يمثل التسوق والذهاب إلى الأسواق والمحلات التجارية بالنسبة للنساء أهمية كبيرة ونزهة مفضلة ويعطى لهن الشعور بالمتعة والراحة إضافة إلى متابعة كل جديد في ساحة التسوق ومنطقة الموضة والأزياء ويعد هوس الشراء مرضا يصيب النساء أكثر من الرجال وإن من النساء من هن مدمنات تسوق وشراء وهذا الهوس يساعدهن على التخلص من المشاعر المؤلمة والأفكار غير المرغوبة التي تلح عليهن بين فترة وأخرى. وقد استغل القائمون على الحملات الترويجية التجارية ذلك المرض أحسن استغلال وأخذوا يتفننون في تقديم العديد من المغريات التي تساعد على زيادة هوس الشراء لدى النساء كما ان حالة الهوس عند النساء تفقد المرأة قدرتها على السيطرة على إرادتها وتبدأ الحالة بشراء القليل من البضائع ثم تتطور الحالة وتأخذ في زيادة مشترياتها لتشعر براحة أكبر.
فراغ وتقول سارة الهاشمي: إن الفراغ وعدم وجود شيء اشتغل به واشغل به نفسي بعد التحاق الأولاد بمدارسهم وذهاب زوجي إلى عمله وانتهائي من أعمال البيت قادني إلى السوق فقد كنت أذهب إلى المحال التجارية والأسواق المركزية بصورة شبه يومية وكنت أشعر بسعادة وفرحة كبيرة عند الشراء وأنا أتفحص البضائع وأثمنها واشتري حتى أصبحت زبونة مشهورة ودائمة لتلك المحال التجارية بل وصلت الأمور معي لدرجة أني أصبحت أعرف ثمن أي قطعة يرتديها أي شخص وحتى المكان الذي اشتراها منه وهذه المسألة كانت تضايق زوجي كثيرا وتسبب المشاحنات والمشادات الكلامية والخلافات فيما بيننا خاصة أني في بعض الأحيان أطلب منه الذهاب معي إلى السوق لكنه كان يرفض بشدة ويتهمني بالإسراف وعدم القدرة على تدبير أمور وشؤون المنزل بشكل جيد وتعترف سارة بضعفها أمام مغريات السوق والتنزيلات والخصومات التي تخص بعض المنتجات. فهنا أسرع بالشراء بغية الاستفادة من هذا العرض الذي قد لا يتكرر مرة أخرى مع نفس البضاعة التي أرغب في شرائها وهذا الأمر بالطبع يصيب زوجي بالجنون وتعزو سارة عدم حب بعض الرجال للتسوق إلى كونهم لا يتحملون مباشرة مسؤولية مظهر البيت الذي هو في الغالب من اختصاص المرأة فهي وحدها التي تعلم ما ينقصه بدقة مما يجعل الرجال حينها يوفرون الأساسيات ولا يجدون ضرورة للكماليات التي تعشقها المرأة.
نزهة
وتنوه خديجة الفارس الى أنها تذهب إلى المجمعات التجارية 3أو 4 مرات في الأسبوع واعتبرت أن الذهاب إلى الأسواق والمحلات التجارية نزهتها المفضلة حيث تشعر بالمتعة والراحة إضافة إلى انها ترى كل ما هو جديد في ساحة التسوق ومنطقة الموضة والأزياء ولا تعطي للسعر أي أهمية تذكر وتقول فأنا لا أحب مقارنة السلعة في سعرها بين محل وآخر ومركز تجاري وآخر فأي شيء يعجبني اشتريه مباشرة دون أن أعطي للسعر أي أهمية تذكر. وتضيف الفارس اننى أحيانا أقضي في السوق 6 ساعات في الشراء دون أن أشعر بأي كلل أو ملل حتى لو كنت بمفردي. فالسوق يضيع الوقت ولا يشعر بالتعب هذا بالطبع بالنسبة إلي ولا يشترط أن اشتري شيئا من خلال زياراتي المتكررة للسوق فمتعتي يشبعها مجرد النظر لأحدث البضائع وآخر ما نزل في السوق. كما أني أتعرف من خلال جولاتي العديدة على المحال التجارية على ما يناسبني من مستلزمات أحتاجها وأسعى إلى اقتنائها مهما كان السعر الذي تحمله هذه البضاعة أو هذا المنتج كما أني أتابع أحدث الصيحات في دنيا الموضة والأزياء عن طريق الشبكة العنكبوتية والمجلات المتخصصة .
سفر
وأيدتها الرأي صديقتها منى الصالح التي تقضي معظم وقتها في السوق وهي كذلك مستعدة للسفر من بلد إلى آخر سعيا وراء الموضة والأناقة فهي متابعة جيدة لكل ما هو حديث على ساحة الموضة والأزياء وتضيف انها زارت مجمعات تجارية في بلدان أخرى فلا يشترط أن يكون السفر فقط من اجل السياحة وزيارة الأماكن الأثرية في البلاد المقصودة للسياحة بل للأسواق كذلك فلا ترتاح الصالح ولا تشعر بالمتعة إلا عند شراء شيء جديد من أي دولة تزورها وتستمتع كذلك عند شراء أشياء مميزة عن تلك الدولة وتعبر عما تعرف به هذه الدولة من آثار وتراث وتؤكد انها لا تشتري أي بضاعة مهما كانت إلا بتفحصها بشكل جيد جدا والمفاصلة في السعر قبل الشراء فهي ترى أن السعر يجب أن يكون مناسبا للبضاعة التي اشتريها واقتنيها وإلا لا أقدم على الشراء.
متعة
مريم هلال طالبة جامعية تقول: أحب التسوق جدا لدرجة الجنون فقد تعجبني سلعة ما واشتريها فورا دون تفكير لمجرد أنها لفتت نظري وأصعق عندما أذهب إلى المنزل وأجد 3 أو 4 قطع مشابهة لتك القطعة التي اشتريتها فأنا اشتري الأشياء أول ما يقع نظري عليها دون التفكير هل أملك مثلها أم لا. فالشراء عملية مشوقة وممتعة جدا خاصة مع الأهل والأصدقاء والأصحاب والأقارب وأقضي 3 ساعات عادة في عملية التسوق دون الشعور بالملل أو التعب خاصة أن مجمعاتنا اليوم تحوي المطاعم والمقاهي والألعاب مما يسهل عملية التسوق ويزيدها متعة وتشويقا وأما عن السعر فلا أبالي به أبدا وفي أحيان كثيرة أعود إلى المنزل دون أن أملك قرشا واحدا. مهما كان المبلغ الذي قد خرجت به كبيرا .
هوس
الدكتور أحمد عبد السلام أخصائي الطب النفسي قال: إن هوس الشراء مرض يصيب النساء أكثر من الرجال وإن من النساء من هن مدمنات على التسوق والشراء وهذا الهوس يساعدهن على التخلص من المشاعر المؤلمة والأفكار غير المرغوبة التي تلح عليهن بين فترة وأخرى. وقد استغل القائمون على الحملات الترويجية التجارية ذلك المرض أحسن استغلال وأخذوا يتفننون في تقديم العديد من المغريات التي تساعد على زيادة هوس الشراء لدى النساء كما ان حالة الهوس عند النساء تفقد المرأة قدرتها على السيطرة على إرادتها وتبدأ الحالة بشراء القليل من البضائع ثم تتطور الحالة وتأخذ في زيادة مشترياتها لتشعر براحة أكبر وتصنف المصابات بمثل هذا الهوس إلى نوعين الأول مدمن ليس في شرائه أي شيء من العقلانية أو الاتزان ونوع آخر فيه عقلانية واتزان وتحكم.
أسباب
ويعدد الدكتور عبد السلام العوامل المساعدة على زيادة هوس الشراء عند النساء و أهمها الأسواق صارت الآن مكانا شاملا لكل سبل الراحة التي تغري بالشراء فهي تحتوي على مطاعم وحدائق ونوافير ومقاهي وسلالم خاصة للمعاقين وحضانة للأطفال وعربات مغرية لجرهم ومن هنا يبدأ الهوس وبعض المحلات تدرس الوجوه المألوفة التي تشتري وتدرب البائع على حفظ أسماء الزبائن حتى يتحدث معهم بأسمائهم مما يشعر المشتري بخصوصية أكثر ويعود للشراء من جديد وبعض المحلات الكبرى توفر للزبائن أماكن فاخرة للجلوس عند الشراء ويخدم عليه بائع ذو مظهر لائق يشعر المشتري بأنه شخص محبوب ويعاود الشراء للاستمتاع بهذه الخدمة الراقية. ويتابع د/عبد السلام التنزيلات التي تعلن عنها المحلات التجارية في مختلف وسائل الإعلام أحد أسباب الإقبال على الشراء فللدعاية دور كبير في هذا الشأن.
