عزيزي رئيس التحرير
قد يصنع الإنسان لنفسه سلماً يرتب عتباته ترتيباً منطقياً حسب أحلامه، ويحرص كل الحرص على أن يكون هذا السلم دون قمة لأنه لن يقنع يوماً بأنه قد وصل إلى القمة ولم يعد قادراً على أن يحلم من جديد.....وكلما وصل إلى عتبة جديدة فرح كثيراً بأن حلماً قد تحقق، ولكنه في الوقت ذاته يشعر بأن ذلك ليس إلا بداية الطريق لحلم جديد..... قد تنقص الإنسان العزيمة أحياناً فيشعر بأن حلمه مستحيل ولكنه حين يرى ذلك الحلم في أعين من حوله وكيف يترقبون اللحظة التي يصبح فيها واقعاً بقدرما يترقب هو وربما أكثر.... يتحفز كثيراً وتزداد ثقته بنفسه ويقتنع بأن حلمه ليس أمراً مستحيلاً....... يرتقي سلمه تدريجياً مبرهناً لنفسه والآخرين أنه قد وصل.......
ولكن ماذا لو وصل الإنسان إلى عتبة لم يستطع بعدها الارتقاء؟؟؟ لانقصاً في عزيمته أو طموحه ولا استبعاداً من الآخرين لحلمه،ولكن لمجرد أن تحقيقه قد أصبح رهناً لإشارة من شخص عجزت عيناهعن رؤية بريق ذاك الحلم فهو لا يعبأ حتى بالالتفات والنظر إليه.....
هل على الإنسان أن يستسلم ويقنع نفسه والآخرين بأن هذا الحلم مستحيل لأنه لم يكن منطقياً أصلاً؟؟؟؟ هل عليه أن يثبط عزيمته ويقتل ذاك البريق في عينيه وأعين من حوله؟؟؟؟ هل عليه أن يقف على تلك العتبة ويطيل الوقوف ليرى نفسه يوماً وقد أثقله الانتظار وتعبت عيناه من التحديق في العتبة التالية والتي تزداد بعداً كل لحظة؟؟؟ أم أن العتبة لن تستطيع حمله كثيراً ليراها وقد انحنت لتنكسر ويتكسر حلمه معها...... وكأنها تقول له إن وصوله إليها لا يعني شيئاً بل لا يعني بداية حلم جديد؟؟؟؟؟
حوراء ناصر العلي - الاحساء
