لو سارت بك الأقدار واتجهت بسيارتك إلى (الصناعية) حيث ورش تصليح السيارات ، أشياء كثيرة ستلفت انتباهك معظمها مزعجة للسمع ومؤذية للنظر ومتلفة لما في الجيب،
لا أتحدث عن الشوارع بحفرها وحفرياتها ، ولا بسوء التخطيط والتنظيم ولا بانعدام السفلتة ، ولا بالسيارات التي انتهت صلاحيتها ، وكأنها لا تخص أحدا وتجدها تسد المداخل والمخارج وعلى جوانب الشوارع ولا بسوء النظافة وكأن الكل يتنافس في زيادة التشويه ، كل ذلك أصبح سمة وميزة أينما وجدت ورش السيارات .
ليس لدينا في المنطقة ولكن في أغلب المناطق ، كل ذلك معروف للجميع وإن كان الزائر ( الزبون ) غير راض ٍ عنه ولكن الكل تعود عليه ،
تأتي السيارة إلى ذلك المكان تـُجر أو تـَجر نفسها ، تبحث عن العلاج ولا تجد التشخيص الدقيق ومن ورشة إلى أخرى تختلف المعاينة وتسمية الداء ، وكل له رأيه وسعره تماماً كما في بعض مستشفياتنا ، وقد تخرج السيارة أسوأ مما دخلت ، كل ذلك ليس هو الموضوع المهم لأنه ليس بجديد ، وبالسهولة تغييره عندما يكون هناك متابعة ومتابعة !!!
ولكن اللافت للنظر والداعي للتساؤل أين شبابنا السعودي من تلك الورش ، بما أن لدينا معاهد ومراكز وكليات تخرج منذ أكثر من ثلاثين سنة في جميع التخصصات التي لها علاقة بالسيارات مثل الكهرباء والسمكرة والصبغ والميكانيكا ... إلخ ، ولكن لا وجود لهم في الواقع العملي في ورش السيارات إلا ما ندر ، بينما جميع الورش باسم سعوديين .
هل العمالة الوافدة المتواجدة لديها من التخصص والحرفية أفضل مما هو موجود عند خريجي معاهدنا وكلياتنا التقنية ، علماً بأن الواقع يؤكد أن أكثر من 90بالمائة من العاملين الأجانب في ورش السيارات لدينا ليس لديهم شهادات ولا خبرة إلا ما تعلموه في ورشنا ، هل التستر والمنافسة من الأجانب لم تعط المجال لشبابنا للعمل في ورش السيارات .
لدينا خريجون يحملون شهادات مهنية غير قادرين على فتح ورش ، لماذا لا يتم عمل شركة للصيانة تهتم بسيارات الدولة وتشرف عليها تلك الجهات التي تـُخرج وتـُدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية ؟ ، لماذا لا يتم عمل تخطيط استراتيجي لاستغلال الجهود التي في بعض الأحيان تهدر بدون فائدة ، على سبيل المثال مراكز التدريب والكليات التقنية وغيرها مستمرة في تخريج الشباب وفي المقابل ورش السيارات مستمرة في الازدياد ولكن بعمالة وافدة ، شبابنا يبحثون عن عمل ، ويشتكون البطالة ، هل مخرجات التدريب لدينا لا تناسب الواقع ؟ ، من المسئول ؟ جهات التدريب ، وزارة العمل ، الأمانات ، الغرف التجارية ، هل هناك مشكلة تبحث عن حل غير مشكلة السعودة (والتنظير فيها) إن كان كذلك من المسئول ؟ إن قلنا كالمتبع كل عليه مسئوليته ، هنا تبقى المشكلة وتبقى مخرجات التعليم والتدريب لا تصلح للواقع.
Saeedalyami_ @hotmail.com