فحص ما قبل الزواج يتم إجراؤه على المقبلين على الزواج لمعرفة وجود الإصابة أو الحمل لصفة بعض الأمراض الوراثية بغرض إعطاء المشورة حول إمكانية نقل الأمراض الوراثية إلى الأبناء وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل أسرة سليمة صحياً ويهدف برنامج فحص ما قبل الزواج إلى الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين بالأمراض الوراثية على الأسرة والمجتمع .. كذلك تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها من أمراض الدم الوراثية ورفع الحرج الذي لدى البعض في طلب هذا الفحص . لذلك انتشرت مراكزه في مدن ومحافظات المملكة إلا أن الكثير من المواطنين ما زالوا يطالبون بزيادة هذه المراكز وجعلها في جميع المستشفيات الحكومية بدل جعل ذلك في مراكز ومستشفيات محدودة ليسهل على الراغبين بالاتجاه إليها من المقدمين على الزواج .
أمراض
وتقول الدكتورة.دلال فكري استشارية أمراض الدم بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة إن الأمراض التي يشملها برنامج فحص ما قبل الزواج هي فقر الدم المنجلي والثلاسيميا فقط والتي تعد من أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعاً حيث تنتقل من الأبوين إلى الأبناء وتؤثر على مكونات كريات الدم الحمراء فتتسبب في عجز قيام الكريات الحمراء بوظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية .
وتنتقل هذه الأمراض عن طريق الجينات الموجودة على الكروموزومات والتي تنتقل من الآباء إلى الأبناء على شكل صبغى من كل أب وأم ، ولما كانت جينات معظم أمراض الدم الوراثية ذات صفة وراثية متنحية أي وجود جينة مرضية على أحد الكروموزومين وجينية سليمة على الكرموزوم الآخر لا يؤدي إلى ظهور أعراض المرض .
أنواع
وتضيف الدكتورة دلال فكرى انه يمكن تقسيم الناس من حيث حملهم أمراض الدم الوراثية .. فالسليم لا يحمل صبغة المرض الحامل للمرض ويحمل صبغة المرض ولا تظهر عليه أعراض المرض ( يحمل صبغي مريض وصبغي سليم ) .والمصاب تظهر عليه أعراض المرض ( يحمل صبغتي مريض).
وينتشر مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بشكل متفاوت بين مناطق المملكة، حيث تسجل أعلى معدلات الإصابة في المناطق الشرقية والجنوبية بينما تكون المعدلات منخفضة في المناطق الوسطى والشمالية .
أعراض
وبينت الدكتورة دلال فكرى أعراض المرض بقولها : إنها تبدأ مبكراً في سن الطفولة وتتراوح من فقر الدم المتوسط إلى الشديد إضافة إلى أعراض عامة شديدة ويموت غالبية المرضى بسن مبكرة .. أما عن العـلاج فإن معظم العلاجات المستخدمة لهذين المرضين تهدف للتخفيف من حدة المرض ومنع النوبات الحادة وتأخير المضاعفات وتحسين نوعية حياة المريض والعلاج الوحيد المتاح حالياً لهذه الأمراض هو زراعة نقي العظام وهي عملية معقدة ومكلفة جداً إضافة إلى صعوبة إيجاد متبرع مناسب وانخفاض نسبة النجاح .
وتكون الوقاية عادة من المرض بفحص الدم لكل من الرجل والمرأة قبل الزواج لمعرفة مدى توافق الزوجين من الناحية الوراثية ويمكن تقسيم نتائج الفحص المخبري للرجل والمرأة وتقييم مخاطر فقر الدم الوراثي عند الأبناء لكل حالة حمل.
آليات
وأوضح الدكتور أحمـد محمـد عـشي مـدير المختـبر وبنك الـدم بالمستشـفى أن المستشفى يعتمد على آلية منظمة لإجراء فحوصات ما قبل الزواج بدءًا باستقبال المراجعين وتسجيل بياناتهم بسجل المركز مروراً بسحب عينات الدم وانتهاء بتحديد موعد لاستلام نتيجة الفحص خلال بضعة أيام . أما الحالات التي تظهر عدم التوافق بين الطرفين فيتم تحويل نتائجها إلى عيادة المشورة الوراثية وتوجيه الطرفين إلى هناك حيث يقوم المختصون هناك باستقبال الطرفين وتوضيح جميع الاحتمالات الممكنة للذرية والمخاطر على صحة الأبناء واقتراح البدائل أو الحلول الممكنة في حالة إصرار الطرفين على إتمام الزواج .. يلي ذلك تسليم شهادة عدم توافق الطرفين إلى الشاب والفتاة معاً بعد توقيعهما على الاستلام .
إحصاء
وأكد الدكتور وليـد عبـد الحليـم محمد حسـين مدير برنامج التشغيل الذاتي بمستشفى حراء العام أن الإحصائية العامة لأعداد الفحوصات التي تمت خلال الأربع السنوات السابقة بلغت 14.958 فحصا وكانت عـام 1425هـ قد بلغـت أعداد الفحوصات 3.590 فحصا . وفي عـام 1426هـ بلغـت أعداد الفحوصات 3.931 فحصا . وأما في عـام 1427هـ فقد بلغـت أعداد الفحوصات 4.183 فحصا . ومن 1/1/1428هـ إلى 20/9/1428هـ بلغـت أعداد الفحوصات 3.254 فحصا .. فيما يؤكد عدد من الفتيات أن فحص الزواج أصبح مجرد فحص عادي لم تعد له الهيبة السابقة التي كانت دارجة وقت إعلانه والمطالبة به.
فائدة
وتذكر عبير أن المستفيد الأول هو الشاب والفتاة نفسيهما من هذا الفحص فربما لا يعلم أو يجهل كلاهما أنهما حاملان للمرض .
إصرار
وقالت ( أ . س ) إن عدم التوافق بعد إجراء هذا الفحص لا يعد عيبا ، إلا أنه للأسف هناك الكثير من الأسر تصر على إتمام الزواج بين أبنائها وبناتها حتى بعد ظهور النتائج وثبوت عدم التوافق .