DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي
د.محمد حامد الغامدي
أخبار متعلقة
 
نعم.. هذا الماء.. مازلنا نرسله للخارج.. خروج بدون عودة.. ذلك يحدث.. في غياب الأخذ بتوصيات.. وتوجيهات.. ومطالب خطط التنمية.. وسط التناقضات والمتناقضات.. هل تم تحديد مدى عواقب الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية؟!.. نضوب حاد في مستويات المياه الجوفية.. في جميع مناطق المملكة.. هذا هو الأمر الأكثر رعبا.. عندما نسأل عن مستقبل المياه! في أمر غير مسبوق.. وبعد ثلاث خطط.. انفجرت خطة التنمية الرابعة غضبا.. في اكبر التحذيرات التاريخية التي أصدرتها وزارة التخطيط بـ(كل) ثقة وجرأة واقتدار.. هل كانت الصرخة نتيجة تجاهل الخطط السابقة؟!.. هل كانت الصرخة نتيجة لـ(عدم) تقدير مدى عواقب الاستنزاف الجائر لـ(المياه) الجوفية؟ خطة التنمية الرابعة في دفاعها عن الماء.. كانت صادقة.. واضحة.. مدهشة.. (عدّاها) العيب.. نسأل: لـ(من) تُكتب هذه الخطط في حال عدم إلزام الوزارات المعنية بـ(نصوصها)؟.. هل هذا هو المرض الذي نعاني منه؟!.. في ظل التجاهل، هل اصبح الماء ضحية المد المادي والتسابق على الثراء؟ كاتبكم يعرف أن الأمر اصبح في ذمة التاريخ.. لكنه تاريخ مهم لـ(أخذ) الدروس والعبر.. وهي قوى مؤثرة لـ(تصحيح) وتعديل المسار.. لنا تختصر هذه الدروس والعبر مسافات الزمن.. ليس من الحكمة.. ليس من العلم.. إخضاع وزارة لـ(الاجتهاد).. هذه الوزارة تقود مصالح وطن وأمة.. هذه الوزارة أيضا تمثل مصالح وحقوق الأجيال القادمة.. هل نُخضع الوطن ومصالحه ومصالح أهله لـ(المجهول)؟!.. أين العلماء؟!.. أين العلم؟!.. أين الرؤية الصائبة؟!.. أين الاستراتيجية؟!.. أين التخطيط؟!.. أين البرامج؟!.. هذا هو البناء الذي كان يجب أن يكون في وزارات معنية بـ(المياه). كنتيجة، تحريم الاجتهاد مطلب ضروري في وجود نظريات العلم الذي يضمن النتائج الصائبة.. كنتيجة، يجب أن لا يكون هناك مسؤول يعمل وفق نظرية كان مجتهدا.. هناك خطط من وزارة التخطيط.. ترسم الطريق لـ(كل) القطاعات.. تضمن الاتزان والشمول.. وتتحلى بـ(الواقعية).. تجاهلها منقصة.. والأخذ بها حكمة وتصرف رشيد. لابد أن يكون هناك برامج.. نابعة من توجيهات خطط التنمية.. هكذا تكون المسيرة نحو المستقبل المشرق.. بـ(تنمية) زراعية مستدامة.. وليس بـ(زراعة) الضمان.. زراعة العشوائية والاندفاع.. التي استنزفت الماء والأموال ثم تلاشت.. الماء حق مشروع حتى لـ(الأجيال) القادمة قبل أن تولد.. سبق أن قال كاتبكم: [نحن لم نرث الأرض.. لكننا مستأمنون عليها.. فهل أدينا الأمانة؟!]. نعود إلى الخطة التي انفجرت بـ(التوصيات) الهادفة.. بـ(الكثير) من التحذيرات.. بـ(الكثير) من التوجيهات.. كـ(أنها) تقول: (خلاص يا جماعة.. كفى).. العجيب، كـ(أن) الخطة كانت تؤذن في خرابه.. فترة الخطة الرابعة كانت من اكبر الفترات تجاهلا لـ(كل) ما ورد في نصوصها.. وذلك استمرارا لـ(التجاهل) الذي حظيت به الخطط السابقة. استمر مسلسل استنزاف وتبديد الماء على المكشوف.. في ظل مباركة من الوزارات المعنية.. بل وفي ظل تفاخر لا نظير له.. تفاخر استطاع إسدال الستار على المحاذير وحجبها.. جعل العيون تزوغ بعيدا نحو الأرقام الفلكية.. التي كانت تتحدث عن إنجازات زراعية لم يسبق لها مثيل في التاريخ.. تجاهلوا أن هذه الإنجازات لم تتحقق إلا بـ(استنزاف) وإهدار كميات من المياه الجوفية لا مثيل لها في التاريخ أيضا. هل اختلط الحابل بـ(النابل)؟!.. اصبح هناك من يصرح حتى على المنابر العلمية.. بـ(أن) لدى المملكة مخزونا من الماء يعادل تصريف نهر النيل لمدة (500) عام.. تصريح ليس له أي مبرر.. تصريح ليس له أية إضافة مفيدة.. تصريح ليس له أي قيمة علمية.. أو حتى بعد علمي يمكن توظيفه لـ(تلافي) الاستنزاف الجائر لـ(المياه).. تصريح زاد من حدة التفسيرات والجدل والتأويل.. هل كان جزءا من تصريحات خلط الأوراق؟! هل كانت الدفة موجهة إلى التفاخر بـ(كميات) المياه المخزونة في جوف الأرض؟!.. هل تناسوا حقيقة انه مهما بلغ حجم هذه المياه الجوفية.. تظل مياها محدودة قابلة لـ(النضوب) مع عشوائية الاستعمال؟! هل تناسوا الحقيقة المؤكدة الواضحة المتمثلة في نضوب المياه؟!.. التصريح تجاهل كميات المياه الجوفية المستنزفة سنويا.. التصريح تجاهل الاستنزاف الجائر ومخاطره.. تصريح اعتمد على دراسات يشككون هم في صحتها.. لكنهم يعتمدون عليها وقت التصريحات (الخنفشارية) الغامضة.. في وجود شواهد تقول: أفيقوا أيها القوم.. ماؤكم اصبح غورا.. أفيقوا أيها القوم.. ماؤكم اصبح غورا. المياه الجوفية تنضب بـ(شكل) سنوي.. ضحية الزراعة العشوائية.. ضحية تصريحات وتقارير لم تقل الحقيقة كاملة.. نضوب المياه هي الحقيقة المؤكدة التي ظهرت.. كـ(مشكلة).. أمام الأجيال القادمة.. وكان يمكن تجنبها.. جفت جميع عيون واحة الأحساء الشهيرة.. وكانت قبل الطفرة الزراعية تدفق الماء إلى ارتفاع يزيد على (2) متر فوق سطح الأرض.. الآن وفي نفس موقع هذه العيون.. اصبح الماء على بعد يزيد على (30) مترا تحت سطح الأرض. جفت أيضا جميع عيون وادي فاطمة الشهيرة.. وحتى الآبار في جميع التكوينات اصبح ماؤها غورا.. هذه شواهد كانت تقول: المياه تنضب في جميع المناطق رغم اختلاف التركيبة الجيولوجية بين واحة الأحساء وبين وادي فاطمة.. هذا يعني أن هناك نضوبا مثيرا ومرعبا تعرضت له جميع المناطق بغض النظر عن التركيبة الجيولوجية لهذه المناطق. الخطة الرابعة كانت اكثر الخطط شفافية وقوة وصدقا.. لم تحجب قلقها عن الأنظار.. أعلنت أن الخطر قادم.. نتيجة الاستهلاك الجائر الذي وصل إلى الاحتياطات المحدودة من المياه.. الخطة كانت واضحة كـ(الشمس) عندما أعلنت أنه يجب فرض السياسات التي تحد من استنزاف المياه.. لكن استنزاف المياه خلال هذه الخطة فاق كل العصور.. وفاق كل التوقعات. الأهم.. أن الخطة الرابعة اعترفت قائلة انه لم يؤخذ بـ(توصيات) الخطة الثالثة.. هل هناك اكثر توضيحا لـ(تجاهل) المتجاهلين الذين تسببوا في نضوب المياه؟!.. نتساءل: هل قاد اجتهادهم غير الموفق إلى تعريض الوطن والمستقبل إلى الكثير من الغموض.. والخطر؟! الماء ليس حلية أو زينة في أرضنا.. الماء ندرة.. هل كان الماء مادة لـ(المزايدات).. والتصريحات؟!.. الماء ضرورة.. الماء عنصر طبيعي لا يمكن تخليقه.. جعله الله أساسا لـ(كل) أنواع الحياة.. كنتيجة، احترام الماء واجب وضرورة ملحة.. أدعو لـ(فرض) ذلك بـ(قوة) القانون المُلزم لـ(الجميع). في المقالات القادمة.. استعراض لـ(نصوص) خطة التنمية الرابعة حول المياه.. وأيضا سنتحدث فيما بعد بـ(لغة) الأرقام.. لـ(توضيح) الطفرات التاريخية التي أحدثها التوسع الزراعي العشوائي في مجال استنزاف الماء.. أرقام توضح الاندفاع العشوائي الذي أطاح بـ(كل) التحذيرات.. بـ(كل) النظريات.. بـ(كل) محاذير المنطق.. وبـ(كل) التوصيات.. كنتيجة، كان النضوب الكبير.. نعم، الماء في أرضنا كـ(الدم).. نزيفه يقود إلى الموت.. ويستمر المقال. [email protected]