أخبار متعلقة
تعود جذور العلاقات السعودية الامريكية الى الربع الاول من القرن العشرين.فقد تبلورت اللحظة التاريخية بشكل واضح بعد الحرب العالمية الاولى .
وقتها كان جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود قد اشرف على استكمال توحيد ووضع اسس اكبر مملكة في وسط الجزيرة العربية فيما كانت الولايات المتحدة الامريكية تتهيأ للخروج مما عرف في التاريخ السياسي بالعزلة المجيدة التي فرضتها امريكا على نفسها وبدأت تبحث لنفسها عن دور فيما وراء البحار.
لقد ادرك الملك المؤسس بفطنته وبعد نظره في عالم تتصارع فيه الكيانات الكبيرة والايديولوجيات اهمية قيام علاقة متينة بين المملكة والولايات المتحدة تنأى بها عن الدولة الاستعمارية الاولى في المنطقة ـ بريطانيا في ذلك الوقت ـ وتبعدها عن التوسع السوفيتي الشيوعي اضافة الى تلبية مصلحة بلاده وتحقيق ما يتوقع له من بناء وترسيخ قواعد دولة عصرية تلحق بركب التقدم.
وهكذا لم تكن البداية كما يؤرخ لها البعض باللقاء التاريخي مع الرئيس فرانكلين روزفلت على متن الباخرة الامريكية كوينسي في البحيرات المرة عام 1945 وانما سبقتها بعدة سنوات عندما استخدم جلالة الملك عبدالعزيز مجموعة من المهندسين الزراعيين من الولايات المتحدة لاستكشاف مناطق المياه والاراضي الصالحة للزراعة في المملكة. اعقب ذلك منحه شركات النفط الامريكية امتياز التنقيب بعيدا عن النفوذ الاوروبي في المنطقة الذي كانت تقوده بريطانيا وفرنسا وهولندا.
تلى ذلك اقامة الولايات المتحدة تمثيلاً قنصلياً مع المملكة ارتفع في عام 1942م الى مفوضية وبعد سبع سنوات اصبح التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى سفارة.
هذا تقديم مختصر لعلاقة تطورت مع الايام وما زالت توثق صلاتها بين دولة سلمها العالم الاسلامي قيادته لما اثبتته من جدارة واهتمام بقضايا واحوال المسلمين وبما رسخته من مكانة وثقل سياسي واقتصادي ودولة ادرك الاباء المؤسسون من وقت مبكر ان سيكون لها الصدارة كقوة عالمية فحرصوا على اقامة علاقة متينة تحتمها حاجة كل طرف للآخر وضرورات السياسة والاقتصاد التي اثبتت ان الاختيار كان في محله.
في 1943، زار الولايات المتحدة الأمريكية الأميران فيصل وخالد اللذان اصبحا ملكين فيما بعد وقابلا الرئيس فرانكلين روزفلت، وكانت اميركا قد دخلت الحرب العالمية الثانية، وتريد موافقة السعودية لعبور الطائرات العسكرية الاميركية اجواءها بين الهند ومصر وايران، واستعمال مطار الظهران. بالاضافة الى ذلك، كانت هناك شركات نفط اميركية اكتشفت النفط في السعودية قبل ذلك بعشر سنوات، وزاد عدد الخبراء والمستشارين الاميركيين في السعودية.
* في يونيو (حزيران) 1945، زار الأمير فيصل بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الأمريكية ممثلاً لوالده، لحضور تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو .
في عام 1957 اصبح الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود أول ملك سعودي يزور امريكا واجتمع مع الرئيس دوايت ايزنهاور بعد الدور الذي لعبه في وقف العدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الاسرائيلي) على مصر.
وفي فبراير 1962، زار الملك سعود الولايات المتحدة مرة ثانية واجتمع مع الرئيس جون كيندي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلبية حاجة المملكة الامنية.
وفي 1966 التقى الملك فيصل الرئيس لندون جونسون، واستأنف معه اتصالات سابقة عن طريق السفير الأمريكي في الرياض لاستكمال تأسيس مشاركة سعودية امريكية لمشاريع التنمية في المملكة.
وفي 1971 التقى الملك فيصل الرئيس ريتشارد نيكسون. وفي 1974، زار الرئيس نيكسون المملكة، وكان اول رئيس امريكي يزور السعودية وبحث مع الملك فيصل زيادة التعاون بين البلدين، وكان نتيجة هذا اللقاء تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الامريكية المشتركة.
وفي 1978 زار الرئيس جيمي كارتر الرياض واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز ال سعود وبحثا الى جانب العلاقات الثنائية ما عرف بمشروع الرئيس كارتر لتحريك عملية السلام بين العرب واسرائيل.
وفي 1985 قابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس رونالد ريغان في واشنطن. ثم زار عام 1990 الرئيس جورج بوش (الاب) المملكة وقابل الملك فهد وبحثا العدوان العراقي على الكويت، ونسقا استراتيجية طرد القوات العراقية بعد ان اتخذ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد قرار تحرير الكويت ثم تفقدا القوات الدولية التي كانت قد بدأت تصل استعداداً لعملية «عاصفة الصحراء». وبحثا خطوات ما بعد العملية لاعادة الاستقرار الى الكويت والمنطقة ولدفع عملية السلام بين العرب واسرائيل، والتي تطورت فيما بعد في قمة مدريد.,وفي القمة العربية في فاس بالمغرب
وفي 1994، زار الرئيس بيل كلينتون المملكة والتقى الملك فهد في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين، و تطبيق قرار مجلس الأمن بمقاطعة ومحاصرة العراق.
وفي 1998 قابل ولي العهد (في ذلك الوقت) الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس بيل كلينتون، وكان الأمير عبدالله قد قام بجولة عالمية شملت سبع دول. وسبق ذلك لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، منها اجتماع الملك فهد والأمير عبدالله بنائب الرئيس آل غور عندما زار المملكة، واجتماع الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام (في ذلك الوقت)بالرئيس كلينتون في البيت الابيض. وبحث الأمير عبدالله وكلينتون العلاقات بين البلدين وتدهور الوضع في العراق بسبب رفض صدام حسين تنفيذ قرارات مجلس الأمن، مما ادى الى عملية «ثعلب الصحراء»الامريكية البريطانية ضد العراق.
وبعد أحداث سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية. شن المعادون للمملكة حملة لتأليب الرأي العام الامريكي على المملكة من خلال حملات اعلامية مضللة ومغرضة مبنية على كم هائل من الاكاذيب والادعاءات في مسعى لزيادة الصدع بين الصديقين التاريخيين وقطع عرى هذه العلاقة التي بدت لهم كحجر عثرة امام اهدافهم وتصوراتهم المرسومة للمنطقة وقضاياها التاريخية.
وجاءت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكان ولياً للعهد حينها الى الولايات المتحدة مطلع صيف عام2005 والتقى الرئيس جورج دبليو بوش في كرافورد وعبر حرارة الاستقبال التي استقبل بها (الأمير عبدالله) اتضحت الرؤية تماماً وايقن الجميع ان سحابة 11 سبتمبر العابرة قد زالت من على وجه العلاقات التاريخية واصبحت محض صفحة تم طيها .
والمدهش (الذي ليس مدهشاً لمن يراقب السياسة السعودية) ان المملكة وهي تستعيد دفء علاقاتها بالصديق الامريكي لم تتنازل قيد أنملة عن مواقفها المبدئية وآرائها الثابتة من كافة القضايا العربية والإسلامية وظلت متمسكة بدعمها لجميع الحقوق العربية رافضة ان تكون هذه الحقوق مجالاً للمساومات او الصفقات السياسية.
الملك سعود أول عاهل سعودي يزور الولايات المتحدة الأمريكية ويلتقي الرئيس جون كنيدي
اللقاء التاريخي بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس بوش حيث أحيت الصداقة من جديد