روت زوجات أجنبيات لسعوديين تجاربهن الشخصية في فيلم وثائقي هو الأول من نوعه الذي يحكي معاناة الزواج من أجنبيات، تحدثن فيه عما شهدنه من آلام بعد زواجهن من سعوديين والأضرار النفسية والصحية والاجتماعية التي ترتبت على هذه الزيجات . وتتحدث الزوجات الأجنبيات، اللائي ظهرن في فيلم وثائقي «الزواج من الخارج»، عن ذكريات زواجهن التي يردن محوها إلى حد ما. إلا أن ذلك دفعهن للتحدث بصراحة في الفيلم الذي يكشف الجانب الأكثر ظلاما للزواج من غير سعوديات .
وعرض الفيلم الوثائقي الذي أنتجته الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر» بالتعاون مع مؤسسة ميساب للانتاج الإعلامي ، تفاصيل الوضع النفسي والعاطفي لزوجات السعوديين الأجنبيات وأطفالهن، واللاتي انتهت حياتهن الزوجية بعد أن قرر الكثير من الأزواج السعوديين تطليقهن دون الاكتراث بتبعات هذه الخطوة وتأثيراتها المستقبلية . وجلست غالبية الزوجات الأجنبيات للتصوير في الفيلم، والدموع تذرف من عيونهن ، حيث بدأن سرد الذكريات المريرة التي نتجت عن هذا الزواج .ولم تستطع احدى السيدات إكمال الحديث بشكل مفصل عن حالتها بسبب الوضع النفسي الذي تعيشه وأطفالها السعوديون . وتظهر مجموعة من السيدات في الفيلم وهن يروين الحالة المأساوية لحياتهن بعد ان اختلت علاقتهن بأزواجهن السعوديين ، كما يبين واقع الأسر المفككة والأطفال الذين ذهبوا ضحية هذه الزيجات، الأمر الذي دفع الكثير منهن لكشف بعض أسرار هذا الزواج الذي يتكاثر في مواسم الإجازات ولا يستمر طويلاً . ويروي الفيلم كيف أن بعض السعوديين، حينما وصلوا إلى بعض الدول لقضاء الإجازة, قرروا الزواج من أجنبيات في هذه البلدان بعد وجود إغراءات من قبل سماسرة يتواجدون في المطارات لتصيد السعوديين. ولم يكن فيلم « زواج السعوديين من الخارج» الذي تعتزم جمعية أواصر توزيع نسخ منه على المسؤولين والمواطنين، سوى تجسيدا للواقع المظلم الذي يعاني منه أطفال بعض السعوديين المتزوجين من أجنبيات . واظهر الفيلم كيف أن التلذذ بالإذلال والحرمان مأساة بقيت عالقة في ذهن زوجات وأطفال السعوديين وكيف أصبحت حياتهم الاعتيادية تجسيدا لما اكتسبوه بعد انتهاء علاقة الزوج السعودي بزوجته الأجنبية. واستندت المؤسسة مخرجة الفيلم في تجميع مادة الفيلم على زوجات السعوديين في الخارج ، حيث امضى ممثلون للمؤسسة عاما كاملا في تصوير الفيلم الوثائقي من خلال زيارة عدة دول عربية والبحث عن الزوجات الأجنبيات لسعوديين للتحدث في هذا الفيلم. من جهته قال عبدالله الحمود رئيس مجلس إدارة جمعية أواصر : ان الفيلم يشكل مادة توثيقية هامة لفترة من حياة الزوجات الأجنبيات للسعوديين وتغني أرشيف الجمعية. واوضح ان الفيلم يروي شهادات زوجية تعرض للمرة الأولى وتكشف جانباً مهماً في حياة السعوديين الذين يتزوجون من الخارج ، مضيفاً : حسب ما يرويه الفيلم، فان هناك عواقب وخيمة كبيرة تحدث بعد هذا الزواج...أمضينا شهورا كثيرة للوصول إلى مادة غنية لهذا الفيلم الذي يؤكد ضرورة تنسيق الجهود لتوعية السعوديين من أضرار هذا الزواج . وقال الحمود في تصريحات صحفية أمس : ان الجمعية اكتشفت هذا العام أن 70 في المائة من السعوديين المقيمين في الخارج هم نتاج الزواج المختلط، و30 في المائة مهاجرون في الماضي مثل الموجودين في الكويت والبحرين وغيرهما من الدول. وقال : الجمعية تخطط إلى توجيه جميع طلبات المواطنين للزواج من أجنبيات في الخارج إلى ملفات الأسر السعودية المقيمة في الخارج التي لديها فتيات في سن الزواج ، مبينا أن الجمعية تهدف إلى تقديم العون والمساعدة الممكنة للأسر السعودية المحتاجة والمقيمة خارج المملكة والتي تكونت من طرفين يحمل أحدهما الهوية السعودية، مع العمل على توفير مستلزمات ومتطلبات إعادة هذه الأسر للوطن والتنسيق مع الأجهزة الحكومية المختلفة لتوفير الاحتياجات الضرورية اللازمة لمن يعود إلى الوطن، إلى جانب أن الجمعية تهدف إلى إعداد الدراسات والبحوث اللازمة لدراسة هذه الظاهرة ورفع ما يتم التوصل إليه إلى الجهات الحكومية المختصة. وأكد الحمود ، أن الفيلم الوثائقي بمثابة إشعار للفت نظر الجميع محليا لقضية زواج السعوديين من الخارج ، مركزاً على أهمية مثل هذه الأفلام في دعم الأسر المشتتة في الخارج والتي تكونت من طرفين يحمل أحدهما الهوية السعودية، وتوعية السعوديين بمخاطر هذه الزيجات ونتائجها السلبية . وشدد على ضرورة تبني الجهات ذات العلاقة لمثل هذه الأعمال وتوفير كامل الدعم المطلوب من أجل انجاح الجهود التي تبذل في هذا المجال دعما للأعمال الخيرية التي تقدم في مختلف المجالات.
وكانت (اليوم) نشرت سلسلة من التحقيقات حول زوجات وابناء السعوديين في الخارج... من الادرن وسوريا ومصر والمغرب بعنوان «سعوديون في الخارج حلقات من مسلسل الضياع » في جون الماضي.
