ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة التي تجتاح العاصمة الاندونيسية امس الثلاثاء إلى 36 قتيلا بعد أن أدى هطول الامطار الغزيرة الليلة قبل الماضية إلى ارتفاع مياه الفيضانات مجددا في بعض المناطق مما أدى إلى إصابة أجزاء من المدينة بالشلل التام. كما لقي 10 أشخاص آخرين حتفهم بولايتي بانتين وغرب جاوا بعد أن أدت الامطار الغزيرة إلى حدوث انزلاق أرضي والمزيد من الفيضانات.
وأفادت تقارير محلية بأن آلاف الاشخاص توافدوا على مراكز الصحة الطارئة امس بعد أن ظهرت الاعراض المصاحبة لحالات الفيضانات من حيث حكة الجلد ومشكلات في التنفس والاسهال وتزامن ذلك مع مواصلة فرق الانقاذ عملها لإجلاء المواطنين من المناطق التي غمرتها المياه ووصل ارتفاعها فيها إلى نحو أربعة أمتار.
وصرح الضابط البحري ليفتنانت كلونيل إروان الذي يقود فرق الانقاذ بضاحية كيلابا جادينج الراقية بشمال جاكرتا حيث لا زال منسوب مياه الفيضانات يبلغ 1.5 متر، بأن « جهود إجلاء المواطنين مستمرة لان كثيرا من السكان ما زالوا محتجزين في منازلهم». ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن وزيرة الصحة الاندونيسية سيتي فضيلة سوباري قولها: إن السلطة على أهبة الاستعداد للتصدي
لاحتمال تفشي أمراض خطيرة كالتيفود والكوليرا والحصبة. وقال روستام باكايا المسئول بمركز الازمات بوزارة الصحة الاندونيسية لوكالة الانباء الالمانية: إنه يتم حاليا علاج 28 ألف شخص بمستشفيات الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. كما قال كيتوت أونتونج يوجا أنا المتحدث باسم شرطة جاكرتا: إن معظم حالات الوفيات الـ36 لقوا حتفهم إما عندما جرفتهم مياه الفيضانات أو صعقا بالكهرباء بعد تضرر عدد من أسلاك الكهرباء أو بسبب التعرض للمياه الباردة.
وأجلي نحو 430 ألف شخص في منطقة جاكرتا الكبرى التي يوجد به نحو 18 مليون شخص من منازلهم نتيجة للفيضانات التي تعتبر الاسوأ من نوعها التي تتعرض لها البلاد منذ عام 2002.
وتسببت الفيضانات في التأثير على أكثر من 70 في المائة من المدينة إضافة إلى انقطاع الكهرباء وإمدادات المياه وتوقف عمل خطوط الهاتف. وذكر مسئولون أن مياه الفيضانات بدأت تنحسر في بعض أجزاء المدينة مما ساعد 115 ألف شخص على العودة لمنازلهم في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب المياه في مناطق أخرى إلى أربعة أمتار.
وأعلنت السلطات الاندونيسية حالة التأهب القصوى خاصة بعد أن أعلن خبراء الارصاد الجوية احتمال استمرار هطول الامطار بجاكرتا والمناطق المرتفعة القريبة منها مما يهدد بفيضان مياه الانهار على ضفافها.