DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد الله المقهوي

مقاصف مدارس الأحساء ... الطاسة ضايعة!

عبد الله المقهوي
عبد الله المقهوي
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير « الطاسة ضايعة» مثل يستعمل للأشارة إلى الفوضى وانقلاب المفاهيم في تفعيل القيم وتطبيق التعليمات بأسلوب مؤسساتي نظامي. وأصل هذا المثل كما يقول أحمد أبو أسعد في كتابه قاموس المصطلحات والتعابير الشعبية « مكتبة لبنان . بيروت 1987 « إن التعبير مأخوذ من الحمامات الشعبية ، وما يقع فيها من هرج ومرج . وذلك عندما تضيع الطاسة المعدة لصب الماء على أجساد المستحمين . فإذا ما حدث ذلك عمت الفوضى في الحمام ، وأخذ كل مستحم ينادي : « أين الطاسة « فتختلط الأصوات ، ولا يكاد يسمع أحد أحداً . ومن هنا جاء المثل « الطاسة ضايعة « . والآن ياسيدي القارئ، أريدك أن تقرأ قصة مقاصف مدارس ألأحساء الواقعة في بلاد جزر الواق الواق، و أطلب من ضميرك ان يحدد هل « الطاسة ضايعة» هناك، أم بئر الماء هو الضائع، أم لا شيء ضائع هناك ! لكي أدلل على أنني أحترم المرأة، فسوف أبدأ بمقاصف مدارس البنات في الأحساء الواقعة في بلاد الواق الواق. ففي مدارس عدة، تباع فطائر رديئة صغير حجمها وغيرمستوية و يوجد شعر أحيانا في بعضها، بل وتباع أغذية هناك منتهية الصلاحيه، بل وشوهدت ساندويتشات متعفنة، وبيعت أغذية ممنوعة مثل الربيان (البفك) و مكسرات ذات صبغة وهذا كسر لتعميم وزاري (قال أيش قال وزاري!). طبعاً المدرسات و المديرات و بناتهن (الله يخليهم) لايأكلن من تلك المسماة مجازا «أغذية» لعلمهن بجودتها الخربوطية ! والأدهى والأمر، أن متعهد مقاصف تلك المدارس(البنك الدولي للمقاصف) يبيع أطعمة مثل ورق العنب و الدونات ولا يحتسبها من ضمن الأرباح، وبما أن الطاسة ضايعة فأقترح أن يباع أيضاً زلابية وحلوى البحرين و أندومي وسبال مملح ولا بأس أيضا ببيع الحناء و المشموم ومكياج ..الخ. ولأسباب مختلفة فإن متعهد تلك المقاصف يتأخر في تسليم مستحقات أرباح المقاصف الشهرية لمدة تزيد عن شهرين. وتأخيرذلك يؤثر على شراء مستلزمات المدرسة القرطاسية و أحبار مكائن الطباعة و هدايا الطالبات و غيرها، مما يضطر المديرة و المدرسات (جزاهم الله خير) للتبرع لشراء ذلك إما لوجه الله أو كسلفة من أموالهم الخاصة. ولوصف حالة مقاصف الأحساء، أقترح أن يطلب من شاعر المليون المتسابق/ ناصر الفراعنة تنظيم قصيدة اسمها «كيكتي يا كيكتي» مماثلة لقصيدته المشهورة «ناقتي ياناقتي». أما مقاصف مدارس الأولاد، فأنا أدعو محمد البرادعي خبير الطاقة النووية للكشف على تلك المقاصف للتأكد من نظافتها وتطبيقها لتعليمات الوكالة الدولية للطاقة النووية . فليس من المستغرب هناك أن تجد صراصير أو حشرات في مقصف، وليس سرا أن ترى يد عامل المقصف الهندي (طبعا السعودة هنا غير موجودة) القذرة تتنقل بين السكينة و القمامة والسندويتش لإعداد وجبة الهامبورجر ،وكأنه عازف آلآت موسيقية مقصفية. أما بالنسبة للثلاجات فليس هناك رقابة على درجة البرودة داخلها، وأحيانا كثيرة يعطى الطلاب الصغار ماء أو عصيرا مجمدا أو حارا، مما يؤثر على صحتهم. ولزيادة ارباح المقصف، فإن الحلويات و البطاطس تباع جهرًا، واللي في أمه خير ويقول انه رجال يعارض ! أما كان من الأجدى أن تسلم المقاصف لشركات رائدة في مجال الأغذية مثل شركات الألبان لكي تسوق منتجاتها الصحية وتفيد و تستفيد ؟ لماذا تكون وجبة الطالب تحت رحمة جشع المتعهدين من جهة و رغبة مديري المدارس في زيادة الأرباح من جهة أخرى ؟ لماذا تربط مصاريف المدرسة بالمقاصف؟ بأي نظام محاسبي هذا ؟ هل سبق وأن قامت هيئة الرقابة والتحقيق بزيارة تلك المدارس مصطحبة معها لجنة طبية و محاسبية محايدة لمناقشة ذلك مع الطلاب و أعضاء هيئة التدريس؟ بودي لو سألنا كيف تدير المدارس الأمريكية و الأوروبية مقاصف مدارسها. إذا كان هناك رد على ماقيل، فالأفضل أن يكون الرد مترجماً بتصحيح ما ذكر والتأكد من رضا الطلاب و هيئة التدريس. والآن ياسيدي القارئ، اطلب من ضميرك ان يحدد هل « الطاسة ضايعة» في مقاصف الأحساء ، أم بئر الماء هو الضائع، أم لا شيء ضائع هناك ! عبد الله ابراهيم المقهوي ،الأحساء