DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
هل ينجح التحرك العربي الأخير، في فك العقدة اللبنانية، والسيطرة ـ ولو متأخراً ـ على كرة الخيط التي انفرطت في الأعوام الثلاثة الأخيرة؟ المؤشرات السياسية تبعث على التفاؤل، فما يحمله الأمين العام خلال ساعات إلى بيروت يبدو مختلفاً عما قبل، يكفي أنه محصن لأول مرة بنوع من الإجماع العملي على استقرار الأوضاع، والبدء بإتمام عملية انتخاب الرئيس كونها حجر العثرة الراهن للأزمة. المؤشر الأهم، هو أن الحل عاد ليصبح بيد العرب، بعد أن أصبحت بيروت ممراً دولياً، تتقاطر عليه العواصم وممثلوها بمختلف أفكارهم ومصالحهم، وليس سراً أن يقال، إن التحرك الخماسي الذي قادته المملكة ومصر أسفر في النهاية عن انتهاج «خطة متكاملة» ـ وليس «سلة واحدة» ـ تعيد إلى لبنان الشقيق هيبته واحترامه واستقراره سياسياً واجتماعياً. وبيان وزراء الخارجية العرب، يمكن اعتباره من هذا المنطلق، نقطة تحول جذرية في الأزمة، باعتباره محاولة متوازنة لصالح جميع الفرقاء السياسيين، وإيجاد حل واقعي ينتشل لبنان والمنطقة من دوامة عدم الاستقرار والتهديدات اللاحقة والصراع الدائر في الآونة الأخيرة نموذج لهذه التهديدات. لبنان بحاجة لفترة يلتقط فيها أنفاسه، ويعيد ترتيب أوراقه، وعلى جميع الخصوم السياسيين إثبات حسن النوايا، لأن التعامل بسياسة المنتصر والمغلوب من شأنها عرقلة كل الجهود، كما أن التهديد باللجوء للشارع وسياسة الاعتصامات والمقاطعات لن تجدي، بل إنها ستسبب الشلل، حسن النوايا المطلوب يجب أن يترافق مع الاحتضان العربي الذي يعني أن العرب قادرون على حل خلافاتهم بدون وساطات أجنبية أو تدخلات خارجية، كما أنها تعيد للجامعة العربية دورها الذي فقدته بامتياز وخلال السنوات الماضية. ويبدو أنه مكتوب على لبنان أن يكون البداية، بداية الألم وبداية التضامن، هكذا امتحن هذا البلد سابقاً، وهكذا يختبر اليوم بقوة، وهكذا على اللبنانيين أنفسهم أن يختاروا ـ بكل طوائفهم وفئاتهم السياسية ـ الاستمرار في معادلة الشد والجذب، أو الوئام والابتعاد عن فكر الميليشيات التي لا تصنع دولة في أي حال من الأحوال.. ربما يكون الدرس مريراً وقاسياً، لكنه في كل الأحوال، الثمن الذي يجب على الشعوب أن تدفعه، ليدرك بعض أبنائها كم اخطأوا، وكم يتوجب عليهم أن يكفّروا عن هذا الخطأ؟