DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الخالدي يتحدث وإلى يساره النعمي وخميس

مناقشة الخطاب المحلي في رواية «مسك الغزال» لحنان الشيخ

الخالدي يتحدث وإلى يساره النعمي وخميس
الخالدي يتحدث وإلى يساره النعمي وخميس
تباينت الآراء حول رواية (مسك الغزال) للكاتبة اللبنانية حنان الشيخ بجماعة حوار بجدة يوم الثلاثاء، بين رافض لطرحها وبين مؤيد لها باعتبارات تناول الخطاب المحلي فيها على اختلاف صوره وسلبياته. تناولت الجلسة حضور الخطاب المحلي في الرواية عبر ثلاث اوراق.. قدم الورقة الرئيسية الأولى الدكتور مبارك الخالدي أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك فيصل نائب رئيس نادي الشرقية الأدبي حيث عرض الخالدي مقتطفات من الرواية استشهد بها في ورقته. استهل الدكتور مبارك الخالدي ورقته المعنونة بـ «أربع نساء ولسان: تمثيلات الآخر في (مسك الغزال)» ، بالإشارة إلى ماسماه تواطؤ الساردات على إخفاء اسم وهوية المكان الذي تدور فيه أحداث الحكايات الأربع، التي يتألف منها الخطاب السردي في الرواية. وأعتبر الخالدي هذا التواطؤ أحد المؤشرات الى سيطرة المؤلفة الضمنية على الشخصيات/الساردات ، ما جعلهن يبدين وكأنهن ينظرن إلى الأشياء من زاوية رؤية واحدة، ويتكلمن بلسان واحد، فلا يوجد التعدد فيما أريد أن يكون متعددا، مثلما أن المرجعية الواقعية المتعددة التي تحيل إليها الرواية قد تعرضت لعملية مجانسة قسرية بسبب كنائية المكان (الصحراء)، التي قد تشير إلى أي بلد خليجي. وقال الخالدي بخصوص صورة الآخر في حكايتي سهى وسوزان ، اللتين آثر التركيز عليهما، انه ورغم الاختلاف بين تجربتي وموقفي الساردين تجاه البلد(الصحراء)، فإنهما يلتقيان في النهاية عند عدم إنصافها وذلك بإقصاء الكثير والتركيز على السلبي. الحكايتان وجهان لعملة واحدة، على حد قول الخالدي. وأضاف أن سهى بدت في حكايتها مسكونة برهاب الآخر (xenophobia) ، موضحا أنه يستخدم المصطلح بفتح تخومه الدلالية لتشمل مشاعر الخوف أو الكره أو النفور من الآخر، وتلك كانت مشاعر سهى تجاه الصحراء وأهلها ، ماجعلها ترسم صورة لايمكن القول إنها ايجابية ، أو لنقل عادلة وموضوعية. ولا تختلف عنها الصورة التي رسمتها سوزان المحبة والمنجذبة للصحراء(xenophile)، التي وجدت فيها حياة ألف ليلة وليلة ، التي جاءت وهي تمني نفسها بوجودها. انجذاب سوزان للصحراء لم يضمن للأخيرة صورة تحمل ولو قدرا ضئيلا من الايجابية . بعد ذلك قدم عادل خميس قراءة مقاربة عنوانها (السلطة الأنثوية لأخوات العقرب) حيث ذكر علاقة الصحراء بالمرأة التي لا تقف عند حد التوافق بل إنها حالة جثوم واقع الصحراء على شخصية سهى المتمدنة كما هي طبيعة الاغتصاب بين الصحراويين للبنان ويشير إلى المقاربة في علاقة التوافق بين سلطة أنثوية الصحراء التي فرضتها وبين سوزان المنتمية قصرا لها ثم الصحراء التي مارست سلطتها في تحريك وإيقاف الشخوص والأحداث متى ما ارادت، وتساءل الخميس عن إمكانية مخاتلة الروائية حنان الشيخ للقارئ بجعل السلطة بيد المكان أم أن الصحراء هي التي فرضت سلطتها على الروائية ففرضت امتدادها عليها وعلى القارئ بعد ذلك. وطرحت الكاتبة فائزة الحربي في ورقتها العلاقة بين العنوان (مسك الغزال) وبين الأنثى التي ارتبطت بالعطر والطيب أكثر من الذكر الذي حمل المسك. وأشارت إلى العسف السردي الروائي الذي نهجته الروائية بطرح اربع شخصيات نسائية هي (سهى –سوزان – نور - تمر) فكل واحدة قدمت قصة قصيرة مستقلة تعتمد على أحادية الصوت المهيمن على الخطاب الروائي والذي حرمنا متعة الحوارية وسبر أغوار الشخصيات. بعد ذلك أدرجت الحربي اربعة محاور لحضور المجتمع المحلي في الرواية كانت اولاها ضمن الانسجام الصحراوي والاتجاه غير السوي الذي صورته الروائية من خلال نور المثلية ومعاذ المتبع للحرمات وسوزان وسهى الهاربين من ثقل الصحراء إلى هذا العالم الموبق بالمفاسد كما صورته الرواية فالضمير المغيب اجتماعيا بدا واضحا لصناعة الحرية خلف الأسوار المغلقة التي تستبطن العلاقة الإباحية المطلقة وفي محورها الثاني ناقشت الحربي ازدواجية المجتمع بين الظاهر والمستور وبين الوطن والغربة في سلوك متناقض لشخصياته يخلط المحرم بالمباح. أما المحور الثالث للحربي فكان حول نظرة المجتمع للآخر في رفض الصحراويين لكل غريب وحديث كسخرية الكاتبة من إتلاف اللعب والدمى التي تحمل أشكال الإنسان والحيوان .ثم تختتم فائزة الحربي قراءتها بالمحور الرابع الذي يتحدث عن مجتمع ذكوري يقصي المرأة باعتبارها وعاء للتفريخ والإنجاب بعيدا عن الأحاسيس حسب ما قدمه المتخيل السردي مع حرمانه بعض حقوقها في القيادة والمتاجرة والتعامل الرسمي بعيدا عن سلطة الذكر عندما تريد ممارسة التطور و الترقي. وفي المداخلات أكد رئيس نادي جدة الأدبي عبدالمحسن القحطاني أن الرواية لم تصور الحياة التكاملية لمجتمع الصحراء الذي يحمل الروح المسالمة المحبة للتعاون والتآخي. وعلق سحمي الهاجري بأن الرواية قدمت صورة نمطية للصحراء ارتسمت عند الآخر خلاف الواقع وهذا ما ذكرته معظم المداخلات, فيما أظهرت الدكتورة لمياء باعشن عدم توافق صور الانفتاح مع البيئة الصحراوية المحافظة واعترضت باعشن على التقنية السردية وتوظيفها لأربع قصص ملخصها واحد ومكانها واحد تصلح لأن تكون رواية جيب صغيرة لو تم تلافي الحشو المتخوم به النص السردي في باقي الرواية. فيما رفض عايض القرني اعتماد نص آخر هو حكاية ألف ليلة وليلة في بناء نص سردي آخر أما سهام القحطاني فقالت: هناك ثيمة استخدمت حول المجتمع الخليجي عموما تتمثل في لفظ البترول مع عدم استقلالية الأسماء ببيئة الصحراويين فقد تتواجد هذه المسميات في أي قطر عربي آخر علاوة على العلاقة الاستغلالية التي تمثل النوايا والأطماع الغربية بالمشرق من خلال سوزان الأمريكية مع معاذ الصحراوي. وطالبت مداخلات أخرى بتقنين النص السردي لحنان الشيخ من قبل نقاد الأمسية لضبط ما انزلقت به الروائية في مواضع عدة. أما الدكتور سامي المرزوقي فأوضح أن هناك شيئا لافتا عند حنان الشيخ هو تغير العنوان واختلاف عدد فصول الرواية في طبعتها العربية ثم الألمانية وحتى الإنجليزية. وأكد الدكتور حسن النعمي مشرف جماعة حوار أن المحور الذي حصر القراءات في تناول حضور الخطاب المحلي في الرواية العربية هو الذي قيد خوض النقاد في أبعاد أخرى.
د. عبدالمحسن القحطاني يكرم د. مبارك الخالدي
أخبار متعلقة