DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العباس وبجواره الثقفي يستمعان إلى مداخلة تراوري

العباس : فوضى التناول الفج ستنعكس سلبا على الرواية المحلية

العباس وبجواره الثقفي يستمعان إلى مداخلة تراوري
العباس وبجواره الثقفي يستمعان إلى مداخلة تراوري
أخبار متعلقة
 
حذر الناقد محمد العباس من الفوضى التي يسير عليها التناول الفج لقضية الحب السردي في الرواية السعودية والتي ستنعكس سلبا على مستقبل السرد المحلي . جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها نادي الطائف الأدبي مساء الثلاثاء الماضي وحملت الورقة النقدية المقتضبة عنوان (الحب سيد السرد)، وأدار اللقاء الدكتور أحمد الثقفي الذي قدم تعريفا بالناقد محمد العباس وأبحاثه وبعضا من سيرته النقدية. بعد ذلك طرح العباس تمهيدا لورقته عن سيد السرد مشيرا إلى أن الحب عصب الرواية والإنسان يأنس للمرويات الجميلة الرومانسية أكثر من ميله لنقيضتها التي تميل للبطولات التاريخية والملحمية فالحب معادل لإرادة الحياة وعلى ذلك فإنه مقياس لتطور المجتمعات, وبسبب المنزلة المتدنية للمرأة في العالم القديم. واستشهد العباس بمقولة لمدام دي ستايل أكدت فيها أن الرواية عند تلك الشعوب قدمت أهمية ضئيلة للعلاقات العاطفية وكذلك ايدها (إيان واط ) الذي برر نشوء الرواية الحقيقية للوعي بالمرأة وبروزها داخل العمل السردي بشكل مباشر يعتمد على البوح والمكاشفة. بعدها انتقل العباس لتتبع الحب في السرد المحلي وأوضح أن ( شقة الحرية) لغازي القصيبي كانت الممر الحقيقي للبوح وإعلان الحب رغم تغريب الشخصيات عن الوطن الأم الذي يعد تخفيفا من حدة الطرح الجريء للرواية وينطبق الأمر ايضا على (نزهة الدلفين ) ليوسف المحيميد. ثم ذكر العباس أن التحول لطرق سيرة الحب السردي المنفي أدخل المحاولات الروائية التي تلتها الرواية إلى واقعية الفضاء الاجتماعي في (سقف الكفاية) لمحمد حسن علوان والتي تحولت إلى منشور عاطفي بالغ في حماسته واظهار الحب كقيمة مضخمة موضوعيا. ثم عرض العباس تنامي تيار الوعي بالحضور الحسي للمرأة من خلال رواية ( الأوبة ) لـــوردة عبد الملك التي نالت من القيم الدينية والاجتماعية هربا من زنازين المطاوعة. وكان الحب المثلي عند صبا الحرز في ( الآخرون ), واستثمر أحمد الشويخات المكون العاطفي لاختراق سلبيات الأخلاق الطبقية في ( نبع الرمان )، وذلك الحال أحدثته (جاهلية ) لليلى الجهني في صلب الجدار العرقي. وختم العباس ورقته بالتأكيد على ندرة خلو الرواية المحلية من موضوع الحب الذي أصبح يعمل كجامع عام للنص خصوصا بعد القفز به إلى كسر حاجز الجسد ولكن دون مؤالفة مقنعة بين الاعتقاد العاطفي والفعل الجنسي. وفي مجمل الحال عمل الحب كمكون بنائي للنص الروائي أظهر الأبعاد الحياتية للمجتمع. واعترض العباس على بذاءة اللغة اللفظية في بعض الروايات المستقاة من لغة التخاطب في الشارع تحت زعم كتابة هذا النسق لشفافية النقل الصادق. وفتح مقدم المحاضرة د. أحمد الثقفي المجال للتداخل مع الورقة فقدم الناقد الدكتور محمد عطاالله تصوره حول عمومية المشاعر والأحاسيس كعامل مشترك يغلب عليه العالمية لم يقتصر على مجتمع دون آخر وقال إن المرأة طرحت في السرد العربي القديم أيضا وليس مسألة آنية فقط . وكان رد العباس بأن موضوع التناول كان مطروحا عالميا وعربيا ولكن الجرأة في التعمق في قضايا الحب المشترك مع المرأة هو المسألة التي نحن بصدد تتبعها في الرواية المحلية تحديدا. وأكد الكاتب محمود تراوري أهمية موضوع الورقة التي أطلقت موضوع الحب دون تحديد, ونوه بوجود متغيرات سياسية واجتماعية طرأت على المنطقة ولدت مساحات جديدة لطريقة طرح وتناول عامل الحب, وكانت الرواية هي القالب الوحيد الذي عبر عن تلك المتغيرات. وأضاف: لا ننسى العوامل الاجتماعية لبداية الرواية السعودية التي كان يقيدها صرامة الأعراف الاجتماعية التي حجبت حضور الحب فنقلت (ثمن التضحية) عند الدمنهوري إلى مصر. وحذر تراوري - في مداخلته التي عدها الحضور بمثابة ورقة نقدية أضافت للأمسية جمالا على جمالها - من فورة وغثيان روائي سيلقي بظلال سوداء على الرواية المحلية. وتساءل الدكتور عبد الرحمن الطلحي عن أسبقية حضور الحب في الشعر العربي فهل تطور السرد مقرونا بتناول الحب؟. وكان رد العباس أن السرد يختلف عن الشعر في بثه هموم الكاتب ومبرراته عند تقديم الأحداث ولكن المهم في القضية أن التناول السردي فيما بعد تطور وأصبح أكثر ملامسة لجانب الحب والعلاقات العاطفية محليا. وأشار القاص طلق المرزوقي رئيس لجنة إبداع بالنادي إلى أن كثافة دخول جسد الأنثى داخل الخطاب السردي سببه تغييب المرأة اجتماعيا لزمن طويل. وعلق العباس بأن سبب دخول جسد الأنثى هو وجود بعض الكتاب المهووسين جسديا بصورة شكلانية منبوذة فنيا في تطرف متجاوز في العرف الابداعي وهو مرفوض حتى في المجتمعات الغربية.