الاحتفاء باليوم الوطني يتنامى في كل عام، وهذا دليل على تنامي وعي المواطن بأهمية هذه المناسبة، خاصة بعد اعلان هذا اليوم عطلة رسمية، وكان في الماضي يمر بالمواطن فلا يشعر به كما هو الحال الان.
ان قرار اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية قد حول الاهتمام به من مجرد ذكرى الى ما نراه من احتفالات واسعة تشمل جميع ارجاء الوطن، وبهذا القرار شعر المواطن بأهمية هذا اليوم، في تأكيد المواطنة، بما تعنيه من انتماء وطني كبير لكيان شامخ اكبر.
لعل هذا يذكرنا بالنشيد الوطني الذي بدأ الاهتمام به يضعف نتيجة عدم اهتمام المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بهذا النشيد الذي يرسخ في الاجيال الجديدة انتماءهم الوطني، ويعمق في وجدان كل مواطن هذا الانتماء.
في معظم الدول.. لا يمكن التخلي عن النشيد الوطني تحت أي ظرف، في الاعياد وفي طوابير المدارس الصباحية وفي مسيرات الخريجين في الجامعات وفي بداية الاحتفالات الرسمية وفي التجمعات الشعبية كالمناسبات الرياضية وغيرها، حتى ان لم يكن مصحوبا بالموسيقى، مع ان الموسيقى المصاحبة للنشيد الوطني تعتبر من اساسياته الملزمة، ليظل هذا النشيد حاضرا في اذهان الجميع كواجب وطني لابد من ادائه، في كل الظروف والمناسبات التي تستوجب ذلك وهي كثيرة وكثيرة جدا، ولعل هذا الضعف في الاهتمام بالنشيد الوطني هو الذي يجعل معظم المواطنين صغارا وكبارا لا يتذكرون كلماته، رغم ما فيها من معان جميلة تؤكد هوية هذا الوطن واخلاص المواطنين لوطنهم ولقيادتهم.
الامر لا يحتاج الى اجتهادات فردية، بل يحتاج الى قرار رسمي يلزم الجميع بترديد النشيد الوطني في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية بدل ان يقتصر على القطاعات العسكرية فهو للجميع وليس للقطاعات العسكرية فقط والتي خلت من الفرق الموسيقية، وقد كانت في السابق تجوب بعض شوارع او ساحات المدن الرئيسة في استعراضات مبهجة وملفتة، تنتظم على ايقاعاتها خطوات الشرطة او الكشافة امام جموع المتفرجين، لتبعث في نفوسهم الحماسة والبهجة، وهي تعزف (المارشات) العسكرية الحماسية، فأين هي موسيقى الجيش؟ واين هي موسيقى الشرطة واين هي موسيقى الفرق الكشفية؟
ولماذا لا نرى مثل هذه الفرق الموسيقية على الاقل في مثل هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب جميع المواطنين، تعبر عن اسهام القطاعات التابعة لها في هذه المناسبة، مرددة النشيد الوطني، في هذه الاجواء الاحتفالية السنوية.. في يوم الوطن.. يوم المواطن؟
[email protected] 
