رغم أنه لم تمر إلا شهور قليلة على رئاسته الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلا أنه أبدى خلال هذه الفترة اهتماما غير مسبوق بضم المملكة إلى عضوية الاتحاد ، ويبذل جهودا حثيثة لتكوين اتحاد محلي للكتاب السعوديين لكى تتاح له فرصة منح العضوية للمملكة. ولاستكشاف جوانب هذا الأمر كاملة . . وكان لـ «اليوم» هذا اللقاء مع محمد سلماوى الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب :
* أوليت موضوع ضم المملكة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب اهتماما كبيرا منذ اختيارك كأمين عام للاتحاد . . ما الجهود التى بذلتها في هذا الشأن ؟
- الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مهتم بانضمام جميع الأقطار العربية إلى عضويته ، وبعض هذه الأقطار ليس بها اتحادات للكتاب ، ونحن لا نكتفي فقط بأن يقوم الاتحاد بدعوة الدولة للانضمام إليه حين يتكون بها اتحاد محلي ، إنما رأينا فى الاتحاد فى دورته الحالية أنه لابد أن يكون لنا دور إيجابي فى المساعدة على قيام هذه الاتحادات فى مختلف الدول العربية ، وفى هذا الإطار فقد فاتحنا عددا كبيرا من الأدباء السعوديين لأن المملكة رغم أنه لا يوجد بها اتحاد عام ، لكن فيها اتحادات وروابط فردية فى معظم المدن مثل جدة والرياض والمطلوب فقط أن يتم توفيق هذه الروابط والأسر فى اتحاد عام للأدباء والكتاب السعوديين . وعلمت منهم أنه قد تم بالفعل وضع مشروع للقانون الذى سيصدر بمقتضاه هذا الاتحاد، وأنهم أرسلوا مشروع القانون بالفعل إلى خادم الحرمين الشريفين. وحينما كنت فى المملكة خلال مهرجان الجنادرية ، قابلت جلالة الملك ، وحرصت على أن أسأله على القانون ومتى سيصدر ، والحقيقة أنه أجابني إجابة شافية تدل على أن هناك اهتماما بالقانون وأيضا بالطريق الإجرائي السليم الذي ينبغي أن يصدر به القانون ، حيث أكد لي أن القانون قد تم إرساله بالفعل إلى مجلس الشورى فى المملكة ، وأنه سيصدر ضمن قانون تنظيم مؤسسات المجتمع المدنى ككل.
* لماذا يتم الاهتمام حاليا بتكوين اتحاد كتاب سعوديين ، بينما بقي اتحاد الكتاب العرب صامتا فى هذا الشأن طوال السنوات الماضية ؟
- لست من هواة الحديث عن الرؤساء السابقين للاتحاد ، لكنى أؤكد من جهتى أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مهتم جدا بأن تكون المملكة عضو فيه لأسباب ليس أقلها أن الأدب العربي كله منشؤه كان من الأراضي السعودية منذ عصر الجاهلية، وأيضا لأن هناك كتابا ألقاهم دائما فى المؤتمرات المختلفة من السعودية .. ونريد أن نسعد بعضويتهم فى الاتحاد ، ومنها أيضا أن المملكة دولة هامة ومحورية على الخريطة ولا يصح لأى تنظيم أو منظمة إقليمية ألا تكون المملكة ممثلة فيها ، خاصة حينما تكون السعودية مؤهلة لهذا مثل اتحاد الكتاب ، حيث إن لديها بالفعل أدباء وشعراء ونقادا كثيرين جدا ، ويجب أن يكون لها دور فى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
* هل ينبغي أن يكون الكاتب أو الأديب عضوا فى الاتحاد المحلي حتى يتمكن من الانضمام لاتحاد الكتاب العرب ؟
- الكاتب لا ينضم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، فعضوية الاتحاد هى للاتحادات القطرية مثل كثير من المنظمات التى لا ينضم إليها الأفراد وعلى رأس هذه المنظمات الأمم المتحدة مثلا ، فهى للدول فقط ، ونفس الشيء بالنسبة لاتحاد الكتاب العرب ، فالأعضاء هم الاتحادات القطرية المختلفة التى ينضم إليها الكتاب والأدباء كل فى قطره.
* ما الذى سيضاف للأدباء والكتاب السعوديين فى حال انضمام المملكة إلى اتحاد الكتاب العرب ؟
- سيضاف لهم الدور الذى لا يزال شاغرا بسبب عدم عضوية المملكة ، فالسعودية لها دور فى الاتحاد يجب أن تقوم به مثل بقية الدول خاصة أن الاتحاد يتخذ قرارات ويقيم المشاريع ، فنحن نسعى إلى ان تكون المملكة مشاركة لكى يكون لها نصيب فى هذا .. فمثلا هناك مشروع تم بالفعل فى مرحلة سابقة بترجمة مائة رواية عربية إلى اللغة الروسية ، وهناك مشروع آخر نتفاوض عليه وهو ترجمة مائتي كتاب أدبي أوروبي إلى اللغة العربية ، وهذا ينفذه الاتحاد بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ، وكما قلت .. فيجب أن يكون للأدباء والكتاب السعوديين نصيب فى هذا.
* وما الذى سيستفيده الاتحاد من عضوية المملكة ؟
- من المؤكد أن الاتحاد العام سيستفيد من انضمام المملكة أيضا ، لأن الدور السعودى سيضيف للاتحاد صفة الإقليمية ، لأنه لا يستطيع أن يكون اتحادا عاما للأدباء والكتاب العرب دون أن تكون دولة مهمة كالسعودية عضوا من أعضائه ، ونفس هذا الأمر ينطبق على قطر ، وسمعت من زملائنا الكتاب فى قطر أنهم بصدد إعلان اتحاد عام لكتابهم وبمجرد الإعلان عنه سنسعى أيضا لضمه للاتحاد.
* ماذا قدم الاتحاد لأعضائه من الكتاب خلال الشهور القليلة التى توليت فيها الأمانة العامة ؟
- نعد لمشروعات كبيرة على كل الاتجاهات لتنفيذها خلال الفترة المقبلة ، فعلى المستوى التنظيمى للاتحاد هناك مشروع كبير نعده الآن لترجمة مائتي عمل أدبي عربي إلى اللغات الأجنبية ومائتي عمل أدبي أجنبي إلى اللغة العربية ، وميزانية هذا المشروع تقدر بما يزيد على المليون دولار ، وهناك خطة موضوعة لتوفير هذا المبلغ من خارج ميزانية الاتحاد العام ، وميزة هذا المشروع أنه سيسهم فى الحوار بين العالمين العربي والخارجى، وأيضا بين الحضارات ، كما سيستفيد منه عدد كبير من المترجمين والمؤلفين فى العالم العربي. أما على المستوى الدولي فنحن معنيون بقضية الحوار بين الوطن العربي والإسلامى والغرب ، ونرى أن هذه المسؤولية تقع على الكتاب والمثقفين قبل غيرهم من فئات الشعب ، لذا ينبغي أن يكون لنا دور فاعل ومؤثر فى هذا الاتجاه . ولقد بدأت مفاوضات فعلية لإقامة اتفاقيات بين اتحاد الكتاب العرب والاتحادات المماثلة فى الدول الغربية بما يسمح لنا بإقامة مؤتمرات مشتركة أو تبادل الزيارات والترجمة ، فتلك كلها وسائل تساعد على تأسيس الحوار الذى نتطلع إليه.
* ماذا عن المؤتمر الأول للاتحاد العام تحت رئاستك ؟
- نعد الآن لهذا المؤتمر الذى يعد الأول بعد اختيار القاهرة مقرا للاتحاد ، وسيبدأ المؤتمر يوم 2 يونيو المقبل وسيكون تحت عنوان « الكاتب العربي وحوار الثقافات » ونعقده فى مدينة العريش عاصمة سيناء، ويتزامن مع ذكرى مرور أربعين عاما على احتلال الأراضى العربية فى يونيو عام 1967 ، ولذلك فقد اخترنا أن يكون فى العريش للمعنى الرمزى لأنها عاصمة سيناء التى كانت محتلة طويلا وتحررت ، وسنعقد بهذه المناسبة جلسة افتتاحية للمؤتمر عنوانها « أربعون عاما من الاحتلال ودور الكاتب العربي».
* واجهتم خلال هذه الشهور القليلة بعض المشكلات فى مقدمتها العضوية العراقية المعلقة . . ما آخر تطورات هذا الأمر ؟
- هناك جهود مكثفة تبذل فى هذا الشأن لإعادة العضوية الكاملة للعراق بعد التزامه ببعض الشروط التى وضعها الاتحاد العام ، وقد دعونا اتحاد كتاب العراق لحضور المؤتمر القادم لكى نبحث هذه القضية خلال اجتماع المكتب الدائم ، وأتمنى أن تحل هذه المشكلة فى هذا الاجتماع لكن الرأى النهائي طبعا سيكون لأعضاء الاتحاد ، لكن وجود الوفد العراقي سيسهل الأمر كثيرا.
* وماذا عن مشكلة تعدد الاتحادات المحلية الفلسطينية؟
- هذه المشكلة تم حلها بالفعل فى الاجتماع السابق ، وأجزنا الاتحاد العام لكتاب فلسطين برئاسة الشاعر المتوكل طه.