DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رأي اليوم

رأي اليوم

رأي اليوم
أخبار متعلقة
 
بالأمس، أنهى الرئيس الأمريكي جولته شرق الأوسطية، والتي أحدثت ضجيجاً وصخباً وتناقضاً، فالفلسطينيون والإسرائيليون اتفقوا لأول مرة على الترحيب به كل بطريقته، وإن كان الشكل العام، تظاهرات احتجاجية، ورفضا، الفلسطينيون غاضبون من سياسته الداعمة لإسرائيل، واليهود المتطرفون ناقمون لأنه يدعو لسلام يرون فيه إخلالاً بمزاعمهم الوهمية في أرض الآباء والأجداد. صحيح إن بوش حاول أن يبدو متوازناً كرجل سلام من خلال دعوته للدولتين، لكنه عملياً على الأرض وبعد مغادرته بساعات تقوم إسرائيل بمجزرة غزة، دون أن ينتبه أحد، وكأن العالم أدمن التنديد والشجب فقط، وكان مشهد الرئيس الأمريكي بالقلنسوة اليهودية صادماً للكثيرين الذين أملوا في عدالة دولية.. وصحيح أيضاً أنه كان تقريباً أول رئيس أمريكي يقر بدولة فلسطينية، إلا أن كينونة هذه الدولة لا تزال غامضة. نعرف أن طريق السلام الصعب، لا يمكن أن ينهي عداوات نصف قرن من الزمان بين عشية وضحاها، ونعرف أيضاً أننا ـ كعرب ـ بحاجة إلى أن تقنعنا الدولة العبرية بحاجتها للعيش في سلام، بخطوات عملية وليس بشعارات وأمنيات وعقبات الأولويات كسؤال «البيضة والدجاجة». بوش جاء للمنطقة كداعية سلام، وإن كان قد نجح مؤقتاً في ترسيخ هذه الصورة، إلا أنه أيضاً قدم نفسه كمثير للحرب، من خلال معالجته للملف النووي الإيراني، وإخفاقه بعد قرابة خمس سنوات في فرض الأمن بالعراق الذي يوجد على أرضه أكبر قوات أمريكية. مشكلة السياسات الأمريكية خاصة في السنوات العشر الأخيرة أنها تقع في فخ ما يعرف بتناقضات القوة، وأنها استدرجت بقصد أو بدون قصد لخوض ثلاث حروب في غضون 13 عاماً، وتورطت بوجود قواتها في مستنقعي العراق وأفغانستان في وقت واحد، دون أن تحقق شيئاً من شعاراتها غير إسقاط نظامي طالبان وصدام، وهذا ما يجعل حروب أمريكا حروب أنظمة لا حروب شعوب. جاء الرئيس الأمريكي بأحلام عريضة، وغادر وربما بنفس الأحلام، وربما أيضاً بأكثر منها، لكن العالم العربي لم ير منه شيئاً على الواقع، فالسلام والأمن والاستقرار لا تصنعها فقط الكلمات أو النوايا الطيبة، هناك ما هو أكثر! .