أكد الباحث في الآثار خالد بن أحمد الفريدة أن اعادة تأهيل اعمار قيصرية الهفوف مازال يعاني افتقارا للشروط المعمارية اللازمة للحفاظ على الطابع الأثري للسوق ، وقال الباحث: ان مقاول المشروع قام بناء أعمدة القيصرية بشكل مربع وهذا مخالف لما كانت علية القيصرية سابقا وسيضطر الى اعادة بناء الاعمدة من جديد بشكل دائري وأ شار الى أن مواصفات إعادة تأهيل السوق تخلو من بند التسجيل والتوثيق والتنقيب والتصوير وهي من البنود الضرورية لإعادة ترميم المعالم الأثرية، وطالب بالاستفادة من الأجزاء التي لم تتضرر في سوق القيصرية القديم خاصة الواجهة لاستكمال بناء السوق بعد ترميمها بدلا من إزالتها واعتماد نفس مساحات المتاجر والممرات الضيقة بالسوق القديم للحفاظ على «الحميمية» بين التجار والمشترين التي ميزت السوق في الماضي واضاف الباحث: إن قيام هذا السوق لم يكن بمحض الصدفة إنما ارتكز على إرث ثقافي تجاري قديم زاوله أهل الاحساء منذ ما قبل الميلاد فقد قامت القيصرية على ذكرى تلك الأسواق الشهيرة مثل سوق الجرهاء وسوق المشقر وسوق هجر. وهذه الأسواق متميزة عن باقي أسواق الجزيرة العربية في أنها أسواق داخلية وخارجية في آن واحد.
وتساءل الفريدة لماذا لم تقم أسواق مثل القيصرية في الجوار ؟ والجواب يحسمه أهالي الأحساء الأصليين والباحثين في التاريخ القديم للمنطقة وجوابه هو أن هذه المنطقة قد خصها الله بالموقع الجغرافي المتميز والهام والتربة الخصبة ووفرة المياه والمناخ المعتدل وهذه جعلت منها سلة للغذاء وهذه الأمور جميعها قد أثرت على أهلها وطريقة معاملتهم الجيدة مع الناس لان الإنسان يتأثر بشكل كبير بالطبيعة مما جعل أهل الأحساء يتميزون بصدقهم وسهولة التعامل معهم وحبهم لهذه الأرض وإرثها العمراني القديم واضاف الفريدة: إن محاولة تقليد الأصلي في تقسيم القيصرية والأبعاد والمساحات للدكاكين والممرات لأن حميمية المكان قد انبعثت من ضيق الممرات وصغر حجم مساحة المحلات وهذا أعطى فرصة للتقارب واستفادة اكبر عدد من الناس هذا بالاضافة إلى تنوع المعروضات بالرغم من صغر المساحة الكلية للسوق وكانت القيصرية مقسمة إلى قيصرية البدو وقيصرية الهدم وقيصرية الحواجين والخام والنعل والماكلة والقطانين والمحاسنة وغيرها.
وذكر الفريدة إغفال الدور العلوي للقيصرية وكان الأجدر أن ينفذ لإعادة الشكل القديم ليكون أقرب للطبيعة.
