رســـــــــالة إلى حملة الأمـــــــــــــانة

عزيزي رئيس التحرير ابث هذه الرسالة عبر صفحة عزيزي رئيس التحرير لكي تصل الى اخي وصديقي المعلم.. تحية ملؤها الحب والود.. تحية من اخ لك احسن به الاخرون فدعوة لكتابة هذه الرسالة القصيرة.. هنيئا لنا بك، هنيئا لنا بك تجدد الدماء، وتبعث في القلوب الحياة، وترسم على شفاهنا البسمة وعلى محيانا الذي ارهقه المسير الامل. هنيئا لنا بك اخي المعلم تشد من ازرنا وعزائمنا وتقف الى جوارنا لنبني مجتمعنا لبنة لبنة، فما اجمله من حلم لاحت بروقه، وما اعذبها من فرحة غمرت افئدتنا، ولست ادري بأي العبارات استقرىء اهازيج الفرحة التي تتألق في نفوسنا بقدومك ولست ادري كيف يمكن لي ان استعير احرفا وكلمات تعبر عن مشاعري نحوك، فمرحبا بك في رحاب رسالة العلم والتعليم. اخي المعلم.. انك اليوم تتسنم ارقى الوظائف واسمها واعلاها مجدا فهي روح الحياة والفكر هي غذاء المجتمع الروحي والعقلي والثقافي والفكري، هي مجد الامم وعزها وشرفها، هي التي تتغنى بها الاوطان وتلهج بذكراها الالسن، وتتطلع اليها النفوس وتطمح اليها العقول، هي التي تمتد في مجالس العلم والعلماء وتتعطر بذكرها المنتديات وتشرئب اليها الهمم والعزائم. اخي المعلم الكريم.. اعلم ان شرف هذه المهنة مرتبط اشد الارتباط بشرف الدين والاخلاص لها، والعمل من اجل تحقيق رسالتها السامية فكما اخلص الاولون لك حتى غدوت معلما ساميا.. اخلص لمهنتك ولابنائك القادمين فهم امانة في عنقك.. وامانة لتخرج لامتك ومجتمعك جيلا مضيئا، ونفوسا طموحه وعقولا منفتحة. واعلم اخي المعلم ان هناك آلافا من الناس ينظرون اليك ويتطلعون الى عملك ويحرصون عليه ومنهم من يغبطك على مهنتك وربما يحسدك ويتمنى اللحظة التي يكون فيها معلما ليرد دينا قيده به دينه ووطنه وامته. صديقي المعلم.. اود في هذه الرسالة ان اخبرك وانت ادرى بما بلغه التعليم في مملكتنا الحبيبة الغالية.. فقد بلغ التعليم فيها شأوا رفيعا ومنزلة عالية وسار مسيرا لم يسره من قبل منذ توحيد هذه البلاد المباركة ـ ارض الحرمين الشريفين ـ على يد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله، الى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود، رائد مسيرة النهضة التعليمية في بلادنا المباركة والذي على يديه الكريمتين يشهد التعليم اليوم ازدهارا وتطورا لا مثيل له حتى لم يبق في عهده الميمون بيت مدر ولا وبر الا ودخله العلم والتعليم الى الحد الذي غدت فيه المملكة العربية السعودية واحدة من اكبر دول العالم نهضة علمية وثقافية وفكرية. ارض الجزيرة كم جادت مغارسها وانجبت نور فكر غير مغترب مولاي كم محن زالت وكم اجن غابت ولولاكم دامت ولم تغب قدتم فجدتم فشدتم صرح نهضتها فاستؤصلت شأفة الاحقاد والكرب ايها المعلم الفاضل.. اود في هذه الاسطر الاخيرة من هذه الرسالة ان اهمس اليك بهذه الكلمات العزيزة حتى لا افوت علي فرصة الحديث اليك وفرصة قراءتها منك، اود ان اوضح لك حقيقة معنى وجوهر هذه الكلمة ـ اعني المعلم ـ فالمعلم هو نبض الحياة بل هو الحياة بأكملها.. هو الباني لهذا الصرح الفكري والعلمي والثقافي.. هو رمز المجد والعز.. فاغتنم هذه الحقيقة التي اجليت لك كوامنها، اغتنم ساعاتها ودقائقها وثوانيها في العطاء، واعمل على تحقيقها بكل ما تستطيعه من فكر وعقل وعلم وعمل. فهي امانة ـ كما اسلفت ـ في عنقك. اما حقيقة التعليم فهي تعني النجاح في الحياة والنشاط والعطاء في الاداء المتميز في العمل ومنذ هذه اللحظة يجب ان تعلم انك انت الرجل الذي به ترتقي امتنا ومجتمعنا، وعليه تعقد الامال، ومنه بناء الاجيال، واليه منتهى الاحلام. على كتفيه يبلغ المجد غيره فما هو الا للمعالي سلم ايها المربي الكريم.. عليك امانة العلم وامانة الكلمة وامانة الفكر وامانة التربية، عليك ان تبذل ما بوسعك من اجل امتك ومجتمعك ووطنك الذي اعطاك كله بلا حد فاعطه بلا حدود. خالد قاسم الجريان ـ الاحساء