DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدكتور توفيق السديري

توظيف الإمامة في غير وجهها الشرعي يتسبب في فتن عظيمة

الدكتور توفيق السديري
الدكتور توفيق السديري
أخبار متعلقة
 
نبه فضيلة د. توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لشؤون المساجد والدعوة والارشاد من أن الخطبة التي يلقيها الامام الخطيب امام المصلين قد ينسي بعضها بعضا اذا كانت طويلة وان من يعتني بها بالاعداد والتحضير يستفيد منه المأمومون اكثر من الذي يطيلها مطالبا الامام بأن يراعي السنة النبوية الشريفة في ادائه للصلاة ابتداء بصفته قدوة لمن خلفه، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي). ووصف الدكتور السديري خدمة بيوت الله بأنها من النعم التي انعم الله بها على بعض عباده وهي وظيفة تقوم على اعظم شعيرة في الاسلام، شعيرة قلوب المؤمنين جميعا متعلقة ومرتبطة بها كل يوم، وفي اقدس البقاع، وفي اماكن نسبها الله اليه قال تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) وقال تعالى (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) فالمساجد بيوت الله وهذه الاضافة تقتضي التشريف والتكريم وتزيد من مكانة هذه البقاع التي نحن مرتبطون بها. وظيفة الرسل وابان ان امامة المسجد رسالة عظيمة ومهمة جسيمة يوفق الله للقيام بها على الوجه المطلوب دعاة الحق، وصفوة الخلق مشيرا الى ان امامة المسجد كانت وظيفة النبي صلى الله عليه واله وسلم وخلفائه الاربعة من بعده، يتعلم على يدي أئمة المساجد الناس، فيستيقظ الجاهل، ويتنبه الغافل ويهتدي السالك، وتتهذب الاخلاق، وتزكو الضمائر بتوجيهاتهم ويسعد الناس بالأئمة الأكفاء كما سعدت الدنيا بإمام الأئمة صلى الله عليه واله وسلم لذلك لما كان أمر الإمامة عظيما دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأئمة بالرشد فقال (الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم ارشد الأئمة، واغفر للمؤذنين). توجيهات للأئمة جاء ذلك في كتاب لفضيلته بعنوان (توجيهات للأئمة والخطباء) اصدرته الإدارة العامة للعلاقات العامة والاعلام بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ضمن سلسلة الكتب العلمية والمطبوعات التي تصدرها الادارة على مدار العام. تعظيم الله وابرز الدكتور السديري ان تعظيم هذه الشعائر التي يقوم بها الانسان في امامته او خطابته او حتى مسؤوليته عن المساجد من تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقواه قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ومن تعظيم هذه الشعيرة التي كلفنا بها ان نعرف فقهها، ففقه الإمامة والخطابة من اهم ما ينبغي ان يعرفه المتلبس بهذه الوظيفة. المسجد لتوحيد الكلمة وحذر فضيلته من ان توظيف الامامة في غير وجهها الشرعي قد تتسبب في فتنة عظيمة مذكرا بما حصل في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه من حدوث فتنة عظيمة كان من نتائجها مقتل امام المسلمين وخليفتهم احد اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم عثمان بن عفان ، قال ابن عمر، رضي الله عنهما كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدل بابي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم، ولذلك لو تأملنا موقف عثمان رضي الله عنه وهو في حال الشدة يستفتيه بعض الناس فيقول: انه يصلي بنا هؤلاء ونتحرج ويقصد بهم من اثاروا الفتنة، لكن عثمان رضي الله عنه كان يحرص على وحدة الكلمة، وتقليل الضرر قدر الإمكان فلم يأمرهم بترك الصلاة خلفهم، لانه يعلم الضرر الكبير الذي سيترتب على ذلك فقال رضي الله عنه لهذا السائل: الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، واذا أساؤوا فاجتنب اساءتهم يعني فلا تترك الصلاة خلفه، لان تفرق كلمة الناس في هذه الشعيرة فتنة اعظم. المقصود هنا ان الإمام او الخطيب اذا استشعر هذا الامر وهو ان المسجد مكان جمع الناس وتوحيد كلمتهم لم يستخدم هذه الوظيفة في غير وجهها الشرعي. لا اجتهاد في العبادات وقال: من الامور المهمة التي ينبغي التأكيد عليها لمن كان اماما او خطيبا هو انه في عبادة والعبادة مبناها على النص عن الله عز وجل او عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فالصلاة عبادة وخطبة الجمعة عبادة وبعض العلماء يرى ان خطبة الجمعة هي عوض عن ركعتي الظهر التي قصرت في صلاة الجمعة، والصلاة لا يمكن ان تكون محلا لاجتهاد الامام وليست الخطبة محلا لاجتهاد الخطيب فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبه موجودة وكانت قصدا ووصف صلى الله عليه وآله وسلم قصر الخطبة بأنها من فقه الخطيب عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت اصلي مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا). مشاعر الناس ودعا الإمام والخطيب الى مراعاة مشاعر من نخاطبهم ممثلا على ذلك بالقول: ان الخطيب عندما يتحدث عن منكر او معصية تجده يخاطب من امامه وكأنهم هم من يقع على هذه المعصية حتى ليظن من لا يعرف قصد هذا الخطيب او الواعظ انه يتكلم عمن امامه والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع انه كان يتحدث عن امر وقع فيه بعض من امامه من المأمومين فكان يقول ( ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله..) لذلك ينبغي لنا جميعا ان نراعي مشاعر الناس، فالنفس لها حظ ينبغي للموجه والناصح التعامل معها برفق ولين. وخلص فضيلته الى القول: ان المساجد – ولله الحمد – في هذه البلاد تزخر بعلماء كبار بل غالب علمائنا الذين نسمع لفتاواهم هم ائمة وخطباء، فكما يستفيد الامام والخطيب من الوزارة ينبغي للوزارة ان تستفيد من الامام والخطيب فالامام هو الذي يعمل في الميدان وهو الذي يعايش الناس نحن نفرح كثيرا بالنصيحة القيمة والاقتراحات السديدة نحن نقوم بعضنا بعضا، الانسان يكمل باخوانه فكيف اذا كان هؤلاء الاخوة علماء، وهم من خيرة المجتمع، وبعضهم له قيادة فاعلة في بعض القطاعات؟ لاشك ان العمل يكمل اذا تعاونا جميعا على كل ما فيه خير الإسلام والمسلمين. وقد تضمنت صفحات الكتاب مقدمة والعناوين التالية: تعظيم الوظيفة من تعظيم شعائر الله، الامامة ولاية، وامام المسجد مصدر وحدة واجتماع، الامامة عبادة المرجع عند الاجتهاد، القنوت في النازلة، مصدر المعلومات، مراعاة حاجات الناس لا مراعاة رغباتهم، وموقف الخطيب من الاحداث التي تمر بها البلاد، ومراعاة الخطيب لمن امامه من المصلين، ونظرة الخطيب الى المجتمع، وعلاقة الخطيب بمرجعه الوظيفي.