DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد بن عبد الرحمن المدني

د. محمد بن عبد الرحمن المدني

د. محمد بن عبد الرحمن المدني
د. محمد بن عبد الرحمن المدني
أخبار متعلقة
 
تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر السلبية المنتشرة على مدار العام ، هنا في المملكة العربية السعودية ، وتكثر في المناسبات الدينية كالأعياد ويوم الجمعة ، غير أنها في ازدياد ملحوظ ومكثف خلال شهر رمضان الكريم ، وذلك بسبب أن هذه الفئة تعلم بمدى بحث المسلمين عن الأجر والثواب ، والتصدق بما يجودون به من أموالهم لذوي الحاجة ، رغم أنه في اعتقادي أن هناك فئة كبيرة منهم ينتهزون الفرصة فقط ، فهم غير صادقين وليسوا بحاجة فعلية لأي مساعدة .. ويعد شهر رمضان موسما خصبا لتكاثر عدد المتسولين من مواطنين ومقيمين في مدننا السعودية (خاصة الحريم) حيث تتزايد رغبة الناس في الإنفاق في هذا الشهر الكريم ، بغية الأجر ، ويتضاعف فيه عمل الخير ، وتلين نفوسهم للإحسان فيه إلى الفقراء والمساكين ، وترق قلوبهم لمساعدتهم ، والأخذ بأيديهم ، ومن هنا لجأ هؤلاء المتسولون إلى استغلال ما يمكن استغلاله من كرم الناس وجودهم ، فتجدهم مرابطين أمام المساجد أو داخلها، وهي الأماكن المفضلة للكثير من المتسولين ، الذين يعشقون التفنن في أساليب الاستعطاف والشكوى مستخدمين مختلف الوسائل ، منها اصطحاب الأطفال الرضع , وتجدهم أيضا أمام ماكينات الصراف ، وعند أبواب المحلات التجارية الفخمة ، وبين الأحياء السكنية ، وطرق أبواب المنازل في أوقات نومهم ، أو راحتهم ، وعند أبواب منازل بعض التجار الأغنياء ، يمدون أيديهم حاملين أوراقا ، لا يعرف أحد مصدرها .. هناك من أصبح لديه التسول حرفة ومهنة ، وهؤلاء يعتقد أنهم ممن نشأوا على ممارسة التسول منذ نعومة أظافرهم ، مما جعل منه سلوكا مكتسبا فيهم ، وليس في مقدورهم تركه ، بل باتوا يبتكرون طرقا ، وأساليب شتى ، يكتسبون بها تعاطف الناس ، وإجبارهم على تقديم المال لهم ، كالادعاء بأن والده مسجون على ذمة قضية ، وعليه غرامة مالية ، أو دفع دية وغير ذلك .. إن ظاهرة التسول مرفوضة ، وغير أخلاقية ، لأنها عمت على المجتمع بشكل كبير ، وأصبح الكثيرون يعرفون أن هؤلاء الأشخاص هم أشخاص مدعون ، وليسوا بحاجة ، مما جعل الأمر يعم على الجميع ، ولا أنكر أن هناك أناسا بالفعل محتاجين ، ولكن هناك طرقا أفضل من التسول ، إذ توجد جمعيات خيرية مختصة بإعانة المحتاجين ، وكف المحتاج عن التسول .. وحتى إن كانت مسألة الاحتياج كبيرة للأكل والشرب مثلاً ، أو لإعالة أسرة أو دفع مصاريف علاج ، أو أن الشخص المحتاج هو مريض أصلاً ، وغير قادر على العمل ، فعليه بدل التسول وطلب المال والمساعدة أن يقدم أوراقه الثبوتية للجمعيات والمؤسسات الخيرية ، وفي حال إثبات احتياجه سوف تتم مساعدته ، وهذه الطريقة هي أفضل من جلوس الشخص المحتاج أمام المساجد . إن ظاهرة التسول سلبية جداً ، وضارة بالمجتمع ، ولابد من الحد منها ، والوقوف على أسبابها ومعالجتها بالشكل الصحيح ، حيث إن هناك بعض الأشخاص من المتسولين يأتون من دول عربية مجاورة ، من الشرق والغرب ، والشمال والجنوب للسعودية ، من أجل التسول فقط ، في ظل غياب تام للجهات المسئولة عن مكافحة التسول ، لدرجة أننا أصبحنا نشكك في وجودهم أصلا. [email protected]