يواصل الهائمون في الشوارع مشوار المعاناة في ظل غياب للجهات المعنية وتحميل المسؤولية لكل طرف بينما يبقى هؤلاء دون رعاية.
في الحلقة الثانية نتابع حجم المخاطر والمأساة التي تعيش بيننا رغبة في تحريك الماء الراكد وتحمل الجهات المعنية في وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة والجهات الامنية دورها سعيا للتكامل فيما بينها بما يخدم هذه الفئة التي عاشت متكاملة الاطراف والمظهر ناقصة العقل والمنطق.
وليست القضية منوطة فقط باصحاب المشكلة بل هي نظرة دينية واجتماعية وثقافية وحضارية فهؤلاء يحتاجون الى الرعاية والاهتمام وتلبية متطلباتهم بعيدا عن عيون الشماتة او السخرية او مخاطر الطريق.
يقول المواطن محسن العتيبي ان وجود المرضى النفسيين في الشوارع والمتخلفين عقليا يؤدي الى مشاكل عديدة اولها ايذاء الآخرين في الطريق وقد يتعرض بعضهم لحوادث سير خاصة ان هؤلاء الذين ابتلاهم الله يمشون في الشوارع وبين السيارات وبذلك قد يصيب الخطر احدهم بدون قصد ويتحمل الشخص الثاني مشاكل عديدة.
ويرى علي القطان ان المسؤولية يجب ان تخرج من دائرة التعميم الى دائرة التحديد فتحمل المسؤولية للجهات في وزارة الشؤون الاجتماعية وتكون الجهات الاخرى منسقة معها بشكل فوري ومباشر وذلك حتى لا تضيع الجهود ويبقى الضحايا .
ويحكى مسفر الشمراني معاناة الاسر المستمرة من المرضى النفسيين الذين يعتدون بالالات الحادة على الآخرين وربما يرمونهم بالاحجار ويكونون عرضة للاذى من انفسهم او الآخرين.
واضاف الشمراني ان الاسرة تقف حائرة في مواجهة التعامل مع الامراض النفسية وذلك لقلة خبراتها ونوعية الامراض التي تحتاج الى دراسة وبحث وتعامل بطرق حديثة اضافة الى ان اغلب الاسر التي يكون فيها مريض نفسي اما فقيرة او ذات تعليم محدود او ربما انها ذات مكانة وتعتبر الافصاح عن وجود مريض امر مخجل وغير لائق اجتماعيا. وتحدث سالم المشعل عن امكانية وجود مراكز رعاية مستمرة لهؤلاء الذين لاتستطيع الاسر السيطرة عليهم او التعامل معهم بدلا من وجودهم في الشوارع وفي اماكن متسخة وقذرة او مكان للسخرية.
وقال علي التاروتي انني كنت في الشارع في ذات يوم في القطيف ورأيت احد المصابين بمرض نفسي عند الجزار واخذ السكينة وضرب بها احد المارة وارداه قتيلا قبل 4 سنوات.
واضاف ان هذه الحادثة تدعونا الى الحيطة والحذر واتخاذ اجراءات وقائية قبل الوقوع في مشاكل اكبر.
