الصداقة قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرة الشأن بها تسمو الحياة وترتقي وبدونها تنحدر الصداقة من الصدق والصدق عكس الكذب والصديق هو من صدقك وعدو عدوك إنها علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر علاقة متبادلة وانسجام كامل في المشاعر والأحاسيس وهي بالغة الأهمية في استقرار الفرد وتطور المجتمع لان الإنسان خلقه الله كائنا اجتماعيا لا يستطيع العيش بمفرده بل يتفاعل مع من حوله ايجابيا ليشكل المجتمع المتكامل لتعطيه الصداقة الدفء والشعور بالمحبة والراحة في حياته خاصة ان كان ممن يحسن اختيارهم فهم جواهر الحياة والمفترض أن نحسن تميزهم عن وحل الأرض لان أشباه الصداقة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الماء أو الصابون فالصداقة الحقيقية تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والجسد والعقل
صفات
ويقول شاهين العيسى ان أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق هي الصدق. فلو وجد الصدق انتهت كل المشكلات ولن نجد أي مشكلة ويبقى بعد ذلك الاحترام المتبادل بين الأصدقاء فمن المفترض ألّا أستخدم معه ألفاظاً تخرج عن الأدب حتى لا أغضب ربي، وعن انتقاء الأصدقاء أكد العيسى بـأن الأصدقاء لا ينتقون لكن برأيه مع الاحتكاك تعرف صديقك وربما تجدهم من حولك وفي محيطك.من ناحيته يضيف بدر الحزامي بأن الصداقة هي الأهم في الحياة وأن التنوع في الأصدقاء أمر مهم حيث ينوع الفرد بين أصدقائه ويختار من كافة الطبقات الاجتماعية إلا أن صداقة الكبار تكلف الكثير كما يقول. وعن سبب تنوعه في الصداقات حتى تكون حياتي متجددة إن وجدت نفسي محبطا ومتضايقا من شيء ما تجدني أذهب إلى صديقي الأقل مني مالاً وأنظر إلى حاله ونتجاذب أطراف الحديث حتى أنسى ما أنا فيه من هم. وإن كنت في ضائقة مالية ذهبت إلى من هو أكثر مني مالاً وهكذا. إلا أن صداقة أصحاب المال الكثير حسب ما يقول تكلف الكثير حتى اني أضطر لاستعارة سيارة صديقي الأفضل من سيارتي لزيارة هذا الصديق. إلا أننا نعاني في هذا الزمن من عدم وجود صديق مخلص وندرته.
طعنات
وينوه نايف المعتاز22 عاماً الى غدر الأصدقاء مفضلا الألم الشخصي على أذاهم.و طعنات أصدقائي لم تجعلني أتصرف مثلهم بل كانت حافزاً لي بأن أكون أكثر وفاء من ذي قبل وان يغدو الوفاء شعاري في الحياة رغم صعوبة ذلك في هذا المجتمع. وزاد الكثير من أصدقائي بخذل ونسيان المعروف بنسب متفاوتة،لكنني تصرفت معهم بكبرياء وصفحت عن طعناتهم. ويعتبر محمد الشهراني 24 عاماً أن الوفاء ونكران الصداقة والتاريخ المشترك في العلاقات مع الآخرين غدا «عملة صعبة». فالغدر وعدم الثقة سمة طاغية على حركية البشر ولا يقتصر عدم الوفاء على جنس دون الآخر.ولا يقتصر انعدام الوفاء على العلاقات الاجتماعية كالصداقة وانما يمتد للعلاقات الزوجية،اذ ان عدم الوفاء قاد كثيرين وكثيرات الى الانفصال مفضلين الوحدة
وفاء
ويعتقد محمد إبراهيم 20أن الصديق الوفي موجود، ويشاركه يوسف الصغير 19 الذي يقر بوجود الصديق الوفي الذي يقاسمه الهموم ويشاركه الأفراح،ويقصد بذلك أحد أصدقائه،فهما يشكلان معاً ثنائياً ولا يفترقان سوى للذهاب إلى النوم، وبدر من هذا الصديق العديد من المواقف التي لا تنسى التي قد لا أجدها مع آخي.ويؤكد عبدالله الهاجري 33أنه لم يعد هناك من وجود للأصدقاء الأوفياء وأن زمانهم ولى وانتهى فالكل هذه الأيام مهتم بنفسه ولا أحد يهمه الآخرين. رأيه هذا لم يأتِ من فراغ، و اختبر أكثر من صديق في مواقف متعددة و لاقيت منهم عدم الوفاء والتخلي عند الحاجة تحت أي ظرف وعلى رغم أنني عرّض نفسي في السابق للخطر من أجل من كنت أظنه صديقاً وفياً فأجد في المقابل الجحود والنكران.وهكذا بين القائلين بوجود صداقة حقيقية ويعطون أمثلة على ذلك وبين المنكرين لوجود أصدقاء حقيقيين هم أمثلة على ذلك تبقى المسألة الأكثر قرباً للحقيقة أن الأصدقاء الأوفياء موجودون ولكن علينا أن نكتشفهم وربما ندفع الثمن جراء محاولاتنا ذلك.
