حرم الله تعالى دماء المسلمين، وأعراضهم، وأموالهم، وحرم سبحانه وتعالى دماء المعاهدين، والذميين، والمستأمنين من الكفار وأعراضهم وأموالهم، وهذا التحريم جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة.
* قال الله تعالى: { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} .
* والله تعالى قد حكم على من قتل نفساً بغير حق بحكم عظيم كأنه قتل الناس كلهم ، فقال سبحانه وتعالى: {...مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
* ولقد جمع الله سبحانه وتعالى من قتل النفس التي حرمها إلا بحقها بالشرك بالله فقال المولى سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ لايَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
واستمعوا يا هؤلاء إلى نبيكم وحبيبكم الذي تدعون أنكم تتبعونه وتقتفون أثره إلى ما قاله في هذه الجريمة التي تقشعر منها أبدان المؤمنين الصادقين فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثّيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) أخرجه البخاري ومسلم .
ومن حديث معاوية رضي الله عنه الذي صححه الألباني رحمه الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم ( كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أن يغفره، إلا الرجل يقتلُ المؤمن متعمداً، أوالرجلُ يموتُ كافراً ) أخرجه النسائي .
واسمع هذا الحديث العظيم الذي صح عن الصادق المصدوق فقال صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لقتلُ مؤمنٍ أعظم عند الله من زوال الدنيا ) صححه الألباني رحمه الله تعالى . وقال ايضاً عليه أفضل الصلاة والسلام عنه (كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أن يغفره، إلا الرجل يقتلُ المؤمن متعمداً، أو الرجلُ يموتُ كافراً ) صححه الألباني رحمه الله تعالى .
ويا من قتلت أخاك المسلم ماذا تفعل بهذا الحديث وماذا تقول لربك وتجيبه فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (والمقتول ظلماً يجيء بقاتله يوم القيامة ناصيته ورأسُه في يده متعلقاً بالقاتل، وأوداجه تَشْخَبُ دماً، يقول: يا ربِّ هذا فيما قتلني ) صححه الألباني رحمه الله تعالى .
ونختم بهذا الحديث الذي في صحيح مسلم فقد خطب النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ( إن دماءكم، وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا...).
وما حدث في بلدنا الحبيب قبل ايام من قتل بعض الوافدين الفرنسيين ينكره الدين الحنيف ، وحيث ان بعضهم كانوا ينوون التوجه الى مكة المكرمة لأداء العمرة نسأل الله ان يرحم المسلمين منهم.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمـر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع.. اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين يا رب العالمين. مدير عام دار نشر بالخبر
