DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
مازلنا ننهل من إصدار جمعية اللهجات والتراث الشعبي وهو مجلتها الخطاب الثقافي العدد الأول خريف 2006م فبعد أن استعرضنا بحوث محور العدد: الخطاب الديني سنأتي اليوم على بقية الموضوعات وفيها بحثان قيمان خارج محور الخطاب الإسلامي أحدهما للدكتور سعد صويان نحو تجديد مفهوم عربي للمأثور (محاولة أولية), أما البحث الآخر فهو بعنوان الخطاب الاشتقاقي في الثقافة العربية كتبه الدكتور محيي الدين محسب. درس د.سعد الصويان في بحثه قضايا كبرى شغلت الدرس الأدبي كثيرا منذ القرن السابق في حقول النقد والتأريخ الأدبي، ولم تنفك عنها مباحث الدراسات اللغوية الأخرى، حيث طرقها الدرس المعجمي واهتمت بها نظريات البحث الدلالي. كقضية اللغة والشكل والمضمون والعلاقة بين الأدب الشفهي والأدب المكتوب ويرصد جوانب الالتقاء بينهما بتتبع حركة التأثر والتأثير. وفي بحثه يصر على قضية ناضل رواد درس التراث الشعبي في سبيل تحققها وهي من جانبين، الأول ضرورة البحث عن أطر منهجية ونظرية عربية لغة ومرجعية تعتمدها الدراسات الشعبية في مجتمعاتنا والجانب الآخر الاتكاء على المصادر العربية باعتبارها مصادر أولية إلى جانب المصادر الشفهية والتحريرية المعاصرة لجمع مواد المأثور الشعبي ورصد العمق التاريخي والبعد الجغرافي لها. يشترك في هذا الهم جميع من يعمل في درس اللهجات والتراث الشعبي، وممن قضى عمره كله في خدمة هذا المشروع د. محمد رجب النجار – رحمه الله – وكتابه التراث القصصي  في الأدب العربي كان مسحا متأنيا للمدونة التراثية وكذلك قام غيره ومنهم د.سعد الصويان منذ كتب د. إبراهيم أنيس كتابه اللهجات العربية 1957م والسؤال أين النظرية العربية التي بشر بها أولئك الرواد؟ لدينا درس وبحوث بذل فيها جهد كبير وأضنت باحثيها ولكنا إلى اليوم وعلى لسان د.سعد الصويان مازلنا ننتظر تلك» النظرية العربية الوجه واللسان والتي تتناسب مع واقع أدبنا وسياقه التاريخي والحضاري في مجال الدراسات الشعبية.؟» يعلن الباحث اهتمامه بالفنون القولية لأنها عنده أهم جوانب المأثور الشعبي. تلكم قضية تستحق التوقف عندها فقد تشكل الفنون القولية مساحة كبيرة في المادة المحفوظة والمدونة والتي نالت الحظ الأوفر من جهد الدارسين من بحوث علمية وغيرها مما جعل هذه الفنون القولية أكثر شيوعا بين الجماهير إلا أن هذه الميزة لا تجعلها أهم. فالمأثور الشعبي بكافة فنونه سلاح الجماعة البشرية في مواجهة التحديات وميدان تنفيسها عندما تخنقها الأزمات. أما البحث الآخر فهو للدكتور محيي الدين محسب بعنوان خطاب النـزعة الاشتقاقية في التراث العربي، وهو في مسرد المحتويات الخطاب الاشتقاقي في الثقافة العربية. والفرق بين العنوانين كبير. يهمنا موضوع البحث فالنـزعة الاشتقاقية اقتضت من الباحث سياحة بين فضاءات التراث المتراكمة فمن كتب اللغة يُطَّوف بمدونات الثقافة الإسلامية ككتب التفسير والحديث والفقه وقوفا عند فكر الفلاسفة ومذاهب الصوفية في فهم اللغة وتجلية رؤيتهم للعلاقة بين اللغة والعالم، عارضا هذه الرؤية على ثقافات أخرى تسهم في تشكل الفكر الإنساني. يتوقف الباحث مذكرا بدلالة ارتباط اللغة بالمعرفة المفيدة النافعة ويدلل على ذلك التـزام النظر الدلالي بسياقات لا تخلو من مصطلحات (المفيد والفائدة وأفاد). ومن القضايا المثيرة في البحث أن معاني الألفاظ تتفاوت في أصالتها وفق بعدها الزمني فاللغة المتقدمة زمنيا (مثالية) واللاحقة (ظنية) فمعاني الألفاظ في عصورها القديمة (أصول) وما يطرأ من انتقال دلالي وتحول في اتجاهات المعنى يدخل في بوابة (المجاز)، ويعالج في هذه القضية آراء الرازي وابن حزم منتهيا إلى القول «ولقد كان من الطبيعي أن يتولد عن هذه النظرة المثالية إلى العربية نوع من التمركز اللغوي تتضاءل أمامه أي لغة أخرى بل يتضاءل الآخر نفسه». البحث يكشف العمق المعرفي الشمولي للباحث ويسحب القارئ إلى بحيرة التساؤلات التي طرحها القدماء وما زلنا نطلب إجابتها، منها تحديد المقصود الحسي بدلالة الأسماء في قوله تعالى ?وعلم آدم الأسماء كلها ? أهي الأسماء الحسية أم المعنوية أم التسمية تتسع لتشمل الأحداث بصيغها الصرفية؟ أم الأسماء كما تستنتج من كلام أرسطو هي الصورة الذهنية بوصفها مرجع المعنى؟ المجلة ثرية أيضا بجانب آخر من الطروحات المعرفية صنفها المخرج الفني في مسرد المحتويات على أقسام بدأ برؤى : مقالات، ثم تراثيات وختم بمراجعات. أرجو أن يكون في توقفي عن عرضها - لضيق هذه المساحة- إثارة لفضول القارئ الذي أعده بأنه سيجد متعة علمية جادة ومحصولا ثقافيا يستحق مكابدة القراءة. أما أهل الاختصاص فإنهم في شوق للعدد اللاحق وأظن أن القائمين على المجلة يواجهون مسؤولية شاقة حرجة فقد ولدت المجلة عملاقة في قامتها الفكرية وعليها مواصلة التقدم، والله ولي التوفيق. مازلنا ننهل من إصدار جمعية اللهجات والتراث الشعبي وهو مجلتها الخطاب الثقافي العدد الأول خريف 2006م فبعد أن استعرضنا بحوث محور العدد: الخطاب الديني سنأتي اليوم على بقية الموضوعات وفيها بحثان قيمان خارج محور الخطاب الإسلامي أحدهما للدكتور سعد صويان نحو تجديد مفهوم عربي للمأثور (محاولة أولية), أما البحث الآخر فهو بعنوان الخطاب الاشتقاقي في الثقافة العربية كتبه الدكتور محيي الدين محسب. درس د.سعد الصويان في بحثه قضايا كبرى شغلت الدرس الأدبي كثيرا منذ القرن السابق في حقول النقد والتأريخ الأدبي، ولم تنفك عنها مباحث الدراسات اللغوية الأخرى، حيث طرقها الدرس المعجمي واهتمت بها نظريات البحث الدلالي. كقضية اللغة والشكل والمضمون والعلاقة بين الأدب الشفهي والأدب المكتوب ويرصد جوانب الالتقاء بينهما بتتبع حركة التأثر والتأثير. وفي بحثه يصر على قضية ناضل رواد درس التراث الشعبي في سبيل تحققها وهي من جانبين، الأول ضرورة البحث عن أطر منهجية ونظرية عربية لغة ومرجعية تعتمدها الدراسات الشعبية في مجتمعاتنا والجانب الآخر الاتكاء على المصادر العربية باعتبارها مصادر أولية إلى جانب المصادر الشفهية والتحريرية المعاصرة لجمع مواد المأثور الشعبي ورصد العمق التاريخي والبعد الجغرافي لها. يشترك في هذا الهم جميع من يعمل في درس اللهجات والتراث الشعبي، وممن قضى عمره كله في خدمة هذا المشروع د. محمد رجب النجار – رحمه الله – وكتابه التراث القصصي  في الأدب العربي كان مسحا متأنيا للمدونة التراثية وكذلك قام غيره ومنهم د.سعد الصويان منذ كتب د. إبراهيم أنيس كتابه اللهجات العربية 1957م والسؤال أين النظرية العربية التي بشر بها أولئك الرواد؟ لدينا درس وبحوث بذل فيها جهد كبير وأضنت باحثيها ولكنا إلى اليوم وعلى لسان د.سعد الصويان مازلنا ننتظر تلك» النظرية العربية الوجه واللسان والتي تتناسب مع واقع أدبنا وسياقه التاريخي والحضاري في مجال الدراسات الشعبية.؟» يعلن الباحث اهتمامه بالفنون القولية لأنها عنده أهم جوانب المأثور الشعبي. تلكم قضية تستحق التوقف عندها فقد تشكل الفنون القولية مساحة كبيرة في المادة المحفوظة والمدونة والتي نالت الحظ الأوفر من جهد الدارسين من بحوث علمية وغيرها مما جعل هذه الفنون القولية أكثر شيوعا بين الجماهير إلا أن هذه الميزة لا تجعلها أهم. فالمأثور الشعبي بكافة فنونه سلاح الجماعة البشرية في مواجهة التحديات وميدان تنفيسها عندما تخنقها الأزمات. أما البحث الآخر فهو للدكتور محيي الدين محسب بعنوان خطاب النـزعة الاشتقاقية في التراث العربي، وهو في مسرد المحتويات الخطاب الاشتقاقي في الثقافة العربية. والفرق بين العنوانين كبير. يهمنا موضوع البحث فالنـزعة الاشتقاقية اقتضت من الباحث سياحة بين فضاءات التراث المتراكمة فمن كتب اللغة يُطَّوف بمدونات الثقافة الإسلامية ككتب التفسير والحديث والفقه وقوفا عند فكر الفلاسفة ومذاهب الصوفية في فهم اللغة وتجلية رؤيتهم للعلاقة بين اللغة والعالم، عارضا هذه الرؤية على ثقافات أخرى تسهم في تشكل الفكر الإنساني. يتوقف الباحث مذكرا بدلالة ارتباط اللغة بالمعرفة المفيدة النافعة ويدلل على ذلك التـزام النظر الدلالي بسياقات لا تخلو من مصطلحات (المفيد والفائدة وأفاد). ومن القضايا المثيرة في البحث أن معاني الألفاظ تتفاوت في أصالتها وفق بعدها الزمني فاللغة المتقدمة زمنيا (مثالية) واللاحقة (ظنية) فمعاني الألفاظ في عصورها القديمة (أصول) وما يطرأ من انتقال دلالي وتحول في اتجاهات المعنى يدخل في بوابة (المجاز)، ويعالج في هذه القضية آراء الرازي وابن حزم منتهيا إلى القول «ولقد كان من الطبيعي أن يتولد عن هذه النظرة المثالية إلى العربية نوع من التمركز اللغوي تتضاءل أمامه أي لغة أخرى بل يتضاءل الآخر نفسه». البحث يكشف العمق المعرفي الشمولي للباحث ويسحب القارئ إلى بحيرة التساؤلات التي طرحها القدماء وما زلنا نطلب إجابتها، منها تحديد المقصود الحسي بدلالة الأسماء في قوله تعالى ?وعلم آدم الأسماء كلها ? أهي الأسماء الحسية أم المعنوية أم التسمية تتسع لتشمل الأحداث بصيغها الصرفية؟ أم الأسماء كما تستنتج من كلام أرسطو هي الصورة الذهنية بوصفها مرجع المعنى؟ المجلة ثرية أيضا بجانب آخر من الطروحات المعرفية صنفها المخرج الفني في مسرد المحتويات على أقسام بدأ برؤى : مقالات، ثم تراثيات وختم بمراجعات. أرجو أن يكون في توقفي عن عرضها - لضيق هذه المساحة- إثارة لفضول القارئ الذي أعده بأنه سيجد متعة علمية جادة ومحصولا ثقافيا يستحق مكابدة القراءة. أما أهل الاختصاص فإنهم في شوق للعدد اللاحق وأظن أن القائمين على المجلة يواجهون مسؤولية شاقة حرجة فقد ولدت المجلة عملاقة في قامتها الفكرية وعليها مواصلة التقدم، والله ولي التوفيق. [email protected]