أكد معالي محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجعفري أن عدد المشتركين في الهاتف المتنقل بالمملكة، بلغ أكثر من 20 مليون مشترك، وأن عدد مستخدمي الإنترنت تجاوز الخمسة ملايين، مشيرا إلى تضاعف عدد مشتركي الإنترنت السريع، إلى أكثر من عشر مرات خلال أقل من عامين، ليصل عددهم حاليا إلى نصف مليون مشترك.
وأوضح د. الجعفري ـ في أولى جلسات منتدى الاستثمار السعودي 2007 الذي تنظمه غرفة الشرقية لثلاثة أيام ويستمر انعقاده إلى غد الاثنين ـ أن مسيرة المملكة في فتح وتنظيم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات، بدأت تؤتي أكلها. وقال: إن المنافسة التي ظهرت بين المستثمرين المحليين والدوليين على تراخيص الاتصالات الثابتة والمتنقلة، والإقبال الجيد على الاكتتاب في هذه الفرص الاستثمارية، خير دليل على ثقة المستثمر السعودي والدولي في هذا القطاع، وقدرته على النمو في ظل اقتصاد وطني مزدهر، لافتا إلى أن مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي، بلغت نحو 6%.
وذكر الدكتور الجعفري أن نصف سكان الكرة الأرضية يستخدمون الهاتف المتنقل «الجوال» وأن خمس سكان العالم يستخدم شبكة الإنترنت، مشيرا إلى أن انتشار خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات فاق كل التوقعات.
وأكد الدكتور الجعفري الذي ترأس أولى جلسات منتدى الاستثمار السعودي 2007م ـ تحت عنوان «الفرص في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة»ـ أن اقتصاد الاتصالات والمعلوماتية أصبح اقتصادا عالميا وضخما ومتناميا حيث بلغت الإيرادات المباشرة لقطاع الاتصالات وحده أكثر من 6 تريليونات ريال تشكل الخدمات حوالي 80%، منها. وشدد على أن الاتصالات والمعلوماتية أصبحت محركا مهما من المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي.
وأضاف: إن التغير السريع والمتلاحق في عالم الاتصالات والمعلوماتية انعكس، بشكل كبير على تغيير مفاهيم إدارة الأعمال، وفرض مفاهيم وقيما وأساليب عمل جديدة في شركات ومؤسسات الأعمال، وخلق فرصا استثمارية جديدة وواعدة، وأوجد خدمات وأسواقا كبيرة.
وألقى الدكتور الجعفري الضوء على أهداف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وقال إن عملية تحرير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة تركز على تعظيم دور القطاع الخاص ليس في تطوير الخدمات ورفع جودتها وخفض أسعارها فحسب بل شمل فتح مجالات استثمارية وتنموية جديدة، مؤكدا أن القطاع الخاص شريك حقيقي للحكومة في صنع التنمية والعمل على استدامتها. وأضاف إن الهيئة حرصت على إشراك القطاع الخاص في معظم أعمالها وتنفيذ مشاريع البنية التحتية المتعددة.
كما تحدث في نفس الجلسة نائب محافظ الهيئة لشئون السياسات التنظيمية والتراخيص المهندس عبد الرحمن الفهيد، فقال إن الهيئة أصدرت حتى الآن 18 نوعا من الرخص، لـ 280 مرخصا، مما يدل على المجالات الجديدة التي فتحت أمام رجال الأعمال، إضافة إلى الترخيص لشركتي هاتف نقال «جوال» وكذلك تأهيل ثلاثة اتحادات للفوز بتقديم خدمات الاتصالات الثابتة. وقال إن المملكة اتخذت أسلوب التخصيص المنظم والمتدرج مما أعطى نتائج إيجابية، في هذا المجال.
وشدد الفهيد على أن الهيئة تعمل على توفير خدمات في جميع أنحاء المملكة بجودة عالية وأسعار مناسبة، وذكر أن موقع المملكة يؤهلها لأن تكون محطة عبور للاتصالات بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، موضحا أن تحرير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بدأ عام 1998م بتحويل شركة الاتصالات إلى شركة مساهمة ثم دخول شركات منافسة آخرها شركات زين والتي حصلت على الترخيص في يونيو الماضي.
وبين أن انتشار نمو خدمات الاتصالات المتنقلة كان 23% عام 2002 ووصل إلى 100% هذا العام، موضحا أن النطاق العريض «الهاتف الثابت» مازال متدنيا، وقد حققت الاتصالات المتنقلة إيرادات بلغت 20 مليار ريال عام 2001م ارتفع إلى 40 مليارا عام 2006م. وتوقع الفهيد ارتفاعا أكبر خلال العام الحالي.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة زين السعودية للجوال عن فرص النمو في مجال الهاتف المحمول، فقال إن الاتصالات الصوتية مازالت هي الحصان الأقوى لتحقيق الربح للشركات إلا إن أرباح الشركات من الصوت بدأت تتناقص بسبب التنافس ودخول تقنيات جديدة، وطالب الشركات بالاتجاه إلى موارد أخرى تنمو بسرعة مثل خدمات المعلومات والتي لا يزيد معدل الاستفادة منها على 11% في حين أنها في أوروبا أكثر من 20% وفي الفلبين، على سبيل المثال فإن 48% من خدمة البيانات هي رسائل قصيرة، وأكد أن خدمات البيانات والمعلومات تعد من أكبر المحفزات لدخول الجيل الثالث من الجوال حيث ان النمو فيه أسرع. وأوضح أن من مميزات الجيل الثالث أنه يوفر آلية لإيصال خدمات لم يكن من الممكن إيصالها مثل خدمات الاتصال المرئي.
وتحدث عن شركة زين، قائلا إن لديها أكثر من 36 مليون مشترك في 24 دولة، وإن العائد على الاستثمار تجاوز 65% سنويا، موضحا أنها تعتبر رابع شركة اتصالات من حيث الانتشار الجغرافي، رغم أنها كانت قبل أربع سنوات في الكويت فقط.
بعد ذلك تحدث الرئيس التنفيذي لشركة عذيب السعودية الدكتور أحمد سندي عن مشغلي الخطوط الأرضية الجدد وفرص المشاركة، فقال إننا ننظر إلى حصولنا على ترخيص الهاتف الثابت نظرة بعيدة المدى بحيث نقوم بتغطية كافة مناطق المملكة بالاتصالات، موضحا أن النمو في الهاتف الثابت ضعيف، ففي المملكة حاليا 4 ملايين خط فقط، وهناك فرق كبير بين النمو في الاتصالات الثابتة والمتنقلة، وأشار إلى أن الشركة ستعمل على أن يزيد نمو الهاتف الثابت بصورة أكبر. وذكر أن التقنية التي سيتم تطبيقها للهاتف الثابت تقدم خدمات الشبكات الذكية وأنه سيتم تطبيقها على مراحل، بحيث يبدأ التطبيق بالصوت ثم البرود باند، فالمراحل التالية، وأن تركيز الشركة سيكون على شريحة الشباب.
وأكد أن شركته سوف تنافس باحترافية في السوق السعودية إلا أنه ربط ذلك بأن يكون سعر الارتباط من المشغل الرئيسي عادلا ومنافسا مع إعطاء التراخيص في الوقت المطلوب. بعد ذلك، بدأت مناقشات ومداخلات الحضور حيث أكد الدكتور الجعفري أن المشغلين مطالبون بالالتزام بالأنظمة، وأن الهيئة لن تسمح بابتزاز وتضليل الناس، مشددا في الوقت نفسه على أن الهيئة تمارس نوعا من العدالة في التعامل مع الشركات المشغلة، ففي الوقت الذي تراقبها فإنها تحرص على أن تعمل و تنجح في عملها، لما يمثله ذلك من آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني.
وقال الدكتور مروان الأحمدي: إن موعد طرح الشركة للاكتتاب مرتبط بمواعيد هيئة السوق المالية، مؤكدا أن زين السعودية استكملت كافة متطلباتها منذ فترة طويلة، متوقعا أن يتم الطرح الأولي في الربع الأول من عام 2008، مشيرا إلى أن هيئة السوق المالية تبذل جهودا كبيرة في الانتهاء من عملية تحديد الموعد الرسمي، خصوصا أن لدى هيئة السوق عددا كبيرا من الشركات تنتظر دورها للاكتتاب العام.
من جهته قال الدكتور أحمد سندي إن شركته تتطلع لتغطية جميع مناطق المملكة في غضون السنوات الخمس المقبلة، متوقعا أن تشهد خدمة الهاتف الثابت نمو سريعا، مطالبا في الوقت نفسه الجهات المرخصة لعمليات الحفر «البلديات» بضرورة إصدار التراخيص المطلوبة في الموعد المطلوب، خصوصا أن التأخير يحد من سرعة تقديم الخدمة. وأوضح سندي أن الشركات الثلاث المرخصة للعمل في الهاتف الثابت ستطرح نحو 35% من أسهمها للاكتتاب العام موزعة على 25% للمواطنين و10% لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق المعاشات بينما يتبقى 65% للمؤسسين.
الجلسة الثانية
توقع نائب الرئيس في شركة الاتصالات المتكاملة وليد العبد السلام أن يدر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على المستثمرين في السوق السعودية عوائد تقدر بـ 12 مليار دولار بنهاية العام 2010.
وأكد العبدالسلام ـ في الجلسة الثانية من فعاليات منتدى الاستثمار السعودي 2007 أمس السبت 24 نوفمبرـ أن شركته تسعى للفوز برخصة الهاتف الثابت والخدمات الأرضية، في إشارة إلى التحالف الاستراتيجي الذي عقدته الشركة مع شركةBCCW من هونج كونج. واستعرض العبدالسلام إمكانات الشبكة السعودية للألياف، والتي تغطي مساحة تسعة آلاف كيلومتر مربع ، موضحا أن ما يدفع باتجاه الاستثمار في هذا القطاع، هو برنامج الحكومة الإلكترونية وتوجه وزارة التربية نحو اعتماد نظام التعليم عن بعد، إضافة إلى مشاريع الخصخصة في الخدمات، والالتزام بتطبيق استحقاقات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، ومبادرة حاسب لكل منزل، ومشاريع تقنية متقدمة مثل مشروع مدينة الرياض للإنترنت . ودعا نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالرحمن الفهيد إلى اقتناص فرص استثمارية في مشاريع البنية الأساسية للاتصالات، والتي تتضمن بناء شبكات الألياف البصرية ضمن خطط الشركات المرخصة، مفسرا ذلك بأهميته لتغطية مساحات شاسعة في المملكة .
وقد حذر الاستشاري في شركة « فريشفايلدز بروكهاوس جيرالد ستينك « من تحديات عدة، تواجه المشاريع الضخمة في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات، في إشارة إلى أزمة القروض الائتمانية وقال « إن المصارف عازفة عن تمويل صفقات جديدة «. وأضاف: إن ذلك سيكون له تأثير على قابلية المستثمرين للاتجاه إلى هذا النوع من الاستثمار.
من جانبه قال رئيس شركة « أول نت « فهد الحسين إن التوقعات المبدئية لحجم الإنفاق على سوق المعلوماتية في العالم، ستزيد في العام 2009 على 40 مليارا ريال مشيراً إلى أن 32% من الدخول ستنفق على هذا القطاع حتى تصل هذه النسبة إلى 50% في العام 2012، لافتاً إلى فرص عريضة في هذا المجال على المستوى السعودي، وعلى الأخص لخدمة الإنترنت.
الجلسة الثالثة
وفي الجلسة الثالثة تحدث رئيسها المهندس خالد عمر الكاف الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي في موضوع الفرص الاستثمارية الضخمة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وركز على جانب تقنية النطاقات العريضة (الدي اس أيه، واي فاي، واي ماكس) مشيرا ان الأسبوعين الماضيين شهدا اختبارات على تقنية «الواي ماكس» في 24 وحدة طرفية واضاف ان السوق السعودية ستشهد نموا يزيد بنسبة 54 بالمائة عن السنوات الماضية ما يعني ان الفرص الاستثمارية تزيد مرات عدة عن طاقة المؤسسات العاملة في مجال الاتصالات بالمملكة.
واكد الكاف ان هذا المنتدى وغيره من المنتديات تساعد الأجيال القادمة على توفير النطاق العريض الذي يتزايد استخدامه كتقنية حديثة.
وأشار الكاف بين 49 بالمائة من الناتج القومي في السعودية من النفط فيما يشكل 51 بالمائة مساحة واسعة للاستثمار في مجالات عديدة من أبرزها مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وقال ان الحكومة السعودية اصدرت 124 ترخيصا في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم الاتصالات اللاسلكية موضحا ان ذلك يعني وجود قوة محتملة للنمو في مجال الاتصالات اكثر من أي دولة في الشرق الاوسط في مجال الموجات العريضة.
واضاف ان موبايلي تقدم خدماتها الى عدة محطات ومع ذلك فهي تواجه تحديات كبيرة في فرص استثمارية لم تتوقعها وهو أمر يشير الى وجود هذه الفرص ودلل في ذلك بان 10 بالمائة من دخل موبايلي يأتي من خدمة الام اس ام.
عقب ذلك قدم الكاف مشاركه في هذه الجلسة وهو خبير الاتصالات الدكتور سليم سعيدي من شركة KPMG.
والذي تحدث عن التطور في الاستثمار في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات في منطقة الشرق الاوسط وظهور اسماء جديدة في السنوات الاخيرة الى المنطقة كدليل على وجود الفرص الاستثمارية في سوق الاتصالات واستشهد ببعض الشركات الكبرى كما تطرق الى توسع شركات مثل MTC (زين حاليا) ودخولها اسواق خارج المنطقة العربية مثل منطقة افريقيا مشيرا إلى ان التنافس على أشده بين شركات الاتصالات.
كما تطرق سعيدي الى الثورة الاتصالية على مستوى العالم ذاكرا رموز هذه الثورة مثل قوقل وسكاي بي واليو توب وغيرهم وقال ان التطورات ووجود الفرص وشدة المنافسة فرضت على الشركات العاملة في هذا المجال الدخول في تكتلات عملاقة وذلك احد اسس المنافسة والفوز.
الاسئلة:
وردا على اسئلة الحضور اوضح المهندس الكاف ان 40% في اوروبا من المستخدمين ينضمون الى الموجات العريضة وان 70% من العملاء الجدد في السعودية يختارون خدمات النطاقات العريضة مشيرا إلى ان التحدي هو في تقديم الاداء الجيد كلما زاد الطلب ...
وأضاف انه يأمل ان يكون لدى المشغلين في المملكة مجال واسع لاستخدام تقنية الواي ماكس التي سيتم اطلاقها في عام 2008 قائلا: «ان الفرصة كبيرة والتحدي كبير بسبب قلة الوحدات النهائية».
وردا على سؤال حول دخول مشغلين جدد ومقارنة ذلك مع ماحل بخدمة الاتصالات في ماليزيا حيث تردت الخدمة مع زيادة عدد المشغلين.
اكد الكاف ان المقارنة غير صحيحة وقدم الاسباب لذلك وأهمها نسبة دخل الفرد المرتفعة في السعودية مشيرا إلى ان المستخدم في السعودية يبحث عن اسعار معقولة ولكنه لا يتنازل على جودة الخدمة في نفس الوقت واشار ان دخول زين الى السوق السعودي قريبا سيكون تحديا امام المشغلين في المملكة بحكم خبرة زين في مجال التشغيل وهذا في النهاية في مصلحة العميل والمشغل ايضا.