مخاوف كثيرة يواجهها الآباء والأمهات نتيجة استخدام فلذات أكبادهم للتكنولوجيا بطريقه غير سليمة وبعيدة عن متابعتهم , وهذا الطرح موضوعه تكنولوجيا الانترنت بشكل خاص , الانترنت الآن تعتبر سمة العصر , وهي عالم آخر بالنسبة لأطفالنا , فلو تم منعهم بشكل قاطع فنحن ننتقل بمحض إرادتنا إلى الماضي أو نقف على ما وصل إليه العالم قبل استخدام هذه التقنية , وأيضا لا يمكن أن نترك الأطفال بدون رقابة أو متابعة حيث باتت هذه التقنية أمرا هاما وضروريا لحياتنا , والأطفال في تزايد مستمر لاستخدامها , ويجب هنا أن نشجعهم لا أن نقف ضدهم ولكن بشروط موضوعية حتى لا يكون هناك استخدام خاطئ قد يعود بالضرر عليهم .
والسؤال الآن , كيف تحمي طفلك من هذا العالم , يجب أن تكون هناك متابعة من قبل الوالدين ولكن بشرط أن لا يشعر الطفل بذلك , ويجب أن لا يترك الطفل لفترات طويلة على الانترنت وتوجيهه لاستثمار وقته بأمور اخرى كالرياضة أو القراءة وتنمية هواياته , بدل الدردشة أو ما تعرف بغرف الشات , والتي أصبحت شيئا معتادا وممارسا من قبل الكبار والصغار وهو لا يعتبر شديد الخطورة ولكن يجب أن نقيد استخدامه فلا يمنع أن تكون هناك متابعة من الأسرة خلال أوقات الدردشة وتعويد الأطفال بعدم إعطاء معلومات عن شخصياتهم أو ممتلكاتهم وحتى أماكن سكنهم عبر غرف الدردشة , وتجهيز الحاسب الآلي ببرامج الحماية من التجسس واختراق الجهاز , وتوجيه الأطفال بعدم فتح الملفات المرفقة من الأشخاص المجهولين , حيث انتشر جيل القرصنة والهاكرز وهؤلاء الأشخاص يقضون أوقاتهم باختراق الاجهزة ومعرفة أسرار المستخدمين ولا يخفى على أي احد أننا عادة ما نحتفظ بأشياء خاصة لنا بالحاسب الشخصي , ومن ثم فتح المجال للقراصنة للعبث واستغلال المستخدم وخاصة أننا لا نعرف شخصية المخترق وكيفية تفكيره وتوجهاته .
من جانب آخر فهناك المواقع الإباحية أو التي تدعو إلى العنف أو تسويق المخدرات ولا ننسى الجهود المشكورة من قبل طاقم وجنود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في حظر هذه المواقع , ولكن يجب على الاسرة أن يكون لها دور في الحماية فهناك خصائص توجد في الجهاز أو البرامج تحقق مستوى عاليا من الحماية وفي حال لم نتمكن من ذلك لا يمنع الأمر من مساعدة المختصين في ذلك .
كثير من الآباء ليس لديهم القدر الكافي في التعامل مع الحاسبات الشخصية والإنترنت ، فلابد أن يتعلم الآباء بجد ؛ حتى يكتسبوا القدر الكافي الذي يسمح لهم بمتابعة أبنائهم ، ولا عيب أن يتعلم الأب من ابنه ، والأم من ابنتها ، ولكن العيب كل العيب أن يظل الآباء بلا وعى ولا معرفة بكل جديد , لهذا لابد أن يكون الآباء على وعى كامل بكل جديد ؛ حتى يوجهوا أولادهم إلى الطريق السليم . ونتيجة لما سبق يجب علينا أن نتعلم قبل أطفالنا ، ونحاول أن نوجه قدراتهم ؛ حتى ندخل عصر صناعة المعرفة بدلاً من أن نظل مستهلكين لها .
Email :
[email protected] 
