DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صبرنا واحتسبنا وندعو لك بالرحمة والمغفرة

صبرنا واحتسبنا وندعو لك بالرحمة والمغفرة

صبرنا واحتسبنا وندعو لك بالرحمة والمغفرة
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير الحمد لله الذي كتب الفناء على اهل هذه الدار وجعل البقاء الأبدي السرمدي لاهل الجنة دار الأبرار وأصلي واسلم على نبينا محمد امام الحنفاء الاخيار وعلى آله وصحبه خير من تبع النبي وسار وعلى التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الامتحان والاختبار اما بعد: فمنذ اجازة الصيف وانا اطلب من والدي زيارتي بالدمام ودخول منزلي الجديد ووعدني بالزيارة بعد رمضان حتى يعتدل الجو وينتهوا من صيام الست من شوال وفي عصر يوم الاربعاء الموافق 26/10/1428هـ امتطى والدي – رحمه الله – مع والدتي وابن اخي سعود بن خالد والقائد ابني ناصر صهوة السيارة شادين الرحال للدمام وكانت الأسرة باكملها وهم زوجتي واولادي معاذ وعبدالله وحمزة وربى ومهند تنتظر الموكب المبارك وعلى مقربة من الدمام وقع لهم حادث انقلاب توفي فيه في الحال والدي - رحمه الله - واصيبت فيه امي متعها الله بالصحة والعافية على طاعته وابني ناصر وابن اخي سعود بن خالد بإصابات خفيفة خرجوا في ليلة الحادث من المستشفى ولله الحمد. واسأل الله عز وجل لوالدي المغفرة والعتق من النار وان يجعل ما اقدم عليه خيرا له مما انتقل منه فما يختار الله للعبد خير له مما يختار لنفسه وان يصلح له في عقبه وان يجعل منزله في عليين وان يرفع درجته في المهديين من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان يقيه عذاب القبر وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يوسع له فيه.. آمين. ولي مع هذا الحادث الأليم والمصيبة الجلل بعض الوقفات: الوقفة الأولى : ان الموت حق لا مفر للانسان منه معروف في كتاب عند الله اين سيموت كل انسان ولكن الانسان لا يدري ان يكون ذلك والواجب على الانسان اذا وقع له شيء من ذلك الصبر والاحتساب والدعاء للميت وسؤال الله الثبات. الوقفة الثانية: على من اصيب بأي فاجعة ان يصبر ويحتسب فإنما الصبر عند الصدمة الأولى وهي مكتوبة على الانسان فعليه ان يؤمن بالقضاء والقدر فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (من قبضت صفيه من أهل الدنيا فصبر فله الجنة) نسأل الله ان يرزقنا الصبر وان يرزق والدي الجنة. الوقفة الثالثة: مبشرات الخير لوالدي 1- اتصل بي الاخ ابراهيم التركي المبتعث للدراسات العليا بماليزيا وقال اني رأيتك يا شيخ ابراهيم ليلة وفاة والدك وفي الصباح اتصلت بوالدتي فأخبرتني بوفاة والدك وفي الليلة الثانية رأيت والدك يقول انا لم امت أنا حي. 2- كما انه حضر لدينا معزيا الشيخ د. صالح النويجم وقال في ليلة وفاة والدكم وصلتني على هاتفي الجوال رسالة مفادها وفاة شخص من اهل البلد ثم نمت وفي الليل رأيت جنازة مهيبة على بعد 2 كم مني وهي بيضاء محمولة على الاعناق فقمت وفتحت الهاتف وقرأت الرسالة مرة ثانية واذا به والدكم – رحمه الله – ففرحت فرحا شديدا له. وغير خاف ان الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة) وان رؤيا المؤمن في اخر الزمان لا تكاد تخطئ. بهذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3- كثرة المصلين على والدي فمع ان الصلاة عليه لم تكن بعد الجمعة كما انها في يوم اجازة العادة ان الناس تكون مشغولة في امورها الخاصة وفي مناسباتها الا ان المسجد قد امتلأ باكمله والنساء قد تزاحمن بالمصلى وصلين بالشارع وقد حدثني غير واحد ان المسجد لم يسبق ان امتلأ في غير الجمعة في الصلاة على جنازة الا جنازة الوالد - رحمه الله -. 4- كثرة المعزين والمعزيات في البيت قد امتلأ واكتظ من الزحام وهواتفنا نحن اهله من بنين وبنات لم تتوقف من الاتصالات او الرسائل من داخل المملكة وخارجها. 5- كثير من كبار السن بل والشباب من رجال ونساء حضر يعزي وهو يبكي ويقول لا ندري هل تعزون انتم او نعزي نحن . ( والدكم كان موقظ البلد لقيام الليل حيث انه الوحيد في المحافظة الذي يؤذن الآذان الاول للفجر منذ عشرين سنة ولذلك اذا غاب عن البلد ولو ليلة واحدة فقد واذا سافر يسأل عن العودة حرصاً على الاذان الاول. الوقفة الرابعة : صورة من تربيته والدي رحمه الله – كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فلا يحفظ الا الفاتحة وبضع سور من القرآن ولكنه كان في اعماله واخلاقه وتعاملاته وسلوكياته يعمل وفق المهج الاسلامي الصحيح ومن تلك الصور: 1- امانته فقد كان امينا في عمله إبان عمله حارسا للمدرسة وكذا فترة عمله في المسجد فكان حريصا على دخول الوقت ولذا كان عنده في يده ساعة وفي غرفته ساعة وفي المسجد ساعة ويستمع للمذياع حتى يؤذن بالرياض فاذا اذن المذياع ذهب واذن واذا عاتبه احد على تأخره قال اهم ما علي ديني وبراءة ذمتي وكان كثير من اهل البلد لا يفطرون برمضان ولا يتوقفون عن السحور الا على اذانه – رحمه الله -. 3- حرصه على الصلاة خصوصا الفجر فمنذ ان كان عمري عشر سنوات وهو يوقظنا للصلاة وفي ليالي الشتاء يقوم هو قبل آلاذان ويتوضأ بالماء البارد ثم يوقد النار ويضع عليها اناء به ماء فاذا سخن ايقظنا واحدا واحدا ثم اخذنا معه الى المسجد بل كان يتابعنا ويتابع اولادنا وكثيرا ما يردد هذه الكلمة اذا اراد ايقاظنا لصلاة الفجر (اشحذوا الذي عنكم غني) الى موته – رحمه الله - . 3- حرصه علينا في التعليم ومواصلة الدراسة فكان يتابع دراستنا ومذاكرتنا واذا اعتذرنا بالمذاكرة ترك شغله واذا طلبنا منه ايقاظنا للمذاكرة في أي ساعة في ليل او نهار أيقظنا. 4- تقديره لآرائنا نحن أولاده فلا يتخذ أي قرار الا بمشاورتنا له ولا يستجيب لمناسبة او وليمة الا بعد اخذ رأينا كما انه لا يتصرف الا بعد موافقتنا بدون تضجر بل برحابة صدركما انه كثير المشاورة لنا – رحمه الله-. 5- صلته لرحمه فقد كان واصلا لرحمه ولا يفرق بين الصغير والكبير والرجل والمرأة فعند ذهابنا عند احد الارحام يطلب منه تمكينه من السلام على ارحامه بداخل البيت ولو كانوا صغارا واذا مرض احدهم زاره ان كان قريبا منه والا اتصل به. 6- لطافته في التعامل فكان يمازح الاطفال والعمال والجيران ناهيك عن اولاده وارحامه واحفاده ولذا تأثر بوفاته جيرانه والعمال في المحلات وغيرهم من الذين كان يتعامل معهم. 7- رحمته وشفقته بالصغار وادخال السرور عليهم فكثيرا ما يشتري الحلوى ويوزعها عليهم ويضع بعض الدريهمات في يدهم كما انه كان يمازحهم ويلعب معهم احيانا وكنت اذا اردت السفر من ضرماء الى الدمام ادخل يده في جيبه واعطى ولدي الصغيرين ربى ومهند بعض الدريهمات وقبلهما وطلب منهما ان يقبلاه وعيناه تذرف الدمع ويقول (اسأل الله الا يكون الوداع الأخير). 8- عفته وزهده عما في ايدي الناس فلم تكن نفسه تشرئب لكثرة المال والثراء وانما كان قلبه معلقا بالطاعات والبر والاحسان. الوقفة الخامسة: هذه الوقفة وقفه اكبار واجلال وتقدير وشكر لكل من وقف معنا في مصابنا الجلل من المسئولين والشيوخ. هذا ما تيسر ذكره وفي النفس والقلب والمهجة الشيء الكثير نسأل الله سبحانه وتعالى ان يزرقنا الصبر والسلوان وان يخلفنا في وفاة والدنا خيرا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. ابرهيم بن ناصر السياري ـ القاضي بالمحكمة العامة بمحافظة القطيف