تلاحم

الحاجة الى الحب والعاطفة والود والتراحم لاتقل عن الحاجة الى الماء والهواء بالنسبة للانسان ايا كان عمره ومكانته وموقعه . فما بالك لو كان هذا الإنسان فتاة في مجتمع ذكوري يتجه بكليته وكيانه الى الولد نافيا البنت الى آخر حدود العاطفة والاهتمام مما يدفعها الى البحث عنها لتشبع هذا الفقد .. وغالبا ما تكون صيدا سهلا لمن يشبع لديها هذا الجوع العاطفي ولو ظاهريا . وكثيرا مايكون فقدان العاطفة سببا للتفكك الاسري والهرب الى مايذهب العقل والفكر.. هنا اجابات عن الفقد العاطفي والحرمان وابعاد ذلك في الاسرة والمجتمع. احتياج عالية محمد قالت : ان حاجة الإنسان إلى المشاعر كحاجته إلى الطعام والشراب والهواء والعطاء المعنوي لا يقل عن العطاء المادي فنحن بحاجة للكلمة الحلوة صغاراً وكباراً وشيوخاً، ومهما بلغنا من العمر أو المكانة نحتاج للكلمة الحلوة، بحاجة إلى الإشباع العاطفي فلماذا نهتم بتوفير النواحي المادية ونهمل النواحي العاطفية . فالعاطفة المنسية في زمن الماديات هي حاجة داخلية مهمة لبناء شخصية سوية يجب ان تشبع احتياجاتها بشكل دائم حتى لا يتعرض الشخص للجوع العاطفي الناتج عن فتور في العلاقة أو قسوة في المشاعر. فقر الحب وتقول سلمى الدوسري : ان الكثيرات منا يعانين فقراً في الحب وفقراً إلى الحب وكبت المشاعر يولد جفافاً في التعامل والمعاملة قد يمتد للقطيعة التي تفكك الأسرة ومن ثم المجتمع. وتضيف : لا نستطيع أن نسعد الناس بمالنا ولكن نسعدهم بالمحبة التي تنطلق منها أرقى صور الإنسانية في التعامل وإذا لم يكن هناك مجال للعواطف داخل الأسرة أو داخل المجتمع سيكون المجال مفتوحاً للقلق والأرق والاكتئاب والحسد والحقد وتبرز الأنانية وصنوف السلوكيات غير المقبولة اجتماعيا وبذلك يكون المجال مفتوحاً لكل جوانب الشر ويكون الإنسان عُرضة للأمراض النفسية والفراغ العاطفي الذي قد تسوء عواقبه. جوع عاطفي التصرفات المنبوذة في المجتمع التي يقوم بها البعض ما هي إلا نتيجة للجوع العاطفي الذي يعيشه الفرد فيحاول ان يسده بأي تصرف يوفر له السكينة والراحة ويزيل عنه الضغط والتوتر, هذا ما بدأت به شعاع عبد الله حديثها عن الجوع والفراغ العاطفي وتؤكد ان الإنسان يحتاج الى الدفء بمد يد المحبة له من الآخرين ويحتاج الى متنفس عاطفي يرمي همومه بها لان الكبت يولد الانفجار الذي ربما ينهي بعض الأشخاص الذين تلعب بهم النفسية بشكل كبير. الحياة وتتساءل وردة سعد عن الصور والسلوكيات التي نراها في المجتمع وننسبها للجوع العاطفي, ومراجعة حساباتنا في علاقاتنا الأسرية العاطفية لننشأ أطفالا مشبعين أو متوازنين عاطفيا, وأجمل التصرفات والسلوكيات التي يجب ان نسلكها وتؤدي إلى الإشباع العاطفي للفرد, وتضيف : ربما الحياة لها دور ما فيما وصلنا اليه من إهمال الناحية العاطفية في حياتنا بسبب عصر السرعة والعولمة ولم نعد نهتم سوى بالمادة والمال فقط وهذا خطأ وقع اغلب الناس فيه في وقتنا الحاضر. مطالبة عاطفية صفية العنزي وضحت ان هناك أناسا يطلبون العواطف لانفسهم ولا يجيدون إعطاءها او حتى التعبير عنها ولا حتى التفاعل والمرونة مع من حولهم , نجدهم يعانون الجفاف العاطفي وفي النهاية يستطيع الإنسان الذكي ان يلهب ويؤجج مشاعر الآخرين معه بمدى صدق حبه لهم وعواطفه الدافئة تجاههم.
عواطف اسرية