DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد عبدالرحمن المدني

د. محمد عبدالرحمن المدني

د. محمد عبدالرحمن المدني
د. محمد عبدالرحمن المدني
أخبار متعلقة
 
رغم أن ظاهرة التسول والمتسولين منتشرة في الكثير من بلاد العالم ، وأن هناك بلادا تكاد تخلو من هذه الظاهرة ، إلا أن بلادنا متشبعة بها وبدأت تأخذ منحى تصاعدياً خاصة في بعض المدن الكبرى، وظهر الكثير من فنون التسول بين مدن المملكة. في المنطقة الشرقية فنون التسول غير.. خبر قرأته في إحدى صفحات هذه الجريدة مفاده أن دوريات جوازات المنطقة الشرقية تمكنت من القبض على عدد من العائلات مخالفين يصل عددهم لنحو 60 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء قدموا إلى المملكة بتأشيرة مرور لعبور الأراضي السعودية لمدة ثلاثة أيام ، ولم يغادروا البلاد منذ سنتين، وكانوا يتخفون بالزي الإماراتي ويملكون سيارات قديمة تحمل لوحات إماراتية للتمويه بهدف استخدامها في التسول. في جدة فنون التسول فيها غير.. مرة من المرات أثناء وجودي في جدة لفت نظري شخص في سيارة يحمل أطفالا بناتاً وأولاداً، توقفت فجأة ونزل من فيها وانتشروا عند إشارات المرور بشكل انسيابي مدروس. وعلى الطرف الآخر من الشارع وقف صاحب السيارة ينظر إليهم من بعيد، وبعد أن أخذوا مواقعهم أعطاهم إشارة بالتحرك نحو الهدف.. الغريب في الأمر أن هؤلاء الناس الذين يتسولون يعرضون حياتهم وحياة أطفالهم للخطر بالوقوف عند إشارات المرور، إذ قد يؤدي عدم اهتمامهم بإشارات المرور لتعرضهم للاصطدام وقد يحملون السائقين مسئولية هذا الإهمال. ومن فنون التسول في جدة شخص يحمل طيورا للبيع بين المركبات، وآخر يحمل حزمة سكاكين سلاح ابيض ويتجول بها وهلم جرا. وهناك أيضا المتسولون من العمال الذين يمسحون زجاج سيارتك بالقوة وبدون إذن. أما في الرياض فالتسول أيضا غير .. فهو يتم بطرق مميزة فإحدى الطرق هي تعريض حياة أطفال وبنات للخطر بإيقافهم عند إشارات المرور لبيع مناديل بطريقة مقززة ، إذ يجبرك على الشراء بطريقة التسول ، أما الطريقة الثانية فتتم بطريقة راقية أيضا إذ يقترب منك شخص على سيارة جيب ومعه حرمة وأطفال ويناديك دون أن يكلف على نفسه عناء النزول ويشرح لك كيف أن نقوده نفذت ويحتاج إلى مساعدة لكي يرجع إلى موطنه.. الغريب في الأمر أن بعض تلك السيارات تحمل لوحات خليجية ويتكرر هذا المنظر كثيرا خاصة في مناطق شمال الرياض. ومن المواقف الغريبة التي واجهتها مع المتسولين شخص اقترب مني عند إحدى الأسواق وقال لي إنه من منطقة معينة ويحتاج مساعدة ولو خمسين ريالا تمكنه من الرجوع إلى مدينته.. وبعد ستة أشهر تقريبا وجدت نفس الشخص في مكان آخر من مدينة الرياض يطلب نفس الطلب (خمسين ريالا) مساعدة لكي يرجع إلى مدينته.. فقلت له «لك أكثر من ستة أشهر وللآن ما جمعت الخمسين ريالا ؟ منظر آخر عصري للتسول عندما استوقفتني سيدة تتحدث من داخل سيارة أجرة تدعي أن والدتها في المستشفى كتب الطبيب لها خروجا ولكن نقص عليها مبلغ 800 ريال.. عرضت عليها المساعدة بشرط أن أدفع المبلغ للمستشفى مباشرة وليس لها.. فوافقت وطلبت مني أن اتبعها الى المستشفى.. وعندما وصلنا هناك طلبت مني الانتظار لحين إنهاء الأوراق، ودخلت المرأة ولم تعد، ويبدو أنها خرجت من باب آخر أو ربما من أمامي وهي مغطية الوجه بعد أن كنت بانتظارها لأكثر من ساعتين. وهناك أيضا متسولو المساجد، فهؤلاء أيضاً لديهم أفكار غريبة ونشرات بأيديهم عجيبة، مرة فاتورة تليفون، ومرة فاتورة علاج، ومرة فاتورة سداد إيجار سكن، ومرة فاتورة دين وهلم جرا. ألم أقل لكم إن التسول عندنا غير؟ الأسئلة التي تطرح نفسها هي أين لجان مكافحة التسول عن هؤلاء محترفي التسول؟ ولماذا لا تكون هناك لجنة لمكافحة التسول على مدى اثنتي عشرة ساعة بدلا من أن يكون دوام مكاتبها مثل دوام المكاتب الحكومية ، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة السيئة جدا أو التخفيف منها على الأقل.. فهؤلاء المتسولون أعزائي لا يتسولون على دوام مكتب مكافحة التسول فهم منظمون ويعرفون فنون التسول جيدا، فساعات الصباح الباكر مثلا يكونون عند الإشارات الرئيسية التي تتجه إلى الوزارات الحكومية ووسط البلد ، وفي المساء يتواجدون في معظم المراكز التجارية الكبرى وأمام المستشفيات التي تسلخ رسومها الظهر، ويزدادون في عطلات نهاية الأسبوع ، وموسمهم الحقيقي الذي يعوضهم عن موسم ضعيف في دخله شهر رمضان المبارك. إن امتهان التسول يعتبر جريمة يعاقب عليها فاعلها وربما يحرم من تأشيرة أخرى وأن النظام لا يجيز ذلك إطلاقا، كل ما نحتاجه أعزائي هو سلسلة من التعليمات الصارمة وإدارة فاعلة لمكافحة التسول تعمل ليل نهار للحد من تلك الظاهرة التي أصبحت مشكلة كبيرة شوهت بها جمال مدننا وجعلتها غير.