لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوما ما، غائباً عن المشهد الاجتماعي بحكم مشغولياته السياسية، ولم يكن خادم الحرمين الشريفين بعيداً عن الحاضر الإنساني للمواطن السعودي في شتى المناطق والأرجاء، بل كان ولا يزال في قلب الوطن، وفي وجدان المواطن، عبر الكثير والكثير من القرارات التي تلامس حياته اليومية، وتعينه عليها. قرار المليك الأخير بدعم الوجبة الأولى لدينا استهلاكيا (وهي الأرز) وزيادة دعم حليب الأطفال بقرابة 600 بالمائة، جاء تلمساً للمعاناة الشعبية جراء ارتفاع أسعار هاتين المادتين في الأسواق العالمية والمحلية، وبغض النظر عن القيمة المادية مهما زادت أو قلت، إلا أن القرار جاء تعبيراً عن إحساس القائد بشعبه، وعن أن صوت المواطن له بالأساس صدى مهم يسمعه القائد، ويستجيب له مهما كانت التضحيات أو التكاليف. لهذا نجد المليك الذي قدم الكثير من المبادرات الشعبية استهدفت في المقام الأول المواطن البسيط أو محدود الدخل، يتفهم دوماً الصوت الشعبي العام، ويعمل كل ما بوسعه من أجل كل المواطنين أينما كانوا، وكلنا لا نزال نذكر قراراته العملية التي وصلت للمواطن في التوقيت واللحظة، منها قرار تخفيض أسعار الوقود، وقرار زيادة الإعانات الاجتماعية والضمان في أضخم ميزانيتين تشهدهما المملكة في تاريخها الحديث، وقرارات الإسكان الخيري، إضافة للتركيز على القطاعات الخدمية وتحسينها صحياً وتعليمياً وبحثياً واقتصادياً. صحيح أن علوم الاقتصاد الحديثة، ترفع سيطرة الدولة عن السوق الحر، وتسعى فقط لدور رقابي لتخفيف النفقات الحكومية، لكن المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية أيضاً تضع هاجس التدخل الإيجابي، بمعناه الداعم، لا الناقم، المشجع لرأس المال في عملية الاستثمار لا المحتكر للمقدرات.. وهنا كانت حاسة الاستشعار عن بعد تلك التي أدركها القائد، فقدم توجيهه الكريم بدعم اثنتين من أهم سلع غذائية ترهق ميزانية أي مواطن، كهدية بسيطة لكل مواطن قبيل عيد الأضحى المبارك، عيدية من الأب، وقبلة من القائد على جبين كل فرد، وكل طفل على هذه الأرض الغالية.
