الوضع الطبيعي للحياة الزوجية الاستقرار النفسي والعاطفي الذي يروي الجذور والأعماق ، ويحافظ على تألق الحياة ونضارتها ، وقد يشوب هذه العلاقة فتور فتخمد جذوتها الدافئة المليئة بالمشاعر الطيبة ، ومع مضي الزمن تتحول لرماد باهت ، أو لأطلال غابت عنها الحياة ، ثم تعود جنة وارفة الظلال مثمرة عندما يجددها الزوجان وتهب عليها رياح الحب الممطرة فترويها من جديد ، هذا بالنسبة لزوجين عاديين ، وتختلف إذا كان الزوجان حالة خاصة (زوجة تعيسة وزوج مستبد) كالحالة التي ذكرتها في الأسبوع الماضي أو حالة هذا الأسبوع المختلفة تماماً (زوج تعيس وزوجة مستبدة ) فما سبب تسلط أحد الزوجين على الآخر في البيوت العنكبوتية الواهية ولماذا ؟ هذا ما سنعرفه من حالة الزوج التعيس الذي يتألم في حياته ، المفروض شيء والواقع الذي يعيشه شيء آخر، زوجته متسلطة لا تحترم رأيه وتلغي وجودة أمام أولاده ، وحتى أمام الغرباء ، آمرة ناهية ، عنيدة سعادتها في الإصرار على رأيها بالرغم من معرفتها بخطئه ، تمارس دور الرجل فتشتت كيانه وتتلاشى ذاته تحت عنفوان تسلطها الغريب ، فهل ضعفه نتيجة قوتها أم قوتها بسبب ضعفه ؟ لا فرق وأشك في سلامة هذه المرأة نفسياً ، علاوة على ما تحمل من الموروثات الديكتاتورية كما أظن ، وكذلك تربيتها ونشأتها وبيئتها لها الدور الأكبر في تشكيل شخصيتها المعقدة ، المثل المصري يقول (أكف القدرة على فمها تطلع البنت لأمها) فعندما تكون الأم متسلطة وتتحكم في زوجها وفي كل صغيرة وكبيرة أمام أبنائها تتقمص بناتها شخصية الأم ويمارسنها على أزواجهن بالتأكيد ، وليس شرطاً أن تكون الأم هي المسيطرة فقد يكون الأب وقد لا يكون ولكل قاعدة شواذ المهم أن هذا السلوك ينعكس سلباً على الأولاد فتختلط الأوراق والأدوار داخل الكيان الأسري ويحدث الخلل ، وهناك أسباب أخرى لتسلط الزوجة ، مثل نقص في شخصيتها فتغطيه بالسيطرة ، بالإضافة إلى ترك المجال لهذا السلوك أن يستمر منذ البداية فلم يحاول ردعها فتمادت .. ولم تعرف أنه ليس من صالحها هذا الهيجان وأن دوام الحال من المحال ، اتقي الله يا سيدتي في زوجك ، فلو ورثت شخصية أمك فليس بالضرورة أن يرث هو شخصية أبيك ، ولا بد أن تأتي ساعة الصفر ويحدث الانفجار ، طريقتك هذه ستدفع بك إلى الهاوية ، فلا تندمي عندما ينهار بيتك ويدفن أبناؤك تحت أنقاضه ، استيقظي قبل فوات الآوان ، زوجك هو القائد وعميد الأسرة شئت أم أبيت ، هذا هو الأمر الطبيعي ، وكلمته المطاعة والمسموعة ، مع الالتزام بالاحترام المتبادل ، ليس الصبور ضعيفاً ، واتقي شر الحليم إذا غضب، غيري حياتك وتمسكي بالرباط المتين للحياة الزوجية الطبيعية ، وابتعدي عن الحياة الآلية التي نسجتها خيوطك العنكبوتية. وتذكري أن طاعة الزوج ورضاه في غير معصية الله سبباً لدخول الجنة . وسلامة كل الزوجات اللاتي يروين أزواجهن بالحب والتقدير ولا يسمحن للعواطف بالجفاف .
[email protected] 
