DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشيخ صالح آل الشيخ

دراسات لتطوير أمانة التوعية و إطلاق قناة فضائية لمناسك الحج

الشيخ صالح آل الشيخ
الشيخ صالح آل الشيخ
أخبار متعلقة
 
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ :أن اهتمام المملكة بالحج ناتج عن قوامتها على الحرمين الشريفين.. موضحاً :أن خادم الحرمين الشريفين يريد أن يكون الحج سهلاً ميسوراً على كل الناس، وأن يستوعب الحج هذه الأعداد بأيسر الطرق، وأضاف: إن النجاحات التي نراها تتحقق بفضل الله جلّ وعلا أولاً ثم بفضل هذه الجهود، وأعلاها توجيهات واستراتيجيات ولاة الأمر.. مشيرا إلى أن هذه الجهود تمارس كل عام بتراكم عن العام الذي قبله من خلال اكتساب التجارب والوعي الدقيق الميداني وتقييم الأعمال المقدمة، و تحدث آل الشيخ عن أمور كثيرة تتعلق بالحج و خدمة الحجيج في هذا الحوار. * الى أين وصلت الأعمال التي تقدمها الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن؟ وما مدى تكاملها لراحة الحجاج؟ ** أعمال الوزارة في الحج عبارة عن قسمين: قسم كبير تعوّد عليه جميع العاملين مثل: تجهيز المساجد في منى وعرفات ومزدلفة والمواقيت، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين في المنافذ، وغيرها من الأعمال الأخرى التي نقوم بتطويرها سنوياً، أما القسم الثاني وهو الذي يهمنا فيتعلق بتطوير الأداء للاستمرار في أداء الرسالة، وكل عام نشهد تطويراً مثل: انتشار كبائن الإرشاد في الأحياء مما ييسر للسائل الاستفسار في كل مكان يتواجد فيه، وإيجاد الخطوط الهاتفية المجانية للسؤال عن مناسك الحج والعمرة، وتطوير العمل داخل المطارات والموانئ البحرية والمنافذ، ورفع مستوى الأئمة في المساجد، كما نستعين بعدد كبير من المترجمين وبعضهم يجيب على الأسئلة بلغته، وفي العام القادم سوف يجيبون عن أسئلة الحجاج بلغتهم عبر الهاتف الإرشادي المجاني. وخطة الوزارة في محاورها نعتبر أنها متكاملة، لدينا الميداني منها ،وهو ما يتعلق بتجهيز المساجد والإرشاد الميداني والفرق الميدانية، والثاني المحور الإعلامي الذي غطى 45 فضائية مع تلفزيون المملكة ،إضافة إلى البرامج الإذاعية ،وكذلك الاستفادة من الصحف والمجلات وغيرها من الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة. # التوعية الإسلامية * كيف تنظرون لأعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج؟ و هل هناك نية لتطوير أعمالها بعد التطورات التي تشهدها أعمال الوزارة في الحج؟ ** «التوعية» يمارسها رجال من خيرة علمائنا ومن الدعاة وطلبة العلم وأساتذة الجامعات, وهؤلاء الرجال يتم اختيارهم عبر هيئة مكونة من عدة جهات بتوجيه من ولاة الأمر. ومن يقوم بهذه المهمة لابد أن تكون لديه عدة أنواع من التصورات، أولها أن يكون مستواه الشرعي والعلمي عاليا, وان يكون لديه علم بواقع الحج وحالة ومستوى الحجاج. أما المعرفة بواقع الحج فهناك برامج مشتركة مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بعقد عدة دورات للمشاركين في التوعية الإسلامية في كل موسم, وهذه الدورات كان يصاحبها عرض صور أو أفلام عن واقع الحج في المطارات والحرم والمشاعر ووسائل النقل والانتقال والتنقل, وعندما يشاهد عضو التوعية هذه الصور فإنها تعطيه وعيا أكبر وإدراكا أشمل للواقع, وهذا حتما سيؤثر على نظرته فيما يرشد به الحاج, وكيفية التعامل معه, فقد يكون هذا الحاج جاهلا, لذا فإن الحالة النفسية والمذهبية للحاج توضح لعضو التوعية كيف يتعامل مع هذه الفروقات الكبيرة بين الحجاج, وبالتالي يمكن لعضو التوعية الإسلامية أن يرفع من مستواه. وحتى ننظم عمل التوعية الإسلامية في الحج نحتاج الى إدارة مساندة قوية, لذلك نحن نهدف الآن لدراسات جادة لتطوير الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج إداريا وهيكليا وبشريا وتقنيا, لأن الكثير من الأعمال المساندة هي التي تخدم العمل وتساهم بشكل مباشر في تقديم أفضل الخدمات التوعوية وفق معايير عالية المستوى. والأمر الثالث الذي نفكر فيه هو كيفية التواصل طوال العام مع العلماء والدعاة من خارج الوزارة المتعاونين معها في فترة الحج, فهؤلاء من خيرة المجتمع ولابد أن نشركهم معنا في المحاضرات والندوات, فهذه بالنسبة لنا قيمة إضافية يجب الاستفادة منها بشكل أوسع وأشمل بما يحقق مزيداً من البرامج الدعوية المفيدة. ومن الأفكار المطروحة أيضاً والموجودة الآن تحت الدراسة إنشاء معهد مستقل لتدريب المشاركين في التوعية الإسلامية في الحج, بإيجاد مرجعية مكتوبة للاستفتاءات المتكررة, بحيث تكون لكل مشارك مرجعية دائمة من واقع العمل طوال الأعوام السابقة، خاصة أن استفتاءات الحجاج غالبا ما تكون متكررة، كما نهدف أن تشمل أعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية موسمي الحج والعمرة، وبذلك نقدم خدماتنا للحجاج والمعتمرين طوال العام. # الهاتف المجاني * بعد النجاح الذي شهده «الهاتف الإرشادي المجاني» وبدء المرحلة الأولى من تطويره.. الى أين تسير هذه الخطوات التطويرية؟ وما مدى إمكانية وجوده طوال العام؟ ** الدراسة موجودة ومكتملة بأن يكون الهاتف المجاني طوال العام، لكن هذا يحتاج إلى عدد كبير من العلماء والدعاة الذين يجيبون عبر الهاتف، واختلاف التوقيت في العالم يستوجب وجودهم خلف الهاتف طوال اليوم والليلة. وقد كانت تجربة الهاتف المجاني في موسم الحج ناجحة، لذا بدأنا بتطويرها هذا العام، وسوف نستمر في التطوير في الأعوام القادمة لتشمل أيضاً مواسم العمرة. والمسألة ليست مالية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: من يتولى الإجابة على أسئلة المتصلين بالهاتف المجاني من دول العالم طوال اليوم؟ فإذا كان كل عالم أو داعية يجلس خلف الهاتف ساعتين أو ثلاثة، كم نحتاج من الأعداد حتى نقوم بهذه الخدمة؟ وهذا الموضوع يتطلب استعدادات كبيرة، لكنني أقول :إن الوصول إلى الهدف عبر مراحل وخطوات يكون أدعى لإجادته وهذا ما نسير عليه الآن. والذي يهمنا في الهاتف المجاني أن من يتصل من جميع أنحاء العالم يجد من يجيب عليه على مدار الساعة، وأن الذين يجيبون على الأسئلة لابد أن نختارهم بعناية، بحيث يكون لديهم وعي باختلاف السائلين فهماً ولغة ومكاناً وأيضاً اختلافهم المذهبي، وهذا يحتاج إلى جهود أكبر لرفع مستوى تدريب من يجيب عبر الهاتف المجاني للعالم كله. نحن نرغب أن تكون فكرة الهاتف المجاني بلغات مختلفة ويحوي حال الانتظار رسائل إرشادية مثل :واجبات الحج والعمرة ومحظورات الإحرام وصفة الحج والعمرة وخلق الحاج والتوعية بالأنظمة. كما نطمح أن يكون متطوراً ليكون مرشداً مسهلاً في رفع مستوى عقلية الحجاج والمعتمرين ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة. # قناة مناسك * أعلنتم العام الماضي عن إنشاء قناة مناسك ليستفيد منها الحجاج والمعتمرون.. لماذا لم نرها هذا العام؟ ** نحن الآن بصدد انتهاء كافة مراحل الدراسة الشاملة لهذا الموضوع وسوف تشرف عليها الوزارة، وسيكون لها شأن في مجال التوعية في موسمي الحج والعمرة، وملف القناة بيد المستشار الإعلامي والدعوي في جدة الشيخ طلال العقيل الذي أجرى اتصالات واسعة في هذا الجانب، واستشار مراكز الخبرة في إنشاء القنوات، وقد رأيت عددا من التصورات في هذا، وعملنا الآن ترتيبا جديدا للانطلاقة بإذن الله، لكن لا نعد بوقت معين لبدايتها، ونرجو أن تخرج العام القادم في بث موجز لها. # التيسير في الحج * التيسير في الحج أصبح ضرورة في ظل الأعداد المتزايدة من الحجاج.. بماذا توجهون الدعاة للأخذ بمقاصد التيسير؟ ** الواجب على الجميع تقوى الله -عز وجل- والتقوى تكون حتى في الفقه، والتفقه في علوم الشريعة لابد له من استصحاب التقوى، وعلم الله -جل وعلا- يؤتيه لمن اتقاه، فطالب العلم والداعية إذا كان يطلب العلم ويتحرى الحق عليه أن يكون متقياً لله في ذلك، وهذا يجعلنا نصل إلى نظرة صحيحة. القواعد الشرعية في التيسير هي مؤكدة لتقوى الله -جل وعلا- والخوف منه سبحانه وتعالى، لأن الله جل وعلا هو الذي قال لنا: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، وقال لنا: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، والله سبحانه وتعالى هو الذي بعث نبيه بالتيسير فقال: «بعثت بالحنيفية السمحة»، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، ولذلك أجمع العلماء على قاعدة «المشقة تجلب التيسير»، وهناك تفصيلات أصولية في أنواع المشقة التي تجلب التيسير. وليس كل مشقة مطلوب نفيها، فالعبادات فيها مشقة، والتيسير بضوابطه الشرعية هو صناعة الفقيه والمجتهد، وهنا نأتي إلى أن لا ينبغي للمفتي أو المرشد أن يعلم الناس ويرشدهم إلى تيسير بأخذ برخص المذاهب بما يخالف السنة، لكن إذا كانت هناك مشكلة ومشقة تصيب عامة الحجاج فإن التيسير فيها بما لا يخالف السنة. السنة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم»، والسنة في الحج هي التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، نرى مثلاً :أن اجتهادات الخلفاء الراشدين في بعضها كان فيها تيسيراً على الناس من خلال بعض أفعال النبي- صلى الله عليه وسلم- وفي فتاويه، وهي ليست عامة ولكنها في بعض الحالات، لذلك إذا نظرنا إلى فتاوى ابن عمر وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وفتاوى مفتي الحج كعطاء وغيره، وجدنا أن هناك اجتهادات كبيرة لم يفهمها العلماء على أنها خروج عن قاعدة «خذوا عني مناسككم». فالتيسير إذا صار وفق ضوابطه الشرعية ،فهو من مفهوم «خذوا عني مناسككم»، ومن ضمنها أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: «افعل ولا حرج»، ومن مضامين «خذوا عني مناسككم» ،كذلك الأخذ بقول الله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، و»خذوا عني مناسككم» من مضامينها التيسير على الرعاة وعلى من يزود الحجاج بالمياه ليبيتوا خارج منى لأجل مشقة التردد إليها. فإذا استطعنا إيصال هذا الفقه الى الدعاة والمشاركين في الحج فإننا نقول لهم دائماً: إذا استرشد منكم حاج عن كيفية الحج فأرشده بالسنة، أرشده الى كيفية حج النبي صلى الله عليه وسلم، بما ييسر عليه حجه ولا يعسره، ثم إذا سأل بعد أن وقع في الشيء فلا تشدد عليه في الحكم لأنه قد وقع في هذا الشيء، فكما جاء في حديث أسامة بن شريك المعروف: جاء رجل فقال يا رسول الله: سعيت قبل أن أطوف، قال: «اسع ولا حرج»، ومع أن السنة واضحة في أن يكون الطواف ثم السعي، وهذا الحديث رواه أبو داوود، وكان سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ يصححه ويأخذ به، والسؤال هنا ،لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: «اسع ولا حرج»، لأنه فعل الفعل وانتهى، فإذا حمله وطلب منه العودة ليطوف ثم يسعى فيكون مشقة عليه، والمشقة تجلب التيسير.