DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لا تستطيع أي عملية حراك اجتماعي أن تنجح دون تحرك المجتمع نفسه بكافة شرائحة داخل هذه المنظومة ذاتها، وقناعته بها، لتبدو هذه الحركة متوالية ومتسقة مع الضمير الشعبي العام، حتى لو تأثرت بعض الشيء بما يسمى نتوءات المزاج السياسي. وهنا تبرز أفكار المصلحين الاجتماعيين أداة للتنوير المجتمعي، وحافزاً لتجنب حالة الركود العقلي الذي قد تنتاب الأمم في وقت من الأوقات، لكنها ما تلبث أن تعود، مستلهمة عجلة التقدم، وبناء الشخص أولاً من حيث اتساقه الفكري مع المجتمع أولاً، ومن حيث قدرته على التفاعل مع المجموع المحيط، صحيح ان هناك في التاريخ من يحاولون التأثير على هذه الصيرورة، ويجعلونها أسيرة لهم وحدهم، لكن هذه النماذج غالباً ما تفشل، وتذوى وتنهار. المكارثية في الولايات المتحدة في منتصف القرن الماضي، كانت نموذجاً بشعاً للإقصاء، ربما يكون قد جاوز الآثار السلبية لأعتى الأنظمة الشمولية بجميع سوءاتها، لكنها ما لبثت أن فشلت، النظام الستاليني في الاتحاد السوفيتي، ونموذج موسوليني في إيطاليا، وهتلر في ألمانيا، وغيره من النماذج الحديدية التي حاولت أن تحكم بمفردها، كلها سقطت، بل إن زعماءها انتهوا نهايات مأساوية، هتلر مات منتحراً، وموسوليني أعدم في ميدان عام في روما، وستالين دس له السم في طعامه، وفي عصرنا الحديث كان نموذج صدام حسين الأبرز مأساوية، فالأمر لم ينته عند الغزو والاحتلال، بل انتهى أيضاً بمشهد إعدام صار مثار جدل، ما بين مجرد حكم قانوني أو شهادة! صحيح أن المجتمعات الأخرى، بما فيها ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الثانية، استعادت أنفاسها بعد قليل، وأعادت البناء، ومثلها فعلت اليابان التي تجاوز شعبها القنبلة النووية، إلا أن العراق مثلاً أصبح نموذجاً لسوء إدارة الاحتلال وأتباعه والمحسوبين عليه، وبالتالي ما يحدث فيه بعد الحرب أو الغزو أو الهزيمة، ليس حراكاً اجتماعياً إنما دوامات قاسية وتصفية حسابات حالة تنقيب عن مغانم في مثلث برمودا، والإصلاح الذي غاب طويلاً أصبح نفسه معول هدم، وتفتيت وقتل واستمراء للثأر.. وهذه واحدة من مشاكل الذهنية العربية التي تستعذب العيش في الماضي ولا تزال تتغنى بأشعار حرب البسوس، دون أن تحاول تقديم مفهوم مغاير، على الأقل من أجل أبنائنا.