DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
لا أعلم كيف يحق لامرئ ما مهما كان أن يتجاوز حق الهيئة الاجتماعية ويعطي نفسه الحق في القفز على حقوق الآخرين، فاستخدام قوة (الواسطة) مثلا في مجالات التوظيف والقبول في الجامعات أو الابتعاث وغيرها إنما هو يدخل في النيل من الاحترام الاجتماعي، وتبلغ الإساءة إلى الهيئة الاجتماعية مداها إذا تعلق الأمر بصحة الآخرين أو لقمة العيش التي يتجاوزها بعضهم والأكثر سوءا إن كان هذا المتجاوز ممن يعرف بخلقه وحسن تعامله مع من يعرفه إلا أنه لا يكترث بمن لا يعرف فالآخرون ممثلون للهيئة الاجتماعية التي لا يضع لها اعتبارا. تجتمع متناقضات عجيبة في مسلك النفس البشرية تجاه الآخرين، فأنت ترى الواحد منهم يتشدق بالمثل بل تنعكس هذه المثالية في موقفه وتصرفاته ليس على العموم وإنما في مواقف تتصل بتعاملاته مع المراجعين من فئة (من يكون؟) فهو يطبق القانون واللوائح إن كان متنفذا أو في موقع عمل يضعه في كرسي صاحب الصلاحية فهو متنمر إذا كانت الإجابة عن السؤال (من يكون؟) أنه مجرد مواطن يقضي مصلحته منفردا دون دعم من ورق مكتوب بحبر فايتمين (واو) أو مسبوقا بمكالمة مفادها أن صاحبنا مميز من باقي أفراد الهيئة الاجتماعية أو على رأسه ريشة. وفي المقابل لو اضطر هذا المتنفذ ذاته لقضاء أمر له في دائرة لا يعرفه فيها أحد ولم يكن محصنا بأسلحة الوقاية من الرفض أو التعطيل على أحسن الفروض فإنه سيلقى من غيره المعاملة التي يلاقي بها النكرة من المراجعين فهل سيتقبل ذلك؟ حينها ستطفو كل المثل العليا في أحقية الفرد أيا كان للمعاملة الكريمة والمساواة في إنجاز المعاملات، والالتزام بحقوق الهيئة الاجتماعية فللهيئة الاجتماعية حقوق علينا في كافة سلوكنا بما فيها مظهرنا وهيئتنا الخارجية. فالالتزام الخلقي لا يكون مقصورا على التعامل وإنما يمتد ليشمل لغة الخطاب ونبرة الصوت وكيفية الجلسة... إلى آخر ما يمكن أن يذكر في سياق السلوك التفاعلي مع الآخر وأعني به الآخر المخصوص المعنيّ عنده فهو يتعامل معه بعيدا عن كونه جزءا من الهيئة الاجتماعية بل بحسبه بشخصه الذاتي معزولا عن الهيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الطرفان. كثيرا ما يؤذيني ويؤذيك عزيزي القارئ أمثال هذا النمط من الشخصيات التي تسيء إلى الهيئة الاجتماعية حتى وإن كانوا على مستوى التعامل الشخصي يظهرون بمظهر المتميز بالخلق الرفيع. صور الإساءة إلى الاحترام الاجتماعي فاقعة تؤذي العين وتقزز النفس فكيف يخرج الرجل من منـزله بملابس النوم، يقود سيارته في الشارع العام، أو يتجول في الأسواق بل منهم من لا يخجل من التوجه إلى بيت الله بملابسه تلك وقد أمر شرعا أن يتخذ لها الزينة، أو لو كان على موعد لمقابلة أمير أو وزير أكان يخرج لها بهذه الهيئة المزرية لولا انه لا يقيم اعتبارا للاحترام الاجتماعي. وأولئك الذين يتخطون الطوابير في كل مصلحة بحجة أنهم على عجل من أمرهم فهم ينظرون إلى أنفسهم على أن الفرد منهم هو المواطن الأول وبقية الهيئة الاجتماعية تستطيع الانتظار يستغلون ما لدى بعض الناس من طبيعة تخجل من الجدال والنقار فيفرضون أنفسهم مسيئين إلى الهيئة الاجتماعية دون أن يرف لهم جفن. ولعل المتأمل لحركة السائقين في الشارع العام تفجعه شواهد ومشاهد تدلل على الإساءة إلى الاحترام الاجتماعي؛ فعدم الالتزام بقوانين السير وتجاوز الآخرين وتعريض حياتهم للخطر كل هذا يشهد على الإساءة إلى الاحترام الاجتماعي أما منظر من يفتح شباكه أو بابه ليقذف بسيجارته أو قوارير المياه وعلب المشروبات الغازية غير مكترث لنظافة الشارع ومشاعر الآخرين، وأبشعهم من تراه وهو في سيارته يهدئ سرعة سيارته أو يتوقف هنيهة ليبصق على الأرض أو يتمخط بكل وقاحة ذلكم يستحق عقوبة الهيئة الاجتماعية وكم أتمنى لو أدرجت إدارات المرور في قوانينها أقصى عقوبة على مرتكب هذا الفعل القبيح فعمله لا يقل سوءا عن تجاوز الإشارة بل يفوقه.