عروس الشمال ، أجا وسلمى ، حاتم الطائي ، أسماء أشهر من نار على علم ، فمن منا لم يتمن زيارة حائل و استنشاق عبق الماضي وقيمه العربية الأصيلة ، لقد كنت أتمنى زيارتها منذ زمن ، لأن كل ما قيل عن حائل يشوقك للوقوف عنده ملياً ، فليس من سمع كمن رأى ! حتى سنحت لي الفرصة قبل أيام أن أزور عروس الشمال ، مع صحبة كرام ونطأ منازل طي . وعندما نقف عند حائل فلا بد أن نستحضر حائل المكان ، وحائل الإنسان .
ففي حائل المكان وقفنا عند منازل طي القبيلة العربية المعروفة في « توارن « ، وشاهدنا قصر رمز الكرم ،الكريم المضياف حاتم الطائي وكلنا يعرف قصته المشهورة عندما نفدت غنمه من فيض كرمه ، حتى لم يجد ما يقري به ضيوفه سوى ذبح فرسه .
وعند جبال أجا وسلمى نستحضر قصة الحب العذري بين الفتى أجا والفتاة سلمى وقصتهما المشهورة . هذا هو المشهور عن حائل ، ولكن بين الجبلين وحولهما العديد من الأحداث التاريخية فقد مر بها أمرؤ القيس وأقام في « القريّة « في حماية طي عن ملوك الحيرة ( العريفي ) ، وقال:
تبيت لبوني بالقريـّة أمنـّاً
وأسرحها غبـّاً بأكناف حائل
وتنقلنا بين عدد من قرى حائل المتناثرة ، حتى وصلنا أعلاها شمالاً حيث مدينة « جبة « التي تلتقي عندها النفود بالجبال ، وزرنا فيها متحف النايف الأثري الغني بمقتنياته الأثرية والتراثية التي تشم منها رائحة حائلية ، وفي « جبة « يتحدث الحائليون عن جبل السلمان أو أم سنمان وما به من نقوش قديمة ، ويروى أنه يقع في منطقة مغمورة بالماء حيث يحيط به الماء من جميع الجهات .
ومررنا بـ « قنا « وأم القلبان « ، و» جو « و» مشار « حيث صار المهرجان ، وفي « عقدة « متنزهات جميلة وقد كانت في السابق ممراً منيعاً ، و» الخطة « منطقة زراعية تجولنا في إحدى مزارعها التي تضم مليون شجرة زيتون ، ولم يتسن لنا الوقت لزيارة قرية « فيد « التاريخية التي اقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل النبهاني ، والتي ذكر لنا أن بها نقوشا أثرية قديمة .
وحائل الحديثة جميلة بمتنزهاتها حيث منتزه جبل السمراء ، وجبل المغواة ، ومشار، وعقدة ، وغيرذلك ، وجميلة أيضاً بجبالها في النهار وفي الليل حيث تكسر ظلمتها تلك الإضاءات لتكسبها رونقاً جذاباً ، أما ميادينها المزينة بمجسمات تراثية فتعكس روح الأصالة العربية في أهل حائل . لقد أدركنا الزمان دون أن نستكمل المكان ، ولنا أمل في زيارات قادمة .
فحائل جميلة بالمكان، و بأهلها أجمل .
·رسالة : يا ما حلى القيلات في جو حايل في ظل طلحة والمكيف طبيعي
[email protected]