DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حكايات طلابية بين مصر والسعودية

حكايات طلابية بين مصر والسعودية

حكايات طلابية بين مصر والسعودية
حكايات طلابية بين مصر والسعودية
أخبار متعلقة
 
تستأنف «اليوم» تقديم هذه اللمحات من الذكريات تحت عنوان (وسم على أديم الزمن) لمعالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر بعد فترة توقف.. والذكريات وان دونت سيرة حياة صادقة وصريحة لشخص بقدر الدكتور الخويطر الا انها تستعيد الكثير من الصور عن أماكن وأزمنة ماضية كما تتضمن العديد من المعلومات الهامة التي وثق بعضها بالارقام والاحصائيات التي يمكن ان تضيء للشباب بعض ما يجهله عن الماضي من عادات وتقاليد ونظام حياة وعمل وجوانب اجتماعية وتاريخية عديدة. الأحد 10صفر/13يناير: النص: « كان من المفروض أن هذا اليوم يوم زيارة البعثة للملك عبد العزيز ولكن لم يكن ذلك وعلى إثر هذا العمل وإخلاف الموعد تأخرت عن المدرسة وقد قضيت وقت الصباح عند الإخوان في غرفة يوسف الحميدان وقد قرأت في هذه الجلسة بعض كتاب من سلسلة « إقرأ» واسمه « الشيخ قرير العين» ولم أخرج في هذا اليوم ولم أتغد لأنه غير محسوب لي أكل ولم يكن لي شهية في الأكل أكلت الغداء مع أمين جاوة في غرفتي على الخصفة!». *** في هذا النص عدد من المواضيع التي تستحق أن يعلق عليها ليكون ما سوف يقال إطاراً يحيط بالمواضيع المختلفة المختصرة في هذا النص. وأول هذه المواضيع تغير موعد زيارة طلاب البعثة للملك عبد العزيز في مقر إقامته وكان تطلعنا عظيماً والإعداد له أخذ وقتاً وقد كانت هناك فكرة إلقاء بعض الخطب والقصائد ولكن يبدو أن قصر مدة زيارته لمصر رحمه الله وازدحام برنامجه حال دون ذلك فؤجل من البرنامج برنامج زيارتنا ونحن أبناؤه ومقدرون لهذا التصرف وهذا التأجيل قد يكون من الصعب أن يتم مع برنامج آخر. وأذكر مما قيل عن بعض « افراديات» برنامجه في الليل هو متابعته لبعض أفلام « الكاوبويز» الأمريكية لما فيها من خيل وفرسان وهجوم ورد لهجوم وكانت من البرامج التي نفضلها نحن الطلبة حتى الطلاب الذين لغتهم الإنجليزية ضعيفة لأن الحركة في هذه الأفلام تغني عن اللغة. ويبدو أن إلغاء موعد مقابلة الطلاب لجلالته جاء متأخراً إذ أنه لو علم عنه قبلها بليلة لأمكن أن نذهب إلى الكلية ومادام جاء متأخراً وليس في الذهن برنامج آخر فضلت أن أبقى في البعثة ولكن ليس في غرفتي وإنما في غرفة الاخ يوسف الحميدان وكان يسكن مع يوسف رحمه الله في هذه الغرفة الأخ فهد بن عبد الرحمن الطبيش والأخ سعود بن محمد بن عبد العزيز الدغيثر وبجوار غرفتهم كان يسكن الأخ عبد الرحمن المرشد الموسى والأخ حمزة محمد عادب ـ رحمهما الله ـ والشريف صادق رفيق وكانت هذه « الفيلا» ملاصقة للبيت الرئيس للبعثة وقد فتح في البيت الرئيس باب يساعد على دخول هؤلاء الطلاب ويساعدنا نحن في الدخول أيضاً خاصة أنه يوصل رأسا إلى مطعم البعثة ومطبخها والعيادة الطبية وصالة «البنج بونج» وقد سكن أخي حمد عندما وصل من مكة في هذه «الفيلا» مؤقتاً. وعندما ذهبت إلى غرفة الأخ يوسف رحمه الله لم يكن بقية زملائه في الغرفة متواجدين فكلهم في كلياتهم أما يوسف فلم يذهب لأن دراسته قد تكون بعد الظهر في ذلك اليوم ولم أضع الوقت في الزيارة ولا بد أن الدكتور يوسف كان يذاكر في طرف من الغرفة لأن دراسته جادة فهو في كلية الطب ولهذا أخذت أقرأ في أحد كتيبات سلسلة « إقرأ» وهي من الكتب المنتقاة وتطبع بحجم يسهل حمله. ولعل الأخ أمين حسن جاوه في مثل حالتي فلم يأكل في مطعم البعثة وإنما أكلنا معاً في غرفتي وافترشا أثناء الأكل الخصفة « الخصاف». الاثنين 11صفر/14يناير: النص: « لم أذهب إلى المدرسة وإنما ذهبنا جميعاً ـ البعثة ـ لمشاهدة العرض العسكري الذي سيعرض أمام صاحب الجلالة الملك عبد العزيز وقد رجعنا منه ظهراً وفي الليل ذهبنا إلى «الفانتازيو» فيلم «نداء الدم». *** كان العرض العسكري وافياً وفيه مجهود ملحوظ وكان عرضاً كامل الأسلحة والمعدات ولا بد أنه قد أعجب جلالة الملك وهو الفارس الذي يقدر المظاهر العسكرية وما يتصل بالإعداد للحروب والوقاية منها . وأذكر أنه أخذت لنا صورة في مكان العرض ونحن في المدرج بثيابنا العربية وهذه الصورة عندي وسوف ألحقها بهذا الجزء ـ إن شاء الله ـ. ولأن ذهابنا كان في الصباح فلم نذهب للكليات وعدنا من العرض ظهراً ولم نهمل مساء ذلك اليوم هوايتنا المفضلة والتي لعلنا كنا نتطلع إليها طوال النهار ووضعنا مخطط إكمالها وهي الذهاب إلى إحدى السينمات وقد اخترنا دار سينما «الفانتازيو» الدار المفضلة لقربها منا وتميز ما تعرضه وكان الفيلم لهذه السهرة «نداء الدم». كان العرض العسكري الذي شهده الملك عبد العزيز في مطار «ألماظة» وكان عرضاً معتنى به وقد نصبت فيه «صواروين» للضيوف ومنهم طلبة البعثة وقد أخذت لنا صورة من حسن الحظ أني قد احتفظت بصورة منها ( مرفقة بعد هذا ) وفيها يظهر عدد من طلاب البعثة بلباسهم الوطني ويظهر في الصورة محمد علي البكري والسيد احد شطا والسيد عبد الله دباغ وصالح جمال الحريري وصالح الشلفان وعبد العزيز الربيع وعبد الله أحرار خوجة ومحمود مرداد وأمين جاوه وعبد العزيز الخويطر وشرف كاظم ومحمد علي مكي ، وعبد الرحمن المرشد وعبد الرحمن اللنجاوي وعبد الرحمن الحقيل .. وغيره. الثلاثاء 12/صفر15يناير: النص: «ذهبت إلى المدرسة وفي اليوم هذا استلمت مجلة دار العلوم بأعدادها وهي لمدة عشر سنين وكان العدد الأول من السنة الأولى والأول من السنة الثانية أيضاً ناقصاً وأودعتها عند البواب وفي المساء جئت والأخ مصطفى مير واستلمناها من البواب». *** مجلة دار العلوم بأعدادها التي ذكرتها لا تزال عندي وهي عندي ثمينة وثمينة كذلك عند طلاب دار العلوم لأنها من خيرة المجلات العلمية في ذلك الوقت وتمتاز أن مقالاتها بأقلام أساتذة جامعيين متخصصين ولا أزال أذكر سعيي لشرائها وحصولي عليها وذهابي مع الأخ الدكتور مصطفى لأخذها وقد حمل الحمل معي رحمه الله وكنت كما ذكر النص قد أودعتها عند بواب الكلية حتى أجد من يساعدني على حملها. وصداقتي مع الدكتور مصطفى بدأت من أول يوم وصل فيها من المملكة لأنه وصل بعد وصولنا بسنة وصادف أن ابن خالته هاشم شقدار كان زميلي في الغرفة فتعرفت عليه وبدأت الصداقة تتعمق وبقيت إلى حين وفاته ـ رحمه الله رحمة الأبرار ـ وكان محبتي له تعادل محبتي لضيفي الدكتور حمد أعز الناس عندي وأقربهم إلى ومصطفى رجل صافي النية أبيض السريرة لا يضمر لأحد أذى سريع المسامحة لمن أساء إليه فكانت طبيعته تحبب الأخيار إليه وتبعد الأشرار عنه وقد حماه الله من أهل الأذى والشر لأنه ترك حمايته إلى الله وتوكل عليه فكفاه شر من به شر ويسلم أمام ما يعترضه في حياته مما يزعجه ولكن الله سبحانه يوفق من يأتي لنجدته وهذه الحال كانت حاله عندما كان طالباً وعندما أصبح طبيباً وهو منصور دائماً. الأربعاء 13 صفر / 16 يناير : النص: « في الصباح ذهبت إلى المدرسة وفي طريقي إليها سلمت للنجار بعض ثمن «الماصة» (المكتب) وفي ظهر اليوم مررت عليه وكان المقرر أن نذهب إلى قصر الزعفران في الساعة الرابعة للتشرف بالسلام على الملك ولكن لانقطاع الترام و الأوتوبيس من طريق الكلية لأن الملك سيمر بهذا الطريق عند رجوعه من الجامعة العربية لذا لم أتمكن من بلوغ البعثة إلا متأخراً ولم أتمكن من الذهاب للسلام عليه فذهبت و استلمت المكتب من النجار وقد ابتدأت المذاكرة عليه باسم الله و عونه». زيارة الطلاب لجلالة الملك عبد العزيز في مقره في قصر الزعفران كانت تعويضاً عن الموعد السابق الذي ألغي. وإيقاف المواصلات عن الطريق الذي كان سوف يسلكه يدل على الاهتمام بالزائر المبجل وهو ما لم نره يعمل مع أحد من الزوار الكبار والنص يدل على أنه رحمة الله كان في زيارة الجامعة العربية. ويبين المقطع الأول من النص مدى اهتمامي بالمكتب وعدم صبري أو انتظار إلى أن يحين وقت إنجاز الشيء كانت كأنها عادة متأصلة فيّ فإذا رغبت في شيء فإن الأمر يأخذ مني كل مأخذ ويملأ حيزا وافياً في ذهني يؤدي إلى عدم الانتظار حسب ما هو مقرر و متفق عليه وتلعب العاطفة هنا دوراً يكاد يختفي معه العقل فالعقل يعلم أن الطرف الآخر في «العقد» لن ينهي الشيء قبل الوقت لأن وقته منظم وفي يده أعمال أخرى ولكن العاطفة تقول أنه ربما احتاط و أعطى موعداً بعيداً ولكنه سوف ينهيه قبل هذا الموعد ولكن هذا التعويل يتهاوى أمام بعض الأمور التي لا تقبل الأخذ و الرد بين العقل و العاطفة فالرجل الذي «يحمّض» الأفلام لا يفتح دكانه قبل الرابعة عصراً مثلاً وأنا أعرف هذا جيداً ولكني أذهب قبل الوقت بساعة و أشعر براحة لأني أول من سوف يلج إلى الدكان و ما تم مني في أمر المكتب مثل واضح على ما قلت. و من المؤكد أن عدم تشرفي بالسلام على الملك وهي فرحة كبرى عوّضتها باستلام المكتب الذي يدل على علو درجته قولي: «ابتدأت المذاكرة عليه باسم الله و عونه». الخميس 14 صفر / 17 يناير : النص: « لم ندرس في هذا اليوم إنجليزي لغياب المدرس وفي الساعة الرابعة و النصف مساء ذهبت إلى العتبة وصليت المغرب في المسجد الذي خلف سينما ستوديو مصر ودخلنا «الكوزمو» فيلم «حرم الباشا» ثم رجعنا و نمت في الساعة الحادية عشرة والنصف». كان منهج اللغة الإنجليزية في دار العلوم بسيطاً جداً في السنة الأولى و مع هذا فالطلاب المصريون كانوا يجدونه صعباً لأنهم لم يسبق لهم دراسة اللغة الإنجليزية وهم الآتون من معاهد الأزهر في الأرياف. أما نحن فكنا نجد ما يعطى لنا من اللغة الإنجليزية سهلاً جداً لأننا سبق أن درسنا حروف الهجاء وبعض الجمل و معاني الكلمات من قبل منذ السنة الأولى الابتدائية وهي حينئذ رابع سنة للطالب هذه المعرفة أطاحت عن أكتافنا عبئاً. وهناك الفقرة التي تتحدث عن وقت الصلاة ووقت السينما وهو الأمر الذي سبق أن أشرت إليه وهو الحرص على البحث عن مسجد يكون قريباً من دار السينما حتى لا يضيق الوقت بين الصلاة و بدء الفيلم وإذا لم نجد مسجداً اكتفينا بمصلى في مدخل إحدى العمارات في مكان بواب العمارة. وأذان المغرب اليوم كما تشير المفكرة وهو مطبوع فيها الساعة الخامسة و النصف إلا ست دقائق و على هذا لا يزال لدينا وقت كاف للصلاة بأناة قبل الذهاب لسينما «الكومزو» التي اخترناها اليوم. ولا أزال أذكر ذلك المسجد خلف دار سينما «ستوديو مصر» لكثرة ما صلينا فيه وغالباً نأتي مبكرين فنقضي الوقت بدراسة «الفاترينات» التي تعرض فيها نماذج من البضائع في ذلك الدكان وكثيراً ما يكون هناك فائدة من عند شراء بعض الحاجات في وقت لاحق وقد حدد النص اسم السينما واسم الفيلم. الجمعة 15 صفر / 18 يناير : النص: «لم يجر ما يستحق التدوين ولكني في هذا اليوم استيقظت متأخراً أي قرب الساعة الثامنة صباحاً. وفي الحادية عشرة و النصف صلينا في مسجد الروضة هو المسجد الذي افتتحه صاحب الجلالة الملك فاروق وفي مساء هذا اليوم كنت عازماً على النزول إلى العتبة ولكن النوم كان (أبدى) فنمت». ما سجلته في ذلك اليوم في نظري هو أبرز ما مر بي في ذلك اليوم لأنه لم يجر فيه أمر مهم يخص الدراسة فاليوم يوم الجمعة ولا دراسة يشار إليها وليس لنا مشاركة في برنامج الملك عبد العزيز في ذلك اليوم و إلا كان هذا حدثاً يستحق أن يسجل وهذه الجمعة صلينا في مسجد الحي وهو مسجد بني حديثاً وحضرنا افتتاح الملك فاروق له وقد استفدنا منه لأنه قبل ذلك كنا نصلي في مسجد صغير في «المناسترلي» بأطراف الروضة وكان إمامه كفيفاً وقائماً بعمله على الوجه الأكمل إلا أننا لاحظنا بعد الصلاة يقيمون ذكراً في باحة المسجد ورأيناهم يقفون في دائرة ويتأرجحون و يبتدئون بطيئين ثم بعد مدة يسرعون وطوال الوقت يرددون جملة: «الله حي» ويدخلون في حالة توحي كأنه سوف يغمى عليهم و الإمام معهم و هذا جعلنا نعيد النظر في هذا المسجد و إمامه و عوضنا الله بالمسجد الثاني. وقد عددت أن الاستيقاظ الساعة الثامنة يوم الجمعة وهو يوم الراحة بالنسبة لما تعودت عليه متأخراً. والعادة أن بعض الإخوان الخيّرين ممن معنا في «الشقة» يوقظوننا لصلاة الفجر ونصلي جماعة في وقتها وعلى رأس هؤلاء الأستاذ الدرة الجوهرة إبراهيم زاهد - رحمه الله – والأخ خضر حجار والأخ صالح بابصيل ولا أدري ما الذي حدث في هذا اليوم ولم يوقظنا أحد إلا إذا كنا صلينا ونمنا و هذا أقرب لما حدث. السبت 16 صفر / 19 يناير : النص: « سافر صاحب الجلالة (الملك عبد العزيز) إلى الإسكندرية وكانت الكلية أضربت لأجل أن يسافر الطلبة إلى الإسكندرية وقد تغديت مع الأخ عبد العزيز الربيع في غرفتي وفي وقت العصر نزلت مع الأخ مصطفى مير و مررنا على المصور و أخذ هو بعض الكتب «بدأ التدوين بمذكرة هذا اليوم بالأخبار أن الملك عبد العزيز سافر إلى الإسكندرية وهي المدينة الثانية في مصر بعد القاهرة وميناء الإسكندرية هو الميناء الأول في مصر على البحر الأبيض المتوسط ولا يمكن أن تكمل هذه الزيارة الملكية دون الذهاب إلى الإسكندرية ورؤيتها و توسع المدارك وتدعو للمقارنة بينها و بين القاهرة في كل من الطقس ونوع المباني و طبائع الناس. أما إضراب الطلاب ليسافروا إلى الإسكندرية بمناسبة سفر الملك عبد العزيز إليها فدليل واضح عن أن الطلاب يبحثون عن أي سبب ليضربوا هروباً من الدراسة أو إغاظة الحكومة ويكون التحريض من ممثلين لبعض أحزاب المعارضة دشّوا ليقوموا بهذه المهمة. أما الإشارة إلى أنني تغديت مع الأخ الأستاذ عبد العزيز الربيع ففيه دليل على أننا جئنا متأخرين لدار البعثة والخادم الخاص بشقتنا عنده تعليمات مني أنه إذا تأخرنا يحجز لنا الغداء حتى نأتي و نأكله في الغرفة لأن المطعم يكون قد قفل والأستاذ عبدالعزيز الربيع سبقني إلى البعثة وهو من خريجي المعهد العلمي السعودي في مكة و من ولادة المدينة المنورة والتحق بدار العلوم و تخرج فيها و عاد و عمل في وزارة المعارف و آخر منصب له كان مدير التعليم بالمدينة المنورة وهو أديب مرموق وكاتب معروف. وقد سجلت أني نزلت أنا و مصطفى نزلنا إلى داخل البلد للمرور على المصور أنا لأننا سوف نتصور عنده أو لنأخذ صوراً سبق أن صورها لنا أو أنها صور صورناها وأعطيناها لأحد محلات التحميض ليحمض الفيلم و يخرج منه صوراً من كل منظر صورة ثم بعد أن نراها قد نطلب صوراً أخرى. ولأننا كنا محرومين في مكة من الاستفادة من مثل هذه الإمكانات الحديثة الجذابة أقبلنا عليها إقبالاً شديداً فبدأنا بالتصوير عند المصورين وكان هناك مصوران شهيران أحدهما يدعى رمسيس وهو مصور الملوك كما كان يسمى وكان في شارع محمد علي ولم يكن من أرقى الشوارع وشارلز وكان في نهاية شارع إبراهيم باشا على نهاية الميدان في ظهر المسجد وكان المكان بارزاً وفي مكان جيد وأظن أنّ الاثنين أرمنيان أو يونانيان. وقد أخذنا على الأقل صورة أو صورتين عند رمسيس ولكن أغلب صورنا كانت عند «تشارلز» و «شارلز» كان قبل ذلك في شارع عبد العزيز أمام محلات عمر أفندي ( أورزدي بالك ) وكان ستقبال «تشارلز» للزبائن أكثر ودية من «رمسيس» واستطاع أن يجذب إليه الزبائن. هذا جانب من جوانب تعلقنا بالصور ولكن هذا لم يكن الجانب الذي يشبع رغبتنا ومثل غيرنا ابتعنا «كميرات» آلات تصوير بدائية وكنا نتابع تطورها ونحاول أن نختار « الموديلات « والماركات وصار عندنا نهم في التصوير ثم دخلنا مرحلة جديدة نشتري المحاليل والمعدات اللازمة لتحميض الأفلام وطبع الصور ورغم جاذبيتها في أول الأمر خاصة وأنت ترى الصورة تظهر تدريجيا من العدم إلى الوجود أمامك ولكن سرعان ما دب فينا الملل وتركناها خاصة وأن عملنا غير متقن نسبة لعمل المهني. د. الخويطــر في سطــور ولد عام 1344هـ في مدينة عنيزة في القصيم في المملكة العربية السعودية. جزء من دراسته الابتدائية بعنيزة وجزء منها والثانوية في مكة المكرمة. حصل على الليسانس من دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1371هـ. حصل على الدكتوراة في التاريخ من جامعة لندن عام 1380هـ. عين في العام نفسه امينا عاما لجامعة الملك سعود. عين وكيلا للجامعة عام 1381هـ حتى عام 1391هـ درس تاريخ المملكة العربية السعودية لطلاب كلية الآداب. انتقل رئيسا لديوان المراقبة العامة لمدة عامين ثم وزيرا للصحة ثم وزيرا للمعارف. عين في عام 1416هـ وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء.