أخبار متعلقة
افتتح صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين القائد العام لقوة دفاع البحرين رئيس مجلس التنمية الاقتصادية.. المؤتمر السادس لمؤسسة الفكر العربي, والذي جاء تحت عنوان « الاستراتيجية العربية لعصر العولمة « .
وقال سموه خلال كلمة ألقاها أمام جمع غفير من المشاركين ورجال الفكر والأمراء والشخصيات البارزة في العالم العربي انه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم جميعا في مملكة البحرين ، وان انقل لكم تحيات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ، وتمنيات جلالته لمؤتمركم كل التوفيق والنجاح.
وأضاف أود بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير ، إلى الأخ العزيز صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ، رئيس مؤسسة الفكر العربي ، على اختياره مملكة البحرين لاستضافة المؤتمر السادس لمؤسسة الفكر العربي تحت عنوان (الاستراتيجية العربية لعصر العولمة) . وأن أتقدم للمؤسسة بالتهنئة الخالصة على إطلاقهم لمشروع «التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية « .
وذكر أن اختيار هذا الموضوع الهام والذي يعنى بدراسة وضع استراتيجية عربية قادرة على التأقلم والاستفادة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تفرضها العولمة نابع من الإدراك التام لما لهذا الموضوع من أهمية خاصة .
وأشار إلى أن الحديث عن الأمة العربية والعولمة لا يجب أن يؤخذ على أن العولمة حرب جديدة تستدعي التصدي لها .. الحديث عن العولمة هو حديث عن واقع جديد مبني على تنافس وتعاون الكتل الاقتصادية على الموارد والتقنيات والثقافات والأفكار ، لا يمكن لنا ان نعمل خارج هذه المنظومة بنجاح في هذا العصر . من واجبنا ان نطمح الى ان نبدأ من حيث انتهى الآخرون على مسيرة التنمية . لذا يجب ان نكون منفتحين ، ويجب ان نترك الوصايا والاتكالية ... ماذا يعني ذلك؟ أولاً أن نلبي متطلبات هذا الواقع الجديد من خلال اغتنام الفرص المتسارعة بصورة أفضل في جميع المجالات .
وثانياً يجب ان نعمل على الدخول في قطاع المعلومات والتدفق المعرفي والتقني وتوظيف هذا القطاع لخدمة التنمية والتطوير الاقتصادي بما يسهم في تعزيز فرص العمل امام المواطنين وتشجيع الابتكار والمبادرة الفردية .
وثالثاً حفاظا على هويتنا ، يجب الا تكون الشراكة بيننا كعرب أو بين الآخرين في الواقع الجديد على حساب احد ، وانما تكون مبنية على اغتنام المزايا التنافسية لكل طرف بما يكفل النجاح للجميع .
وقال نحن في مملكة البحرين ادركنا هذه الحقيقة واعتمدنا سياسة واضحة للتعامل مع هذا الواقع من خلال الاستثمار في المواطن البحريني الذي يعتبر اهم المحاور التي ارتكزت عليها عملية الاصلاح الاقتصادي الشامل وبدأنا بتدشين مشروع تطوير منظومة التعليم والتدريب استجابة لمتطلبات سوق العمل وحاجته من المهارات والإمكانيات الجديدة . وكذلك قمنا بتحفيز القطاع الخاص انطلاقا من ايماننا بدور هذا القطاع وقدرته على اخذ زمام المبادرة وتنفيذ دوره الريادي في العملية التنموية ... لذلك سعينا في البحرين الى تطبيق سياسات تخدم هذا القطاع والتي من بينها فتح اسواقنا وكسر الاحتكار الى جانب ابرام الاتفاقيات لفتح اسواقنا أمام الاستثمارات العالمية إضافة إلى استمرارنا في سياسة الخصخصة وتغيير طبيعة دور الدولة من دور المالك والمشغل للاقتصاد الى دور المراقب والمنظم .
وفي ختام كلمته شكر الجميع على الاستماع والقائمين على مؤسسة الفكر العربي ، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي / الأمير خالد الفيصل الموقر ، لتنظيمهم لهذا الحدث الثقافي العالمي في بلادنا ، ولكل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذا الحدث ، مؤملا بأن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوة منه وان نستمع الى آراء هذه النخبة من اهل الفكر والثقافة حول المحاور الهامة التي يناقشها المؤتمر .
من جانبه ألقى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي كلمة في حفل الافتتاح قال فيها يسعدني أن أقدم عظيم الشكر والتقدير لجلالة ملك البحرين على دعوته الكريمة ورعايته السامية لهذا المؤتمر. ولسمو ولي العهد...الشريك الفاعل في قيام هذه المؤسسة وللبحرين – حكومةً وشعباً – على حسن الوفادة وكرم الضيافة وما قدّموا من تسهيلات سخية.
وأضاف أحيّي ضيوفنا الأكارم، والرعاة، والباحثين والمتحدثين، والمنظمين والمتعاونين، على ما بذلوا لإثراء المؤتمر وتعظيم مردوده.
وذكر أن المؤتمر السنوي السادس لمؤسسة الفكر العربي يطرح قضية «الإستراتيجية العربية لعصر العولمة»، ويحشد لها من خيرة أهل الاختصاص في عالمنا العربي ونظرائهم في بلاد العالم، ونخبة من الشباب الذين نظّمت لهم المؤسسة في بيروت ملتقىً تمهيديّاً لاستطلاع آرائهم وتصوراتهم حول قضايا أمّتهم.
مشيرا إلى أن الأمل أن يخرج المؤتمر بتصوّرات وخطط وأساليب كفيلة بدخول العرب إلى هذا العصر بثقة وأمان، ممّا دفعني – قبل نحو ست سنوات – إلى أن أطلق فكرة المبادرة التضامنية بين الفكر والمال التي قامت عليها مؤسسة الفكر العربي، بغية الإسهام في المشروع النهضوي العربي المؤهّل للدخول إلى دنيا العولمة.
وأكد على أن عامل الزمن يضيّق علينا الخناق ويزيد من ظلمة النفق، فإما أم نُعليَ قيم العلم والعمل وتوحيد الجهود وتكاملها كي نلحق بفريق الأقوياء، وإمّا أن نستمريء الركون إلى الراحة والدعة والشتات والجهالة، فتضيع الفرصة من بين أيدينا بعد أن فتحت العولمة كل الحدود وحررت انتقال الأشخاص والأموال بين العالم بلا قيود، وأُطلقت المنافسة - غير المشروطة - بين أقوياء يصنعون كل أسباب الحضارة وآخرين يستهلكونها، ولا يكادون ينتجون منها شيئاً يذكر مع أن تحت أيديهم كنزاً من الطاقات البشرية والمقومات المادية.
وقال سمو الامير ان هذه هي القضية التي تنتظر منكم اليوم الرأي والمشورة للخروج بالأمّة من دائرة النفق المعتم والضعف والهامشية، بمشروع يحترم خصوصيتها في إطار إيمانها بالتعايش السلمي المبني على العدل والمساواة بين الأمم، وتفعيل منظومة الحوار بين الحضارات بديلاً عن الحروب وشرورها، وتبادل المنتج الفكري والتطبيقي من أجل تعميم نفعه على الإنسان، وهي تنطلق في ذلك من إيمان راسخ بقول الحق تبارك وتعالى «..وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..»
وأضاف تستأثر «المنامة» بأن مؤتمرها «فكر6» يستهل أعماله باللقاء الأول بين «شركاء النهضة»، الذي دعت إليه مؤسسة الفكر العربي نظراءها على الساحة العربية للتشاور من أجل التعاون وتكثيف الجهود وتجميعها في خدمة المشروع العربي الموحد، ويختتم فعالياته بأول حفل تكريم للفائزين في المجالات السبعة لجائزة الإبداع العربي، التي تأتي تطويراً لنهج المؤسسة ـ منذ قيامها ـ في اعلاء قيم الاجتهاد وتحفيز الإبداع.
وفي ختام كلمته كرر شكره و تقديره لجلالة ملك البحرين، ولسمو ولي العهد، ولحكومة البحرين وشعبها الكريم، ولأعضاء هذا المؤتمر الموقر، سائلاً المولى ـ جل وعلا ـ أن يوفق الجميع إلى تحقيق الأهداف المشروعة والمستحقة لهذه الأمة، عطفاً على تاريخها الماجد، وحاضرها الواعد.
جانب من حضور المؤتمر