واصلت قوات الجيش اللبناني امس الجمعة قصف معاقل مسلحي جماعة فتح الاسلام المتحصنين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان بعدما رفض المسلحون الاستسلام وتسليم اسلحتهم. وبدأ القصف المركز امس بالمدفعية الثقيلة والدبابات مستهدفا المباني التي يختبىء فيها المقاتلون في شمال المخيم وشرقه وجنوبه في حين كانت زوارق تابعة للبحرية اللبنانية تجوب البحر الذي يحد المخيم من الشرق، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان. ويحاول الجنود التقدم في اتجاه مواقع لفتح الاسلام من خلال اطلاق النار من اسلحة خفيفة، فيما يرد هؤلاء المقاتلون بالاسلحة الرشاشة وقذائف مضادة للدبابات. وامس الجمعة قالت مصادر امنية ان سلطات الحدود اللبنانية ألقت القبض على تسعة عراقيين كانوا يحاولون الدخول الى لبنان عبر سوريا بواسطة جوازات سفر مزورة من رومانيا ولم يعرف سبب رغبتهم في الدخول الى لبنان. على صعيد آخر أعربت قوى سياسية لبنانية في الموالاة والمعارضة الجمعة عن ترحيبها بدعوة فرنسا مجمل القوى السياسية اللبنانية الى اجتماع غير رسمي على اراضيها لحل الازمة السياسية المستمرة منذ نحو سبعة اشهر.
وأبدى تيار المستقبل الذي يرأسه زعيم الاكثرية النيابية اللبنانية سعد الحريري والتيار الوطني الحر المشارك في المعارضة عن ترحيبهما بالمبادرة الفرنسية . ولم يعلن حزب الله القوة الاساسية في المعارضة وحليف سوريا، حتى ظهر امس موقفه من المبادرة.
يشار الى ان مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ديني سيمونو الجمعة ان وزير الخارجية برنار كوشنير "بادر الى دعوة ممثلي مجمل القوى السياسية اللبنانية والمجتمع الاهلي الى باريس للمشاركة في مؤتمر غير رسمي لتشجيع استئناف الحوار بين القوى الفاعلة في البلد". وردا على سؤال حول موعد ومكان اللقاء، اجاب سيمونو : اننا نتحدث عن اواخر هذا الشهر . وسيعقد المؤتمر في مكان نرغب في ابقائه سريا.
من جهة اخرى حذر المرجع الشيعي اللبناني من أن عدم نجاح البرلمان في اختيار رئيس للبلاد في الموعد المحدد سيؤدي إلى الوصول لحكومتين في البلاد مما يدمر توازن الوطن ويهيئ المناخ للاهتزاز الأمني.
ونقلت الوكالة الوطنية للأنباء (وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية) عن فضل الله قوله في خطبة الجمعة امس تبقى المشكلة السياسية تراوح مكانها في حكومة الوحدة الوطنية متهما أطرافا خارجية وعربية بأنها تتدخل في حسابات خاصة مستغلة المخاوف المثارة والمتصلة بمستقبل الاستحقاق الرئاسي الذي ربما يجمد في دائرة الأزمة بما يزيد الانقسام السياسي والإداري والحكومي.
وانتقد فضل الله الجدال بين الحكومة والمعارضة الذي قال إنه يتحرك في شروط هنا وشروط مضادة هناك مما قد يعقد الأمور ولا يترك هناك أي أمل في حل واقعي للإنقاذ.
