DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأسواني أثناء توقيع الطبعة المترجمة من روايته (تصوير : عادل غنيم)

حفل توقيع للترجمة الفرنسية لرواية «شيكاجو» للأسواني

الأسواني أثناء توقيع الطبعة المترجمة من روايته (تصوير : عادل غنيم)
الأسواني أثناء توقيع الطبعة المترجمة من روايته (تصوير : عادل غنيم)
أخبار متعلقة
 
فى احتفالية كبيرة بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة بمناسبة صدور ترجمة روايته (شيكاجو) الى الفرنسية عقد المركز الثقافى الفرنسي بالقاهرة ندوة استضاف فيها مترجم الرواية السفير الفرنسى جيل جويتية الذى عمل باليمن وكان الاسوانى قد قام بالتوقيع على الطبعة المترجمة. الندوة تطرق فيها المترجم للفروق بين شيكاجو ويعقوبيان، مشيرا الى أن شيكاجو قدمت ملمحا لواقع معاصر وهو نظرة العرب لامريكا ونظرة امريكا للعرب وما تحمل هذه النظرة من تباين فى الرؤية من خلال حياة ثلاثة من المصريين يعيشون فى امريكا وكيف يحاولون التكيف مع الحياة والتشابك فى العلاقات، والرواية تتطرق لما يسمى حوار الحضارات وهو الحوار الحقيقى الذى اراد ان يعرج عليه الاسوانى فى شيكاجو من خلال شخوص الرواية المصريين والامريكان . وقد تباينت افكار شخوص الابطال من خلال محمد صلاح الذى كان يحمل افكارا مغلفة بالأكاذيب يحاول اقناع نفسه بها ويصدقها وربما لاتمس الواقع ، وناجى الشاب المصرى العلمانى وشيماء الفتاة الريفية التى خرجت من قريتها مباشرة لاستكمال تعليمها فى امريكا وقال جيل ان الاسوانى يترك لابطال رواياته التصرف وفق معطيات افكارهم بمعنى انه يترك لهم الحرية في التفكير والتصرف . واشار الى أن شيكاجو رواية مبتكرة تتناول واقعا معاصرا ولحظات الاغتراب والتباين بين الشخصيات فى تصرفاتهم فمنهم من يتسم بالقوة مثل شيماء التى تتعايش مع الظروف ومنهم من يركبه الاحباط. الرواية تؤكد على حقيقة هى وان المصرى يذهب الى اى مكان فى العالم ويحمل فى قلبه مصر وموروثه وهذا الصراع الداخلى بين ما عايشه فى مجتمعه وما يصطدم به من حياة فى مجتمع جديد عليه . واشار المترجم الى انه فى ترجمته الى شيكاجو تعامل مع أسلوب سهل له الترجمة لانها دارت فى واقع يتحدث اللغة البسيطة التى من الممكن ايجاد كلمة وسيطة فى الفرنسية عكس يعقوبيان كانت هناك كلمات من الحياة الشعبية المصرية احيانا كنت ارهق للبحث عن مرادف لها بالفرنسية وقال ان الترجمة يجب ان تحمل الأمانة وروح العمل بحيث انقل الصورة كاملة ولا اختلق احداثا غير موجودة. واشار الى ان ما يدلل على نجاح الاسوانى وانه ليس مصادفة هو ما وصلت اليه شيكاجو فى التوزيع ربما فاق يعقوبيان بكثير وهو اذهل ايضا دار النشر. مترجم الرواية جيل جويتيه تناول فى حديثه بدايات معرفته باعمال علاء الاسوانى عندما ترجم له عمارة يعقوبيان عندما عرف عنها عبر احد الاصدقاء وعندما قام بقراءة الرواية وجدها تقول شيئا وعندما شرع فى ترجمتها وانتهى منها لم يكن يتوقع لها كل هذا النجاح عند القارىء الفرنسى الى درجة انه ودار النشر اصابهم الانبهار من نجاحها فقد بلغ توزيعها 150 الف نسخة . وقد وصلت الى 160 الف فى الوقت الراهن. وقال ان سبب نجاح الرواية ان القارىء الفرنسى الذى يدرك العلاقة التاريخية بين البلدين مصر وفرنسا منذ امد طويل كان يود ان يعرف اكثر عن الحياة فى مصر وما بها نظرا فقد كشفت الرواية ملمحا جديدا عن الواقع المصرى لذلك كان شغوفا بمعرفة ذلك . واعتقد ان الاسوانى استطاع التغلغل داخل نسيج الواقع المصرى ، وايضا يرجع الى ان يعقوبيان قصة جيدة كان من أسباب نجاحها و أنك تشعر بان شخصيات الرواية واعية قد يقابلها الانسان فى اى مكان وربما انا فى حياتى اصادف شخصيات واقعية فى الحياة تشبه كثيرا شخصيات ابطال روايات علاء الاسوانى او كتابا آخرين فى الحياة . فالادب نتاج لمخزون الذاكرة ولكن هو كيفية توظيف هذا المخزون واستخراجه من جديد وتحليله وهو ما فعله عظماء فى القصة والرواية وغيره لذلك نجاح الرواية واى رواية هى الحياة وليس الموات اى لاتكون الرواية ميتة . واشار جيل الى ان الادب لا يختلق الشخصيات بل يجب ان تكون هذه الشخصيات تمس الحياة وتمس الأفكار لذلك الكتاب العظماء استمدوا افكار رواياتهم من الواقع المعاش . فهناك كتاب رواية قدموا على سبيل المثال الرؤية التحليلية للماركسية من خلال الشخوص اكثربساطة على القارىء من الكتب المتخصصة ان مهمة الادب الا ينفصل عن المجتمع والا حمل زيفا. وكان الاسوانى قد عبر عن سعادته بنجاح شيكاجو ومن قبلها يعقوبيان سواء فى مصر او بالخارج، مشيرا انه واجه فى بداياته مشكلات مع النشر حيث صدر له عملان قبل، لكن لظروف لم يحققا الانتشار رغم انهم لم تقل الاعمال السابقة فى المستوى عن يعقوبيان وشيكاجو . واضاف انه توقف عن الكتابة بعد يعقوبيان لمدة سنة لأسباب وهو التخوف من عدم تحقيق نجاحات فى العمل التالى رغم اقتناعه الكامل بانه يكتب ولايضع فى اعتباره ماذا ستترك اعماله التالية من صدى مادام يعبر عما يريد . السبب الثانى هو خوفه الشديد من ان نجاح يعقوبيان يجعله يتراخى فى تقديم نص جيد لذلك فضل ان تكون هناك فترة راحة بينهم للوصول الى الافضل. واشار الى انه لايتدخل فى تصرفات أبطال الروايات بل كل شخصية تتصرف وفق افكارها وقناعاتها لان المبدع اذا تدخل بوجهة نظره يفقد العمل مصداقيته. وأوضح انه عندما ذهب لدراسة الطب فى امريكا كانت الحياة هناك تنبىء بان هناك مشروع كتابة مختزل فى الذاكرة سوف يخرج وكان اول مشهد عندما فتحت باب النافذة ووجدت السود الامريكان يفتشون عن بقايا الطعام فى الزبالة وهالني المشهد حتى اننى تعجبت هل نحن فى امريكا ام في دولة من العالم الثالث الفقير. واضاف انه يعتمد فى كتابة اعماله على استخراج ما هو مخزون فى الذاكرة . فالكتابة الصادقة تصل الى الناس بسرعة ودون حواجز . واضاف ان ترجمة عمل لا تقل صعوبة عن كتاب العمل نفسه . فهناك كثير من المترجمين يخرجون عن روح النص اما جيل فقد ترجم النص بدقة كبيرة. وحول كتابة العمل قال انه يضع تصورا لابطال العمل كل شخصية على حدة كيف يتصف ماذا يلبس وماذا يأكل وكيف ينام وادق الأشياء ثم بعد ذلك ما يدورفى النص لا اتدخل فيه. وحول المشاهد الجنسية بروايته قال ان كل ما ورد يأتى فى سياق النص وسياق تصرفات الشخصي . مشيرا الى انه اراد ان يستكشف رد فعل القارىء من بين اربعين نصفهم نساء ونصفهم رجال . فى روايته شيكاجو فوجد ان السيدات اكدن ان الافعال الجنسية لم تكن مفتعلة او محشورة في العمل بل انها فى سياق الموضوع . اما الرجال فقد تحدثوا على استحياء والبعض طالب بحذفها والبعض قال انه فى سياق العمل ولكن لايمكن ان يسمح لافراد عائلته من النساء قراءة العمل وهذا يكشف تفكير العقلية العربية والشرقية ان هناك اشياء لايمكن الخوض فيها باعتبار اشياء موجودة فى الواقع. وكان الاسوانى قد قال ان روايته شيكاجو فى طريقها الى التحول إلى عمل سينمائى كبير وانه راض عما قدم فى فيلم عمارة يعقوبيان نظرا لان يفهم جيدا النص المرئي لأن له آلياته المختلفة عن النص المكتوب.