DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
نجزم بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين لبولندا تعد نقلة نوعية لمسار العلاقات الثنائية، صحيح أن هذه الدولة الخارجة حديثاً من خلف الستار الحديدي، عاشت كسائر أوروبا الشرقية حقبة مريرة من تاريخها، وعانت كثيراً من النظام الشمولي الذي حول الإنسان لخدمة الدولة، وجعلته مجرد ترس في آلة تدور بلا رحمة أو شفقة، دون أن تقدم له شيئاً يذكر. النظام البولندي بالذات يعتبر نموذجاً حقيقياً لإرادة الشعوب وتطلعها للحياة الآدمية، بطريقة سلمية وعقلانية، استطاعت بقيادة عامل بسيط ـ أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية ـ هو الزعيم العمالي ليخ فاوينسا، إجبار النظام الديكتاتوري على الرضوخ لإرادة الشعب، ما أكسب هذه البلاد احتراماً كبيراً، مقارنة بما حدث مع جارة أخرى هي رومانيا، التي انتفضت وقتلت رئيسها تشاوشيسكو وزوجته في مشهد درامي. طريقة التحول البولندية، جعلتها واجهة مشرفة ليس لدول ما كان يعرف بأوروبا الشرقية وحدها، لكن لكل الدول المتطلعة للعيش بعيداً عن النظام الشمولي القاسي والجائر في ظل النظرية الشيوعية التي ألغت الإنسان تماماً وهمشته، وهذا ما يعيدنا لتجربة التأسيس السعودية التي قام بها الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل قبل قرن من الزمان، مع الفارق بين التجربتين طبعاً. حيث استطاع توحيد هذه البلاد وانتشالها من وهدة الفقر والتخلف والتشرذم، وأعاد بناء الهوية السعودية على أولوية الانتماء للوطن الواحد، وليس على أي أساس عنصري أو قبلي. تشابه التجربتين من حيث إعادة اكتشاف الإنسان بالدرجة الأولى، واعتبار القيمة الأهم في عمليات التنمية والنهضة، ربما كان المحور الخفي الذي تمثله زيارة المليك لبولندا، ولعل هذا المعنى الإنساني أيضاً تجلى في البادرة الرائعة لخادم الحرمين الشريفين لفصل التوأم البولندي قبل عامين تقريباً، الأمر الذي بنى شعبية هائلة لهذه البلاد قيادة وشعباً وفي عقر الكتلة القديمة في أوروبا، وهي الشعبية التي لا نخفي أنها أوصلت رسالة مهمة عن المملكة وعن تسامح وعظمة الدين الإسلامي، وعن الشخصية السعودية الحديثة. كل ما سبق، يجسد البعد الأهم في زيارة خادم الحرمين الشريفين، والتي حرص قائد هذه الأمة على تأكيدها، ليس بالتضامن الإنساني فقط، إنما بمد يد الصداقة والترحيب، وبناء علاقات متكافئة وبناءة مع كافة البلدان والشعوب، في الشرق أو الغرب، في الشمال أو الجنوب، وهذا ما بضفي المصداقية والاحترام والتقدير للمملكة وقيادتها على طول الدوام.