوية كانت من القطيف ماذا كان ابرزها؟ ـ يحلو لي ان اذكر لك صناعة كانت تشتهر بها بعض النساء في القطيف وتعيش من كسبها وهي صناعة الوشم التي أخذت من طبيعة البلاد العربية القديمة من عهد الجاهلية وكانت تعشقها النساء. حيث تعمل الواشمة في ظهر الاكف, او بين الحواجب لونا أخضر يؤلف من حروف اونقاط ولكن هذه الصنعة انتهت منذ ثلاثين سنة او تزيد او تقل وانمحت من ارضية القطيف ولاتزال فتيات ونساء من القطيفيات يعشن وهن يحملن هذا الشعار التاريخي ,وكذلك صناعة النجارة والخبز والفخار وغيرها من الصناعات التي انقرضت. (منهجية مرتبة)  وماذا عن رحلة بداياتك مع الكتاتيب وصولا الى الدراسة والتزود من مناهل العلم؟ ان أسلوب التعليم في الكتاب يسير على منهجية مرتبة وكذلك تسير مراحل دفع رسومه على فصول. (المال والشراب)  مامعنى ذلك؟ ـ أقصد عندما يوضع الطالب في الكتاب, يدفع والده قدرا من المال والشراب والطعام, كما يوزع عليهم بعض الدراهم, وتسمى هذه رفعة وهي اول افتتاح جلوس في الكتاب, كما على الطالب استمرارية دفع قدر من المال للمعلم, فقد كان يدرس كافة العلوم الدينية والعلمية ,ومنها المنطق والاصول والفقه وتصريف اللغة ,وكذلك درست النحو (الاجرومية) بن أجروم والشرح لحجلان, وكان هذا الكتاب في ذلك العصر قمة الكتاتيب او يشبه المدارس التي لم تدخلها الاساليب الحديثة فهو يسير على منهجية غير تنظيمية كمدارس الفلاح في الحجاز (حاضرة القطيف)  من كان مديرها واين كان مقرها؟ ـ مديرها الاستاذ رضوان من الغربية ويشترك معه في التعليم الاستاذ راشد الغانم وعلي الغانم من القطيف اما مقرها فقد كان بيتا تحت يد الدولة يسمى بيت الرزاق الكردي وهي تقع بالقلعة حاضرة القطيف. (اساتذة في حياتي) من الاشخاص الذين درست على ايديهم؟ ـ هناك اساتذة لهم دور في حياتي الفكرية والعلمية ومنهم الاستاذان الفاضلان الشيخ محمد صالح البريكي والشيخ ميرزا حسين البريكي. (هروب من الكتاتيب)  هل هناك مقارنة بين الدروس والمناهج التي تدرس حاليا؟ ـ لاتوجد أي مقارنة ,فانا اقف امام أكبر استاذ جامعي ,فالطالب في ذلك الوقت يدرس من الصباح الى الظهر ويأتي العصر ويذهب الى غروب الشمس, وبالتالي لا توجد فسح تتخلله في الدراسة ,حتى ان البعض من الطلاب يصيبهم الملل فمنهم من يهرب من الكتاتيب. (ضائقة مالية)  وكيف واصلت الدراسة؟ وهل تتذكر زملاءك في الدراسة؟ ـ فوجئت وانا في الدراسة بموت والدي يرحمه الله وعمري كان آنذاك الثامنة عشرة سنة, حتى انني واصلت دراستي وانا في ضائقة مالية صعبة للغاية, مما تنفست في الشعر حيث كان مؤلفي الشعري (نغم الجريح) يحكي واقعا تجريبيا في تلك الفترة من أسى وألم, اما زملائي في الدراسة فهم محمد سعيد المسلم والسيد علي باقر العوامي ومحمد سعيد الحبشي وعبد الواحد الخنيزي والشيخ عبد الله الخنيزي وملا علي الطويل. (لاطعام نأكله)  كيف كانت الظروف المعيشية التي صاحبتكم؟ ـ على سبيل المثال كنت لما أعود من الدراسة لا يوجد في المنزل أرز نأكل منه. (الاموال تأتي) وماذا كنت تتصرف في تلك اللحظة؟ ـ هيأ لي ربي تاجرا يدينني واسدد له عندما تأتي الاموال لي, حتى انني الاقي قمامة سوداء. (اخترت لنفسي المحاماة)  لم تفكر في البحث عن عمل؟ ـ في الواقع اخترت لنفسي المحاماة, كي استفيد من العلوم التي تعلمتها ,فهي تدخل ضمن العمل في المحاكم الشرعية التي تحكم بالقرآن والسنة. (شهادة محاماة) هل عملت في المحاماة وفق دراسة متخصصة في نفس المجال ؟ ـ لدي شهادة محاماة , ولكنني لم اعمل على افتتاح ترخيص له ,ولكن كان العمل في منزلي ,فاذا حصلت على مرافعة أي قضية اقوم بمتابعتها, حيث يقدم لي مبلغ مقدما الى ان أقوم بانهاء القضية. (توقفت عن المحاماة) متى كانت البداية معك في المحاماة؟ ـ من عام 74 حتى استمررت 1401هـ (مواعيد الجلسات)  لماذا توقفت؟ ـ لانني لم استطع الجمع بين التأليف والمحاماة, فهي تجبرني لمتابعة بعض القضايا والذهاب الى الاحساء او الى الرياض او الحجاز بمواعيد الجلسات التي قد تستغرق اشهرا بالتالي قررت التخلي عن المحاماة, مما رفضت قبل العام الماضي مائة الف ريال لقضية من احد الاشخاص. (لاابحث عن المادة)  السبب في ذلك؟ على الرغم من ان المادة هي عصب الحياة؟ ـ انا لاابحث عن المادة كثيرا, وان كان أحد الشعراء قال.. تبين لي ان العلوم باسرها فروع.. وان المال فيها الاصل, فقد أخالفه بذلك, لان الحياة لا تعيش بالمادة فقط بل العلم يبقى لان الفكر لايموت, فالمال اما ان تفارقه اويفارقك (ابطال القصص الخيالية) ومالذي اعطاك العلم ؟ وكيف بدأ معك؟ ـ عندما بلغت سن العاشرة ,وكنت أحب القصص, وذكر العفاريت والجن والمغامرات التي يقوم بها ابطال القصص الخيالية والاساطير التي يرويها العجائز. (حافة الموقد ) هل تذكر شيئا من هذه القصص؟ ـ اتذكر عجوزا جارة لنا ولها صداقة وتعلق بالوالدة تشرب (النارجيلة) وباللهجة الشعبية (القدو) وكانت تحب القهوة العربية ,فكنا في كل ليلة نذهب لها مع أخي الشيخ عبد الله ونأتي بها ونأمر الخادمة ان تعد لها القهوة والنارجيلة مع موقد النار, وموقد النار مصنوع من تنك مطلي من خارجة ومبنى بالاسمنت من داخله وفي وسطه حفره يوضع ابريق القهوة الذي يعرف في لهجتنا (الدلة) على حافة الموقد الذي بالجمر, فندور حوله كالحلقة المتواصلة وهي تعب من قهوتها وارجيلتها وكلنا آذان صاغية حتى تبدأ تقص اساطيرها اما من ناحية ما اعطاني العلم فانا اشعر معه بلذة, وخاصة عندما أقوم بالتدريس للطلاب, وكأنني اشرب ماء من ثلج في الصحراء, فقد بدأت حياتي الادبية الفكرية عندما بلغت قرابة السابعة عشرة من عمري وفي عام ستين بعد الثلاثمائة والالف من الهجرة, بدأت بقراءة الشعر العربي والتاريخ فبعض المقامات والقصص الى غير ذلك من الكتب, ولقد استمر نشاطي الادبي والعلمي معا ,تحت ظل والدي الوارف الحنون, فاخذت أدرس وأدرس ثلة من الطلاب حتى ضاق وقتي وامتلا فلم يعد فيه فراغ كما تمتلىء الكأس فلا يمكنك أن تضيف لها شيئا. (المجتمع لايقدر)  قناعتك في الحياة الى أي مدى تصل؟ ـ ثروتي في الحياة علمية فقد الفت 14 كتابا وخمسة مخطوطات, ولكن المجتمع لدينا لا يقدر المفكرين. (الاهتمامات موجودة)  كيف ترى دور الاندية الادبية للمثقف وبالاخص النادي الادبي بالشرقية؟ ـ الاهتمام موجود من وزارة الاعلام ,فقد كان لها مبادرة في تكريم الرواد وانا أحدهم, اما الفترة الماضية التي كانت في تولي الاستاذ عبد الرحمن العبيد رئاسة النادي فكانت مفعلة, حيث يدعونني لامسيات وحضور مناسبات, اما الان في هذه الفترة فلا ارى شيئا من ذلك, حيث يعتمد على نشاطهم وتفرغهم للعمل. (ضعفت اللقاءات ) هل هناك صالونات ادبية في القطيف تلتقون فيها؟ هذه المحالس ضعفت الان بخلاف ما كان عليه في السابق, فقد تعقدت الامور في الحياة, فالباحث الان لايكاد عندما يكتب عن القطيف يعثر الا على المامه الجزع مبعثرة في بطون التاريخ ,فهو كباحث عن أطلال دوارس او كشيخ يبكي شبابه المعسول وانما تظل هذه الكوكبة من الحركة العلمية والادبية الجوالة تشرب من اعماق الكتب الادبية والعلمية فلا يمر علينا الوقت هباء او ضياعا انما نقضيه في نقاش علمي وادبي وقراءة وكنا نقسم الاوقات ونخصصها في تقسيم قراءة الكتب التي نختارها ونغتنم وننهب الوقت نهبا حتى نقسمه كما يقسم الفلاح الماء للزرع وننظم الجلسات فيكون وقت تجمع هذه الكوكبة في بيتي. (دراسات مثل الندوات)  وما الاوقات المناسبة لهذا التجمع؟ ـ وقت الضحى وتارة في بيت أحد الزملاء كبيت الاستاذ محمد المسلم فهذه اللقاءات والدراسات التي تشبه الندوات كونت حياة ادبية وعلمية. (اعلق الكتب) على الرف مكتبتك ماذا تجمع من كتب ومخطوطات ؟ ـ تحتوي على 140 مجلدا متنوعا من شعر وتاريخ وتفسير وكتب غير طائفية (اشعر بجوع) هل لديك حاليا الوقت للقراءة؟ اشعر بجوع في الروح عندما لا اقرأ وكانه جوع المعدة, فالذي لايقرأ كالميت والذي يقرأ كالحي. (الذاكرة منحة) هناك من تتناقص ذاكرته مع مرور الزمن بم تفسر ذلك؟ ـ الذاكرة منحة من الله اذا لم يطرأ عليها أي مرض او غيره. (اسباب فقد الذاكرة) يقال كثرة الاعمال تسبب تناقص الذ اكرة ؟ ـ لا اراها كذلك فهناك من الشباب من يفقد الذ اكرة في هذه السن. (لن اتنازل) أصعب قرار لديك؟ ـ عندما قررت ان اترك الدراسة وانزل لميدان العمل واعلق الكتب للرف. (اشكركم) كلمة اخيرة؟ ـ اشكركم واتمنى لكم التوفيق ولجريدتكم الغراء المزيد من التطور والتقدم.

أخبار متعلقة