DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
لليالي الرياض ألقٌ خاص ، وفي مساء الخميس ( 6 / 6 / 1428 هـ) ، الموافق (21 / 6 /2007م ) ، كنا في ضيافة الشعر، وأي مضيف هو ؟ .. ففي حضرة الشعر تتوهج المشاعر، وتتقد الأحاسيس ، أوَ ليس الشعر مشاعر ، والمشاعر شعرا ؟ .. وإنما الإبداع اللافت في تطويع اللغة للمعاينة والكشف .. يقولون إن القصيدةَ قصائدُ ، تكون قبل الكتابة وحيا ، وعند الكتابة وعيا ، وبعد الكتابة تجمع المتناقضين همًّا وعشقًا ، ثم هي عندك قصيدة أخرى في تلقيك وفهمك ، وهي عند غيرك كذلك ، وهي في القراءة قصيدة ثانية ، وفي السمع تتجدد ، فكيف إذا سمعت من مبدعها ؟ في أمسية شعرية من أماسي النادي الأدبي في الرياض ، كنا نسمع قصائد ، وتتوالد في وعينا أخرى ، فجارة الأحلام أمطرتنا شعرا، حيث استقينا أحلامها وعيًا حاضرًا، والتفاتًا إلى ثقافة متنوعة ، لونتها بالشجن والنغم ، وصهيل الخيول ، وبوارح الرياح ، إنها الشاعرة الحالمة الصاخبة ، د. أشجان الهندي ، تجمع الضدين ، وتطبق ثوب التراث على مفردات الحداثة ، وتمسك بعصا الأصالة ، وتفتح نوافذ المعاصرة .. في شعرها يعلو صوت الأنثى ، تمتطي خوفها ، تنازعه زِمامَ القودِ إلى طاقاتِ الأمل : خفافا سعينا إلى الماء .. بين مشاربنا والطريق إليه.. جبال من الخوف .. تلال تئن على قامة الحتف .. ريح تنادم أنفاسنا .. وحديث يطول .. (من قصيدة : عين اليقين) رأيتها تتوشح بيارقَ التراثِ ، ماضيةًً هي ، تجوسُ الزمان والمكان ، تقيم في مضارب عبس : ها ... صوت عبلة مختزن في هشيم الحطب .. وضحكتها تمخر الصخر .. (من قصيدة : أناشيد لخيمة عبلة) وتشدو بأصداح الأندلس ، تعيد ألحانها بصوت المبدع المجدد ، وبرؤية الذات المتفردة : نادمت قبلك يا زمان الوصل أحجارا .. فجادت بالقرنفل والهوى .. وطويت أقمارا .. من العسل البهي ، وما غوى.. (من قصيدة «جادك الجدب») وكل هذا وذاك في إبداعٍ فني فريد ، حيث تطرز حيوية المشهد بإيقاعٍ متناغمَ لعزفِ الترددات اللفظيةِ ، والتوزيعات الصوتيةِ ، التي تبثها في ثنايا قصائدها ، وتوالي تواقيعِها .. قالوا فيها : وجدت فيها امرأة معجونة بالحزن وبالألم ، فهي تهرب من عذابها المدفون داخلها .. وتكتب القصيدة ، فتجد نفسها في عذاب آخر بانتظارها .. (الكاتب والأديب عبد الله محمد الناصر) .. وقال الأستاذ الدكتور سعد البازعي : تتداخل عندها بعض النصوص ، ضمن مسعى الشاعرة ، لجدل نصها بنصوص أخرى ، بعضها بارز، والبعض متوارٍ، في مسعى لتعميق الإحساس بإشكاليتها الأساسية ، إشكالية التعبير ، أو البوح .. وعن قصيدة أن تتباسط والجرح ، قالت الدكتورة فاطمة الوهيبي : ( إن الشاعرة تُفَعِّل القول ، وتجعل القصيدة تُشْرِع كهف الذات ، وكهف المكان على نار الأسئلة ، ومطر الحلم بالتجديد والتغيير) .. تلكم كانت نجمة الأمسية ، الشاعرة د. أشجان الهندي .. تجربتها الشعرية بدأت بخربشات ناضجة في مرحلة الطفولة ، وكانت ملتزمة فيها بنمط القصيدة العمودية التقليدية ، ولها ديوان مخطوط ، تعد العدة لإخراجه .. نشرت أول مجموعة شعرية لها عام 1998م ( للحلم رائحة المطر).. ديوانها الثاني ( مطر برائحة الليمون) .. من منشورات النادي الأدبي في الرياض 2007م .. شاركت في أمسيات ثقافية ، واستضافتها عواصم ومدن عربية متعددة ، وكذلك خارج حدود الوطن العربي .. وترجمت بعض قصائدها إلى اللغتين الفرنسية والألمانية .. وتسهم الشاعرة في الحراك الثقافي المحلي بدراسات نقدية ، نشر النادي الأدبي في الرياض دراستها (توظيف التراث في الشعر السعودي الحديث) .. كما نشرت مقالات ثقافية متنوعة ، لها حضور في عدد من المجلات العربية ، والمواقع على الشبكة العنكبوتية .. وكذلك نشرت قصائدها في لندن .. النشاط الإبداعي للشاعرة ، كان محور دراسات نقدية لكثير من النقاد والدارسين العرب وغيرهم .. تجمع إلى جانب الشعر خيطا إبداعيا آخر ، فهي فنانة تشكيلية تعد لمعرضها الفني الأول بإذن الله .. وقد جعلت إحدى لوحاتها غلاف ديوانها ( للحلم رائحة المطر) .. تصور فيها شيئا من هواجسها ، حيث مجموعة من النساء متفاوتات طول القامة ، واتجاه النظر ، تخرج من بين أحجار الجدار المصمت إلى الفضاء ، ساحبات ذيول عباءاتهن متقدمات ، بينما اثنتان ما زالتا تتطلعان إلى الخروج والخارج ، وفي أعلى الصورة تشرئب ثماني نخلات ، لا نتبين غرسها ، وإنما هي في العدد مطابقة لعدد النساء اللاتي تحررن من أسر الجدار. [email protected]