DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عندما تسيرنا مثاليتنا الأنانية

عندما تسيرنا مثاليتنا الأنانية

عندما تسيرنا مثاليتنا الأنانية
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير في حياتنا اليومية كثير من المفارقات والأحداث.. البعض يزعجنا والبعض لا يسترعي اهتمامنا.. وبفضل العوامل المحيطة بنا تتكون قناعاتنا واهدافنا ..ونسلك مساراتنا .. ونرتب أوراقنا كمن يحضر لاجتماعٍ مهم لم يحن وقته بعد .. تلك هي حياتنا مليئة بالتحضيرات والاستعدادات لمواجهة المجهول .. نتسلح بكل شيء .. بأسلحة المقاومة .. وبأسلحة المبادرة .. وبأسلحة البقاء.. الكل يرسم لنفسه مسارا محددا لا يحيد عنه الا عندما يجبره مساره أو يجبره وقته .. هي حياتنا مساراةٌ ومفارقات نسير في احداها لتجرنا لمتاهة أكبر منها .. كلما خططنا على اجتيازها اجتازتنا .. وكلما استعددنا لمواجهتها هربت منا .. كمن يجمع أوراق أشجار الخريف التي سقطت رغما عن أنف الشجرة لا ينفك يجمعها حتى تطرح غيرها .. لا شيء جديد سوى أن الخريف بدأ يفرض سطوته على الاجواء ويرغم الشجرة على الاستسلام وطرح مزيد من الأوراق حتى تضمن مزيداً من الثبات والاستمرار في هذا الفصل من السنة.. هكذا نحن نكون في كل مواجهاتنا مع أنفسنا ومع الاخرين نكشف جميع أوراقنا ونستبدل ورقة بأخرى كمن يلعب بالشطرنج يسكن مواقع ليغادرها على حين غفلة .. نلقي بجميع اوراقنا ونبعثر شتاتنا لنلملم ضياعنا.. عندما نسقط نتبعثر .. وعندما نحب نتأثر .. وحتى عندما نسامح نتألم .. بل اننا عندما نجرح نتلذذ .. فعلا مصيبة لا شيء يمنعنا من تجربة جميع اوراقنا الصالح منها قبل التالف ..المناسب منها والضار .. نسَََير الدنيا كما نريد وتسيرنا رغماً عما نريد .. لنا فلسفة خاصة في تعريف الأحداث وفي التعامل معها كما يجب .. نبحث عمن يضمن لنا الاستمرارية والثبات .. ونهرب من انكساراتنا وسقطاتنا .. نبحث عن السيادة.. ولا نهتم بالمملكة التي نتسيدها .. نلهث وراء سعادتنا .. نتلف عقولنا .. ونهلك أجسادنا ونحن نلهث وراءها .. نتناسى أقراننا ومن هم في محيطنا .. ونتكفل بأنفسنا وكأن عناء أنفسنا وما تسببه لنا من قلق كفيل بالالتفات لأنفسنا وترك ماعداها.. نهمش علاقاتنا .. ندوس على من يواجهنا .. نضحك على آلام سوانا .. وكأننا بذلك ننتقم من أنفسنا.. نبالغ في رفع أصواتنا ونقاطع من يحاول اخراسنا .. لتدوم سيادتنا .. نتفنن في تعذيب من حولنا ونلقي عليهم بالتهم الواحدة تلو الأخرى ونحول حياتهم الى جحيم لأننا فطنون وسياديون .. ننسب أي نجاح لمن حولنا لذواتنا لأننا وحدنا من يستحق الشكر والإكبار وكل من عدانا لم يصل إلى مستوانا في اللمعان والنضارة .. نحصن أنفسنا ضد أي شرخٍ وأي كسر وكأننا نجبر أنفسنا أو نصنع لأجسادنا عازلاً مضادا للعوامل الخارجية لأننا لا نستحق إلا الأفضل وبالمقابل نكسر هذا ونجرح ذاك ونحفر في جدران الاخرين بسببٍ وبدون سبب .. نصنع من حياتنا ملعباً كرويا ً نكون نحن فقط لاعبيه .. ونكون حكامه ..ونكون مشجعيه ..وأيضا محلليه .. وكأننا نعيش وحدنا على كوكب الأرض .. طبعا فنحن محقون لأن من حولنا لم ولن يستطيعوا تقييم عبقريتنا وفهم مكامن قوتنا .. نصنع من أمسنا كذبة نعيشها حتى التشبع ونوهم أنفسنا بأنه ماضينا .. ونعيش في خيالاتنا حتى نتناسى واقعنا .. نهرب من كل مشاعرٍ انسانية تحدق بنا ونتهم الحب في كل صفاته .. ونبالغ في تقيد وحصار قلوبنا حتى نتجنب ويلات الحب والفراق .. نبدعُ في تصور وجودنا ولكننا نبدعُ أكثر في أنانيتنا وسوء تصورنا .. لحظة .. عزيزي القارىء.. تمعن فيما سبق وارجو الا تضم نفسك تحت وطأة هذه الكلمات .. نورة بندر المقيطيب - الدمام