DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الملا في لقاء سابق مع الأمير محمد بن فهد

عبدالرحمن بن عثمان الملا من" الكتاتيب" إلى الدراسة الأزهرية

الملا في لقاء سابق مع الأمير محمد بن فهد
الملا في لقاء سابق مع الأمير محمد بن فهد
اليوم والجمعة القادم نغوص في أسرار وذكريات واحد من ابرز رجالات الفكر والثقافة والأدب والتاريخ والتراث في العالم العربي وهو من أسرة معروفة في الأوساط العلمية والأدبية حيث أنجبت كثيرا من العلماء عبر القرون الخمسة الماضية إنه الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الملا الذي يكتنز في حافظته ثروة لغوية وأدبية وفكرية وتاريخية مكنته من أن يسبر أغوار الحياة وتجاربها الفكرية والعلمية ولم يمنعه فقد البصر من إصراره على مواصلة التحصيل العلمي، وممارسة الكتابة ونظم الشعر والتأليف والتأريخ والتوثيق والقيادة الإدارية وشغف بمطالعة الكتب في مختلف العلوم والآداب، وتذوق الشعر وحفظه ونظمه منذ نعومة أظفاره فكان يمضي سحابة النهار وشطرا من الليل في تفيؤ ظلال الأدب الرفيع وروائع الشعر من نخبة من طلبة العلم المهتمين بمتابعة الحركة الفكرية وذلك في رباط الشيخ (أبي بكر الملا) مما مكنه من المشاركة الفعالة في النادي الأدبي بالمعهد العلمي فور التحاقه للدارسة بالمعهد وقاده ذلك لرئاسة أول مجلس إدارة لناد أدبي بالأحساء. فصول عديدة في حياته لا فواصل بينها الجزء يؤثر في الكل والكل نتاج أجزاء وأجزاء داخل الوطن وخارجه ويحدثنا بداية عن علاقته برويضة الكوت والرمد الصديدي بقوله: الرمد حجب رؤيتي يسرنا في البداية أن نتعرف على ولادتكم وطفولتكم ؟. عبدالرحمن بن عثمان بن محمد الملا ولدت في شهر صفر من عام 1359هـ - 1940م في مدينة الهفوف بمحلة الرويضة من حي الكوت في مدينة الهفوف وهو مقر سكن الأسرة وفيها كانت نشأتي فقدت البصر في السنة الخامسة من عمري إثر إصابتي بالرمد الصديدي ولكن ذلك – ولله الحمد – لم يحد من إصراري على مواصلة التحصيل العلمي وممارسة الكتابة ونظم الشعر. لماذا أنت دائما تزهو بالرويضة؟ الكوت عاصمة الأحساء العلمية والأدبية والثقافية ومدينة الأحساء العتيقة وما يزيد من فخري بها أن كسوة الكعبة المشرفة نسجت في منزل السقوفي عام 1221هـ وفي عام 1217هـ نسجت في مدينة المبرز وسبب ذلك أن محمد علي باشا وبعد استيلاء الدولة السعودية الأولى على مكة المكرمة في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد – رحمه الله- أمر بعدم إرسال الكسوة ووجه الإمام بنسج كسوتها بالأحساء لوجود أمهر النساجين بها وكانت الكسوة تأتي من مصر في موكب مهيب. رغبتي وجهتني للتدريس متى بدأت يا شيخ عبدالرحمن رحلة طلب العلم؟ لو بدأنا منذ الصفر فقد ألحقني والدي لحفظ القرآن بعدد من الكتاتيب ككتاب الشيخ أحمد القرين والشيخ علي اليماني وغيرهما ولكنني لم أجد ما يروي ظمئي للمعرفة فضقت بها وبما يتبع فيها من أساليب التعليم ذرعا ولأن معظم نساء أسرتي كنَ ممن يحسن القراءة والكتابة، «وتم تعليمهن على أيدي آبائهن، في حين أن والدتي كانت من اللاتي يحسنَ القراءة فقط»، ولان أخي الأكبر عبداللطيف – رحمه الله - كان أحد المهتمين بالمسرح، وخالي الشيخ عبدالله صاحب مكتبة التعاون الثقافي وبفضله بينما وجدت المكتبة في بيتنا منذ صغري فقرأت «السندباد، وسيرة أبو زيد الهلالي وجحا، وبعدها قرأ للجاحظ وابن المقفع»، وحفظت القرآن الكريم في الثانية عشرة من عمري، على يد امرأة كفيفة تدعى «آمنة العرفج»، أما العلوم الأخرى، كالتجويد، والفقه، والنحو فدرستها على يد الشيخ الأزهري «عبدالمحسن الحوراني»، قبل التحاقي بالمدرسة وهو احد خريجي الازهر المستقدمين للتعليم بالمملكة وفي سنة 1374هـ 1955م التحقت بالمعهد العلمي القسم الثانوي حيث حصلت على شهادة إتمام الدراسة الثانوية سنة 1381هـ - 1961م وقد واصلت تعليمي الجامعي فحصلت على شهادة الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية بجامعة الرياض عام 1385هـ - 1965م وفي هذه السنة ذاتها وجهـــــني سماحــــة الشـــيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ لعمل شرعي بوزارة الأوقاف ولان النظر في القضايا الشرعية لا يدخل في مجال تخصصي فقد تمكنت بعد جهد من إقناع الشيخ بعد رغبتي في مزاولة ذلك العمل ومن ثم انتظمت في سلك التدريس بوزارة المعارف وفي سنة 1396هـ 1976م توجهت إلى القاهرة للدارسة بها ضمن بعثة دراسة أوفدتها إلى هناك وزارة المعارف فحصلت على دبلوم في التربية الخاصة – وحصلت على التقاعد المبكر سنة 1414هـ بناء على طلبي . من من العلماء الذين كان لهم أثر على شخصية عبدالرحمن الملا ؟ أثناء الطفولة كنت أتردد على بعض الحلقات العلمية التي كان يعقدها العلماء أبان طفولتي ومن أبرزهم الشيخ محمد بن أبي بكر الملا والشيخ أحمد الملا وأيضا الشيخ عبدالعزيز العبيدالله وهؤلاء العلماء كانوا يقومون بتدريس الفقه والحديث وبعض فروع علوم اللغة العربية كالنحو والبلاغة وكان يحضر لهم تلاميذ من داخل البلاد وخارجها وكان أولئك التلاميذ في الواقع علماء كانوا يفدون من البحرين ومن الكويت ومن عمان ومن عرب ساحل فارس فكانوا يتواجدون في الرباط والرباط العلمي آنذاك قبل خمسين سنة كان عبارة عن شعلة ثقافية وعلمية لأن بعض من كان يزور الأحساء من العلماء كانوا يقيمون فيها إلى جانب طلبة العلم ومنهم من كان له اهتمام كبير بالأدب وبالثقافة وكنت لا أكاد ابرح الرباط لما يتوافر لي فيه من القراء وكنت آخذ الكتب من منزلنا ومن الشيخ عبدالله الملا صاحب مكتبة التعاون الثقافي وأذهب بما أختار من الكتب لبعض أولئك ونتدارس العلم معهم فكانت تعتبر من أسعد وأجمل أيام حياتي. كذلك حينما التحقت بالمعهد العلمي حظيت باهتمام كبير من مديره فضيلة الشيخ عبدالله بن خميس وكان يعنى بي عناية خاصة حتى إنه في أثناء الفسخ كان يناديني ويقرأ علي بعض المسائل كما يعطيني كتابا يطلب مني قراءته ثم مناقشتي فيه في وقت لاحق، بل كان في أيام الإجازة الصيفية يتردد على منزلنا لزيارة الوالد وكان يمضي ساعات لقراءة بعض الكتب التي يقتنيها هو معي لأنه كان يمنحني من وقته الشيء الكثير ويعنى بي عناية كبيرة لما يتصل بالثقافة وفي العلم وفي الشعر أيضا وكان يشجعني في ذلك وفي النادي الأدبي كان هو بنفسه يقرأ قصائدي إلى جانب من كانوا في المعهد من العلماء وكانوا في الواقع على درجة كبيرة من العلم والفضل منهم على سبيل المثال الشيخ مناع القطان رحمه الله والشيخ محمد البنا مدرس الحرم المكي فيما بعد والشيخ عطية السالم وغيرهم ايضا من العلماء الافذاذ وكانوا ايضا يمنحونني من وقتهم الشيء الكثير لتدارس بعض الكتب خارج اطار المناهج الدراسية وكذلك ايضا في الرياض حينما التحقت بالكلية حصلت على نصيب وافر من عناية بعض العلماء من أمثال الشيخ على الطنطاوي رحمه الله وكذلك الشيخ عبدالرزاق العفيفي وايضا مناع القطان حينما كان يدرس في الكلية وبعض الافاضل الذين لا أستطيع أن أحصيهم فأنا أوردت هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر وقد انتفعت منهم كثيرا كما انتفعت ايضا من خالي الشيخ عبدالله الملا صاحب مكتبة التعاون الذي لا يكاد يفارقه الكتاب أبدا حتى في الوقت الحاضر وقد غاب وعيه عن كل شيء حتى عن ابنائه الا الكتب فهو يأخذ كتابا لا يفارقة في فراشه وفي يقظته وفي سكونه دون ان يفقه ما يقرأ لانه لا يحس الا انه يعرف ان هذا كتاب وكان لا شيء يشغله الا شيئان اولا التمسك بالكتاب والسؤال عن اوقات الصلاة وهذه الى الان وهو لا يعي ولا يشعر ولكنه دائما يسأل متى صلاة الضحى صلاة الصبح. لماذا لم أصل الى الان هل اذن ولا يمكن لاي زائر ان يزوره ان يعرف هذا مباشرة منه فهؤلاء من فضل الله انتفعت منهم كثيرا ولهم علي الفضل الكثير وانا مدين لهم بالكثير من العلم والمعرفة نسأل الله ان يغشاهم بواسع رحمته وان ينفعنا بعلمهم وان ينفعنا بما علمنا انه على ما يشاء قدير. المعهد العلمي كنتم يا شيخ عبدالرحمن أحد طلاب المعهد العلمي بالاحساء فماذا تذكر لنا من ذكريات المعهد العلمي في ذلك الوقت؟ وما اثر الشيخ عبدالله بن خميس في المعهد والاحساء ؟ لا شك ان المعهد العلمي بالاحساء يقدم رسالة كبرى اكثر مما رسم له وذلك بفضل الله ثم بفضل ادارة الشيخ عبدالله بن خميس لو كان انتدب الى المعهد انسانا عاديا لكان كأي مدرسة يقدم مناهج وثمارها تكون محدودة في نطاق المناهج التي رسمت له ولكن الشيخ عبدالله بن خميس جعل من المعهد شيئا اخر . جعل منه محطة فكرية وصرحا علميا وتجاوز بحدود طلبته الى المجتمع وكان ناديه الادبي يستضيف العلماء والمشايخ من المنطقة بصورة مستمرة داخل المعهد كما كان يغذي بتوجيهاته وبفكره وبطاقاته طلبته ليوجد عندهم الحوافز للعمل والابداع وكان يعنى بي عناية خاصة وانا واثق ان الشيخ عبدالله يشعر بالسنوات التي قضاها في الاحساء لانها تمثل بالنسبة له مرحلة مهمة في حياته وحد من يقدر جهوده ويقدر ما يقدمه البلاد كثيرا والذين لا تزال تحتفظ لهم بالذكرى الطيبة وبالثناء العطر كما انه بدوره لا يزال يعتز بأهل هذه البلاد وبالسنتين اللتين عاشهما بين اهلها ولا شك انه يمثل نموذجا أمثل لمن يريد ان ينتج ويعطي ويترك الاثار الحميدة في هذه الامور ولا اريد ان اذكر الشيخ عبدالله بن خميس فقط وانما هناك معاونون له في المعهد من الاساتذة كمناع القطان ومحمد البنا ومحمد طاهر ومحمد العبد واذكر هنا موقفا لي مع الاستاذ محمد العبد وهو استاذ الادب . لما جاء الاختبار النهائي وكان يدرسنا الادب وكانت عبارة عن نصوص وكانت العلامة فيها من 30 وسألني هل تحفظ شيئا للمتنبي غير النص المقرر فقلت له نعم قال اقرأ فقرأت له ( عيد بأية حالة عدت يا عيد ) وتجاوزت كل بيت فيها ( العبد ) فاستغرب واخذ يفكر قليلا وقال لي هناك ابيات اسقطتها ما الداعي لذلك ؟ يريد ان يعرف مني المغزى وهل انا مثلا لا احفظها فقلت له : ما لها لزوم فقال : والله هي العلامة المقررة ( 30 ) ولكن انت تحتاج من يعطيك ( 90 فقلت له لماذا قال ثلاثون درجة لانك اجبت المطلوب منك مقرسا ( وهي قصيدة الحمى ) للمتنبي وثلاثون درجة لانك قرأت شيا غير المقرر وثلاثون درجة لانك تركت هذه الابيات اما طلاب المعهد وكان معنا طلاب في المهد مثل الشيخ محمد الخطيب قاضي الجفر سابقا والشيخ محمد الملا – رحمه الله - رئيس المحكمة المستعجلة بالمبرز سابقا والشيخ عبدالرحمن الملا . التواصل الادبي تحدثنا يا أديبنا عن العلماء الذين اثروا فيك فما نصيب الأدباء الذين كان لهم اثر في حياتك الأدبية ؟ وبمن اتصلت ؟ الواقع لم تكن لي صلات مباشرة بالكثير من الادباء فأكثر صلتي بالادباء عن طريق قراءة انتاجهم الشعري ولكن من الادباء الذي التقيت بهم مثلا الدكتور محمد الحسين وكذلك الاستاذ الشيخ محمد العبد كان أديبا أكثر منه عالما وأيضا الادباء السعوديون كثيرون فقد التقيت بهم ولكن ليس لقاء تلمذة وانتفاع وانما لقاءات في ساحات علمية ومنتديات أدبية وهؤلاء لا يقعون تحت حصر ولكني أنا اركز على الذين كانت لي بهم خصوصية وهم أدباء الساحة العربية عامة من خلال انتاجهم الادبي والفكري والعلمي . هناك يا شيخ عبدالرحمن ظاهرة المجالس الادبية في الاحساء فهل هذه المجالس امتداد لمجالس كانت تعقد قديما أم أنها مستحدثة ؟ لا يخفى عليكم ان الاحساء في الايام السالفة الماضية من نحو أربعين سنة مضت كانت بها مجالس أدبية عامرة وهي مجالس العلماء فمن ميزة علماء الاحساء أنهم يجمعون بين العلم والادب فهم في أوقات الراحة والتي لا تخصص للتدريس يمضونها في المطارحات العلمية والفكرية والادبية وبخاصة الملح كالطرائف فهم يعنون بها عناية كبيرة ويرون فيها ترفيها لطلابهم واستئناسا لجلساتهم وهم كثيرون فكل مجالس العلماء في ذلك الوقت كانت مجالس أدبية والعلماء كثيرون في الاحساء حتى انها لا تعد بالافراد بل تعد بالاسر فكانت من الاسرة العلمية أسرة ( ال الشيخ مبارك ) وأسرة ال عبداللطيف وأسرة ال عمير وال عمير كان لهم عناية باللغة العربية خاصة وفيهم فضلاء كثيرون ويعنون ايضا بحفظ الشعر الى جانب علماء الملا وعلماء من ال عرفج وعلماء ال عبدالقادر في المبرز وال عفالق وغيرهم كثيرون وكنت احضر للعلماء خاصة من اصحاب الوالد لانه كان ملازما للعلماء . فالمجالس القديمة كانت عفوية وما كانت تقصد لذاتها وانما مجالسهم بصورة عفوية تحصل فيها هذه الاشياء من المطارحات والملح والطرائف . وبعد السلف الاول من ابناء هذا العصر من المشايخ بدأت النهضة العلمية الحديثة وبدأ معها الاقبال على العمل وانصرف الناس في وقت ما عن العلم للاشتغال في الشركات وغيرها .. صار نوع من الفتور نحو ثلاثين أو خمس وعشرين سنة حتى المجالس الأدبية بدأت تتقلص وخبت تقريبا ولكن من فضل الله انه في نحو من خمس عشرة سنة الى عشرين سنة سلفت بدأت الحياة تدب من جديد في أوساط الحياة الفكرية والعلمية والادبية فأصبحت هناك مجالس للعمل ومجالس للادب وتعددت وتنوعت وتقف في طليعتها أحدية الشيخ احمد بن علي ال مبارك هذه لها من الاثر الشيء الكثير. وتدور فيها بعض المطارحات وتحيا فيها ايضا أمسيات أدبية وشعرية وتقدم فيها محاضرات وبرامج ثقافية جديرة بالتنويه. المسرح نبع الثقافة ماذا يمثل المسرح عند شيخنا عبدالرحمن.. ومتى بدأت في كتابة المسرحية وهل طبعت أو مثلت تلك المسرحيات ؟ الواقع المسرح ربما يخالفني في رأيي بعض الناس ولكني أعتبر المسرح أهم مصادر الثقافة والعلم والفكر واذا قلت المسرح فأنا أقصد المسرح الهادف حتى لا يساء فهم كلامي فأنا أقصد المسرح الهادف لان المسرح وسيلة كأي وسيلة أخرى ممكن ان يوظف لأمور ايجابية وممكن ان يكون معول هدم في المجتمع ولكن المسرح الذي أقصده هو المسرح الذي يستطيع ان يحدث اضافة جديدة ونوعية في التطور الفكري والعلمي والادبي وتأثير المسرح كثير جدا ولا يمكن ان يقاس بوسيلة اخرى لماذا؟ لانه تواصل حي وفعال بين المستقبل وبين المؤدي وليس كالتليفزيون أو الاذاعة أو كالصحيفة التي تقرأ فالمسرح فيه حياة مباشرة وفعالـه واثرها أكبر. والواقع انني كنت أعشق المسرح منذ الصغر وقد كتبت عدة مسرحيات في أول أيام الدراسة وكانت المسرحيات التي كتبتها نثرية ومنها شعرية وربما أكون أول من كتب المسرحية الشعرية في المنطقة الشرقية فمن أوائل من كتبها في المملكة لان هناك دراسة فاضلة الفت أطروحة ماجستير في المسرح الشعري السعودي وكان بيني وبينها تواصل لما يخدم بحثها وزودتها بالمسرحيات التي كتبتها وقرأت ايضا هذه الرسالة بعد ان ناقشتها وأهدتني نسخة منها فوجدت ان الذين كتبوا المسرحية الشعرية في المملكة يعدون على الاصابع ولعل ولا فخر ان المسرحيات التي زودتها بها حسب كلامها انها تعتبر من أهم وأبرز وأكثر جدية فيما اطلعت عليه في كتابتها وهذه الرسالة موجودة ولم تطبع ولكنها رسالة قيمة جدا . أما ما يتعلق بان مسرحياتي مثلت نعم فلقد مثلت وكذلك اخي عبداللطيف رحمه الله كان من الولوعين بالمسرح المدرسي وقد انشأ عدة مسارح في مدارس كثيرة وهو من أوائل من أعدوا مسرحا في المدرسة وقد عرضت على هذا المسرح كتاباتي وايضا كنت اكتب المسرحية الاجتماعية والتاريخية وكانت احدى تلك المسرحيات قد عرضت بحضور الملك سعود رحمه الله وقد أعجب بها كثيرا وأنعم على الممثلين بجوائز سخية وكانت المسرحية شعرية وتمثل جانبا من كفاح الشعب الجزائري، وقد ضمنت بعض فصول المسرحية في ديوان (اغاريد من الخليج) لكي يطلع عليها الجيل وينتفع بها المؤرخ للمسرح فأنا لم أقدمها على اعتبار انها عمل فني ولكن قدمتها على اعتبار انها تخدم من يريد ان يؤرخ للمسرح في المملكة . والواقع انني كتبت عدة مسرحيات اجتماعية ولكن المسرحيات التاريخية نثرا وشعرا هي الاكثر . عفوا يا شيخ عبدالرحمن بمن تأثرتم في كتابة المسرح ؟ أكثر من تأثرت به احمد شوقي وعزيز اباظة وكثير منهم وأؤكد اكثر من مرة انني لا أعد من كتاب المسرحية لماذا؟ لانني لا أعتبر هذه اعمالا ذات قيمة وانما كنت اكتبها بدافع الهواية ونشرتها بدافع الضغوط من اصحابي وزملائي وخشيت ان ينشروا ما هب ودب فبادرت الى نشر هذه المسرحيات لأسد بها افواههم وأقطع الطريق عليهم حتى لا يأتي الحماس لاحدهم فينشر كل شيء عني فيخطئ فآثرت كتابتها وطبعها لهذا الامر. عشق التاريخ يقودنا الحديث يا شيخ المؤرخين عن قصتك مع التاريخ.. وماذا يمثل كتاب " تاريخ هجر " للشيخ عبدالرحمن ؟ التاريخ يمكن ان تقول ان الذي يعشق التاريخ ويقرأ التاريخ يضيف الى عمره أعمارا وقد عبر عن ذلك احدهم بقوله ومن وعى التاريخ في صدره ........... أضاف أعمارا الى عمره لانه لا يعيش حياته وحده بل يعيش حياة الامم السالفة بكاملها هذا اذا قرأ التاريخ بذهن واع وبفكر ثاقب وبهواية تجعله يضاعف الجهد في القراءة دون ملل. انا كنت احب التاريخ فيما مضى لما فيه من ثقافة وعلم وعبر ومتعة ولم أفكر في حياتي وانا اثناء الدراسة الاولى ان اكتب تاريخيا بل لا اتخيل اني سأكتب التاريخ لانني أرى ان هذا عمل صعب ولكن أمورا دفعتني لان اكتب تاريخ هذه البلاد منه ما لسمته من قصور في ثقافة جيلنا وشبابنا وزملائنا ووجدت ان كثيرا من المثقفين يعرفون عن مجاعة افريقيا وعن العالم الجديد وعن اقصى البلاد عن بلادهم اشياء كثيرة في حين انهم لا يعرفون عن بلادهم شيئا بل ان بعضهم يراهن ان هذه البلاد ليس لها تاريخ ليس بها ما يدعو الى الكتابة في هذا المجال . تاريخ هجر واستطرد ضيفنا في الحديث وروى إحدى حوادث الرياض التي دفعت به للتأريخ فقال: حدث ذات يوم حينما كنا في الرياض وكان هناك شباب وقد وقعت جريدة في يد أحد الشباب وصار يقرأ فقرأ فيها ( عن لوحة اثرية او صخرية ) عثر عليها في الحناءة وانها في كتابات سماوية وتعتبر من الاثار القيمة فسخر منه البعض وقالوا له هل هناك اثار قيمه في بلادنا فنحن لانراها الا صحراء جرداء وكثبان رمال متراكمة أين هذه الحضارة ثم صار جدل افترق المجلس الى فريقين كان الاكثر منهم ينكر وجود تاريخ ووجود اثار في هذه البلاد وقليل منهم من يتحمس لوجود هذه الاثار ولكن دون علم .. وانا كنت من المتحمسين عاطفيا على ان هذه البلاد فيها تاريخ وفيها علم ولكن شذرات غير مترابطة أعرف أقرا تاريخا ولكن تاريخ غير هذه البلاد لعدم توافر الكتب فكنت متحمسا عاطفيا لاني لا اكاد اتصور ان هذه البلاد ليس لها تاريخ ولكن دون دليل ولكني بعد تلك الجلسة احسست بنوع من المرارة والحزن فاتجهت ليس بدافع كتابة التاريخ ولكن بدافع الاطلاع على تاريخ هذه البلاد فبدأت أجمع كتبا وأسأل وأقرأ وأناقش وجلست على هذه الحال سنوات فاذا بي بين ركام من الاوراق تتوافر لي المعلومات ففكرت لماذا لا أكتب التاريخ عن هذه البلاد فمن فضل العزيز الحكيم وبعناية من الرب عز وجل تفرغت وتجردت للكتابة حتى اذا مضت على تلك الجلسة اثنى عشر عاما خرج (كتاب تاريخ هجر) ولم أكن اريد ان اتسرع في اخراجه لولا ان الاخ عبداللطيف رحمه الله كتب مقالا في جريدة الجزيرة ان هناك كتاب تاريخ سوف يصدر واذا بالاسئلة تنهال علي والاتصالات حتى بلغ بعضهم التجرؤ أنه قال أحدهم بما معناه ( ان ما أظن ان هذا الكتاب الذي تتحدث عنه الا طيف أحلام شأنه شأن الكتب التي نسمع عنها والعناوين التي نسمع عنها لفلان وفلان دون ان نرى كتبا ) حينذاك قررت ان أخرج كتاب تاريخ هجر فخرج ومن فضل الله ان هذا الكتاب صار له اثر كبير وحظي بثناء علماء اجلاء في مختلف البلاد العربية والشيء الذي اعتبره مكافأة لما قدمته وأعتبره وسام فخر ان اكثر من (141) بين رسالة ومقالة ودراسة وبحوث مع اتصالات جاءتني من بلاد شتى اجمعت على عبارة واحدة (ان الكتاب يتسم بجمال الصياغة وبالموضوعية التامة) حتى ان احد العلماء الافاضل قال لي انني اخذت كتابك لاطالع مسألة فشدني الكتابة ولم أدعه حتى اتيت على اخره والواقع ان كتاب (تاريخ هجر) انا اعتبر ان الفضل لله اولا واخر ولكنه خطوة على الطريق تعين الشباب على مواصلة هذا الطريق والكتابة في المزيد من التاريخ ومن نبش ما في زوايا هذه البلاد من المعارف والعلوم القيمة التي تساعد على إبراز الوجه المشرق لبلادنا وللمملكة بصورة عامة وأعتبر ان كل قادر ومؤهل على الكتابة في المملكة عليه مسئولية كبرى بأن يحاول كتابة ما في ناصيته حتى لو كانت كتابات صغيرة فاننا بذلك نستطيع ان نضع سفرا متكاملا عن المملكة ايضا هناك علماء ومربون أشادوا بالكتاب منهم الشيخ عثمان الصالح صور الكتاب على مقال (في الجزيرة) وقال انني أدعو الشباب والاساتذة وبالاخص اساتذة التاريخ ان يحثوا طلابهم على قراءة هذا الكتاب وهذا من فضل الله وكرمه وايضا أتى بعده تاريخ الحركات الفكرية وكان هذا الكتاب رداء على أسئلة وردت علي وقد ضمنتها مقدمة الكتاب من الممكن الاطلاع عليها.
الملا في زيارة لمحافظ الأحساء
أخبار متعلقة
 
الملا يتحدث للزميل عادل الذكرالله