DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عندما توأد الأحلام

عندما توأد الأحلام

عندما توأد الأحلام
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير في مناخ تملؤه المعاناة، وتختلط فيه الأحلام بالواقع، وتعتصر فيه الأحاسيس والمشاعر، وفي جو مفعم بالأماني، يكابد فيه الطموح، ويعاني لإيجاد مخرج يتمرد به المرء على الواقع الذي يعيشه نشأ « عصام» الذي كان يحلم بأن يكمل تعليمه، ليثبت لنفسه، ولمجتمعه، وللعالم أجمع أنه لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، وأنه في ظل الطموح، والمثابرة يمكن لأي إنسان أن يحقق ما يريده، ويتمناه. لقد نشأ «عصام» في محيط تسوده البساطة، فكان موظفا بسيطا في إحدى المصالح الحكومية، بإحدى الدول العربية، ولديه من الشهادات « دبلوم فني»، فأراد أن يكسر قيود اليأس، والإحباط ويخرج من شرنقة البقاء في مستوى تعليمي إلى مستوى تعليمي أرقى، وأعلى، فكان له ما تمناه، وقفز بأحلامه، وتطلعاته، فقد حول مساره إلى الثانوية العامة، ومن ثم حصول على ليسانس الحقوق، بل إنه لم يفرمل تطلعاته عند هذا الحد، بل إنه انطلق بها، ومعها إلى ما هو أبعد من ذلك، فحصل على الماجستير. فقد حدثت له مفارقة عجيبة، فعندما تقدم بطلب للحصول على موافقة جهة عمله لمناقشة الدكتوراة، والحصول عليها من الجامعة التي يدرس فيها قامت الدنيا ولم تقعد، ووضعت في طريقه شتى العراقيل، وصنوف المنغصات، فأصبح الأمر لا يطاق بالنسبة له في مكان عمله، واتهم اتهامات عديدة، وحيك ضده الكثير من المكائد، والتهم. فماذا جنى السيد « عصام « الرجل الطموح ليحدث له كل ما حدث؟ هل تعامل بذلك الأسلوب لأنه اقترف تهمة النجاح، والفلاح، والتفوق على نفسه، وعلى ظروفه، وعلى أقرانه زملاء الدراسة، وعلى زملائه الموظفين في العمل؟ إنها في الحقيقة مأساة بمعنى الكلمة، أن يعاقب المرء على ذنب لم يقترفه، سوى أنه نجح، واجتاز طريقا وعرا ليثبت لنفسه، ولغيره أنه قادر على تحقيق ما حققه، خاصة أننا بتنا في عصر غلبت عليه المادية بشكل مروع، وربما أصبح من الصعب، بل من النادر ـ أحيانا ـ أن تجد من يكافح، ويكابد، من أجل طموحاته، في زمن أصبحت فيه المادية سيدة كل المواقف. رغم كل ما سبق، لا ينبغي للطموحين أن يرتدوا ثوب اليأس، فيتسرب أثره إلى أنفسهم، فيخلو العالم من الطموحين، والمجتهدين شيئا، فشيئا، ونتحول من عصور المدنية، المرتبطة، بالعلم، والعلماء، والمثابرة، والطموح. فهلموا ـ أيها المثابرون ـ لتتغلبوا على الظروف الصعبة، التي تعرقل طموحاتكم، وتسلحوا بهالة من الأمل، في غد مشرق يسوده تقدير المثابرين، والطموحين، لنسعد جميعا، بأجيال واعدة من العلماء، والمبتكرين، يفيدون أنفسهم، ومجتمعاتهم، بعيدا عن المعرقلين، ومقوضي الإرادات الذين، يجب أن يعلموا أنه سيأتي يوم، لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، يظهر أثره في القول والعمل. ناصر أبو السعود محمود