DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
غريب أمرنا كأمة عربية؟! هل نحن بحاجة إلى أي فرحة لنلتف حولها جميعاً، وننسى خلافاتنا وتراشقاتنا، حتى ولو كانت في ميدان لكرة القدم؟ فهل نحن أمة محرومة من الفرح؟! للأسف، نعم، فالشعب العربي من محيطه إلى خليجه منهك للغاية، ويقتات على جراحه السياسية التي فرقته هنا وهناك، وكانت 90 دقيقة كافية ليحبس فيها العرب ـ كما لم يحبسوها من قبل ـ لتنطلق الحناجر في كل العواصم بلا استثناء فرحاً بكأس إفريقية حققها فريق عربي عن جدارة.. وكأن كل قهرنا المكبوت انفجر فجأة على دوي الأبواق والصرخات، ليسهر العرب حتى الصباح.. يتغنون بالليالي الملاح! لا نختلف حول الفرح، ولا نقلل من قيمة الإنجاز، لكن هل أصبحنا أمة حزينة وبائسة إلى هذا الحد؟ أم كنا ليلة العرس العربي في قلب القارة الإفريقية نجسد حالة عربية خاصة، التف حولها حتى هؤلاء الذين انقسموا على أنفسهم في العراق وفي الأراضي الفلسطينية مثلاً.. المشهد كان حافلاً ومؤثراً للغاية، لأن التاريخ المؤلم كان أكثر من قاسٍ. مشهد أهل غزة المحاصرين وهم يهتفون فرحاً، كان أكبر من حجم المأساة، ومرأى العراقيين الذين تساموا على جراحاتهم ومذهبياتهم كان أقوى من أي مفخخات أو حملات عسكرية، ومشهد العواصم العربية التي التفت في لحظة تعاطف نادرة جسد شعرة معاوية التي تبقى الأقوى بين العرب رغم ضعفها وهشاشتها. لاعب واحد، أقام الدنيا وأقعدها بتصرف شخصي ألهبنا كعرب، عندما رفع قميصه تضامنا مع غزة، ورمى كرة اللهب التي خمدت داخلنا طويلاً ليصبح بعدها امبراطوراً، فنكتشف كم كنا جميعاً عاجزين عن مجاراة ما يحدث في غزة، فهل كنا في حاجة إلى نموذج يتمرد على كل هذه الخيبة التي نعيشها، بعد أن مللنا الوقوف متفرجين طويلا؟ يبدو أننا كنا نحتاج إلى «هدفٍ» ما يغير مسار «كرة» النار التي تتدحرج على أرضنا العربية، في أقسى عصور انكسارها، ويبدو أن قرابة 300 مليون عربي كانوا في حاجة لأن يهللوا، ويرقصوا، لأن مجرد انتصار واحد في قمة كروية، أعاد لنا الروح، والثقة في أننا يمكننا أن نفعل شيئاً، نكون شيئاً نعوض من خلاله أشياء كثيرة نفقدها دون أن نحس!