تعاني معظم الأسر من أضرار الألعاب الالكترونية وما يسمى بألعاب التلفزيون والبلايستيشن التي لا يخلو اليوم بيت منها، ويشتكي الآباء والأمهات من تعود أطفالهم عليها بشكل كبير ومنفر وصل إلى الحد الذي لا ينبغي السكوت عنه لاكتساب أبنائهم عادات وسلوكيات خاطئة ترهق الآباء والأبناء معا كالعنف والتمرد والسهر وعدم تنظيم الأوقات وإهدار الطاقات والأمراض واعتلال الصحة التي تصيب الأبناء جراء ذلك مثل السكري عند الأطفال وضعف النظر وزيادة الوزن. وأكدت دراسة علمية أن جلوس الأطفال أمام التلفزيون فترات زمنية طويلة ومتقاربة وممارسة أنواع الألعاب الإلكترونية (البلايستيشين) سبب رئيسي في إصابة الأطفال في المجتمعات بالسمنة وزيادة الوزن إضافة إلى تناولهم الطعام المشبع بالدهون وقلة النوم وتأخر مواعيد ذهابهم إلى فراشهم وتراجع المجهود البدني وعدم ممارستهم الرياضة.
سعادة
وتقول أم محمد وهي أم لخمسة أطفال إنها شاركت في إدمان أطفالها هذه الألعاب عن غير قصد وبطريق غير مباشر لكي تشغل وقت فراغهم دون إزعاج أو مشاحنات فيما بينهم وتلهيهم عن المطالبة والتحجج للخروج إلى الشارع مع الآخرين، ولم تكن تعلم نتائج إدمان هذه الألعاب وتذكر أنها في البداية كانت سعيدة بانشغال أبنائها في اللعب بالبلايستيشن كما تقول لأن ذلك يعطيها وقتا إضافيا وكافيا لأداء أعمالها المنزلية واهتماماتها الأخرى ولكنها ما لبثت أن عانت من نشوب الخلافات بين أبنائها ومشاجراتهم المستمرة بسبب الألعاب والأحزاب والفرق المتصارعة في البلايستيشن والشخصيات والأدوار التي يتقمصها أطفالها وبعضها قاتل ومجرم أو حرامي سيارات، وبدأت تسمع ما يضيرها من الألفاظ والكلمات وترى التصرفات السيئة تنطبق على أولادها ويتبادلون السباب والشتائم ومشاعر البغض والكراهية بدلا من الحب والوئام كما انحدر مستواهم الدراسي وكثر تغيبهم عن المدرسة بسبب اختلاف مواعيد نومهم وسوء تغذيتهم حيث امتنعوا عن الطعام وحضور الوجبات الغذائية في أوقاتها كي لا يخسروا اللعبة ولم تنفع معهم كل وسائل التربية القوية أو المرنة لتعديل سلوكهم، وأصبح ما يهمها الآن ويشغل بالها أولا خوفها من إصابتهم بالأمراض المترتبة على إدمان هذه الألعاب كما تعلم لذلك حاولت حرمانهم منها لعلها تجد البديل أو يقتنع أبناؤها بمخاطرها ولكن دون جدوى فقد بني حاجز بينها وبين أبنائها وأصبح من الصعب إقناعهم، وبالتالي امتثالهم للأوامر.
مقارنة
(أمل. خ) مساوئ وحسنات استخدام الألعاب الإلكترونية للأطفال فقالت إن كل أمر يعتبر سلاحا ذا حدين، ولكل حالة جزآن جزء إيجابي وآخر سلبي ونبدأ أولا بالإيجابيات لهذه الألعاب وهي من المؤكد أنها تنمي التربية الفكرية لدى الطفل وترقى بحواسه الذهنية مثل البحث والتركيز خاصة أثناء اللعب مما يؤدي إلى استعداده وتحفيزه الذهني تجاه ما يراه وتزيد كذلك من مستوى ذكائه ونشاطه العقلي وسرعة البديهة وقوة الملاحظة والقيم الإدراكية بصفة عامة، بالإضافة إلى أنها لغة العصر الحديث ولا بد أن يتعلمها الأطفال حتى لا يكونوا غرباء في العصور القادمة فهي بدايات عصرية لأيام جديدة وعصر جديد، والأيام تمر سريعة والعصور أيضا ستكون سريعة، فلا بد لهذه الألعاب أن يتقن ممارستها الأطفال لمواكبة عصرهم وحتى ينشأوا في عصر ليسوا غرباء فيه. ومميزات هذه الألعاب وصولها إلى المنزل فهي متناولة بسهولة ويستطيع الطفل بمنتهى البساطة أن يجد نفسه وكأنه في غرفة ألعاب أو في قاعة ملاه بدلا من التكلفة المادية والمعنوية التي تقع على الأسرة من الذهاب إلى الملاهي وصالات الألعاب والأماكن البعيدة حتى يحصل على لعبة مثل هذه، التي قد تشكل خطورة مادية أو فكرية على الأطفال أنفسهم. وأيضا بعضها تطور واختزل جدا حتى أصبح في يد الطفل وبإمكانه أن يستخدمها وهو جالس في أي مكان داخل المنزل؛ مما يشكل حماية إضافية للأطفال بدلا من خروجهم من منازلهم؛ ما يناسب الكثير من الآباء في أسلوبهم التربوي أو يستخدمها في السيارة لقضاء وقت أجمل مثلا، فهي عملية وسريعة ولها العديد من البدائل والشرائط المتنوعة التي يستمتع بها الأطفال، وتنصح أمل بوجود شركات إنتاج تتبنى فكرة النصح والإرشاد وصنع برامج ترفيهية وألعاب تناسب مجتمعاتنا ومعتقداتنا الدينية، وتكون سريعة الطرح في السوق المحلي لتنافس سرعة الشركات الأجنبية المغايرة التي تصدر يوميا أشرطة جديدة، وأن تشرف على هذه الشركات لجان تربوية خاصة تقوم بمراقبة ما تحتويه منتجات الألعاب وتصنيفها وتحديد الأعمار المناسبة لها.
تجربة
وتضيف (ن. ح) انه من واقع تجربتها عن البلايستيشن إنه جهاز يقتحم كل البيوت بكل جرأة وبرضا من أربابها، ليدمر عقول أطفالنا الأبرياء جهاز لا تستغني عنه ولكنه خطير جدا بكل ما يحمله من أشرطة هي بالتأكيد مفسدة للعقول فنجد الأطفال اليوم يتشبثون به من سن الثالثة إلى ما فوق، وهذا مؤشر خطير جدا لأهمية هذه المرحلة العمرية وسماتها في بناء وتكوين شخصية الطفل، فإذا اعتاد الطفل في هذه السن على اللعب والمكوث أمام الجهاز ساعات طويلة فإنه يكتسب سلوكا خاطئا من الأفعال والأقوال السيئة مما يحوله إلى طفل متمرد على والديه وكل من حوله، فإن لم يستطع فإنه يستخدم العنف كما يراه في هذا الجهاز وكما يصوره له باعتبار العنف انتصارا وشطارة وأن الغاية تبرر الوسيلة، ويتحول تدريجيا إلى شخص عدواني منحرف عن قوانين المجتمع.
إفراط
وتحدث المعلم فهد عبد الهادي المهدي بمدرسة موسى بن نصير الابتدائية. عن الإفراط في لعب البلايستيشن، مؤكدا أن له أضرارا صحية واجتماعية ونفسية على سلامة الطفل حيث يقول: فمن الناحية الصحية أثبتت الدراسات تأثيراته الجانبية وهي إضعاف البصر وضعف في مدى التركيز والانتباه خاصة ما قبل سن الخامسة عشرة والجلوس لساعات طويلة يؤدي إلى تشنج في عضلات الرقبة كما أنه يؤدي إلى ضمور في عضلات اليد ومن التأثيرات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال بممارسة هذه الألعاب انعزال الطفل وضعف في المهارات والعلاقات الاجتماعية، واستهلاك للوقت، ويؤدي ذلك إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي وكذلك النشأة العدوانية للطفل وتتولد عنها النشأة القتالية مع أقرانه أو إخوانه حيث إن الطفل بحالة خاصة يريد أن يتخيل نفس الشخصية الموجودة في لعبة البلايستيشن.
خطورة
وشددت بدرية العواد – مديرة ثانوية الثانية بدومة الجندل وأم لسبعة أبناء على خطورة بعض أماكن الترفيه وصالات الألعاب الإلكترونية وعدم مناسبة بعضها وبعض ما فيها من ألعاب لأعمار الأطفال ولا لتوجهاتهم الفكرية والاجتماعية.. فالمشكلة قائمة وتزداد سوءا في تلك الصالات المغلقة لما تحتويها من ألعاب وأفراد غير مؤهلين للعمل في مجالات ترفيهية خاصة بالأطفال أو لا يتصفون بالسلوكيات الحسنة ولا يجدر الاختلاط بهم خاصة عندما يكون الطفل بمفرده فيزداد الوضع تعقيدا ويبقى الحل الأفضل في هذه الحالة جلوسه في البيت ولعب البلايستيشن أمام أعين والديه وتحت رعايتهما. وعن تبادل أشرطة الألعاب بين الزملاء في المدرسة أو الأقارب والجيران، قالت يجب متابعتها من الأهالي والعلم بمحتواها لتحذير المخطئ والغافل والمتهاون في حال أحضر الابن أو الطالب من صديقه ما يمقتونه لأنه كما هو معروف في هذه السن تكثر حالات التأثر بالأصدقاء إما بالخير أو الشر فالتوجيه والإصلاح والنصح واجب على كل ولي أمر ومسئول كأسرة اجتماعية واحدة والأبناء مسؤوليتنا وأمانة في أعناقنا جميعا فالولد والطالب وابن الجيران والصديق سواسية في الرعاية وتقديم النصيحة ليسلم المجتمع ككل من آفات هذه الظاهرة.
مقترحات
ويتحدث المعلم عبد الله فارس الشمري0 بمدرسة عبد الله بن عمر الابتدائية ويطرح مجموعة من الهموم والتساؤلات والاقتراحات لما يراه مرثية الطفل الحزين ومشاكله التي تتلخص في عدم وجود البدائل والمتنفس لطاقاته فينغمس في اللعب الإلكتروني بكل ما فيه من مساوئ، ويرى أن حال ذلك الطفل حزين وخطير، فالكل يدرك مدى خطورة هذه الألعاب ولكن القليل منهم من يسأل ويهتم مع الأسف. ويتساءل الشمري أين نذهب بأولادنا في الإجازات؟ خاصة الأسر من أصحاب الدخول البسيطة والمتواضعة، فالملاهي تقريبا مكلفة ولا يوجد اهتمام بالطفل أو مهرجان إلا وهو مصحوب باستنزاف كبير لجيوب الأهل، والشارع مشحون بالأشرار ولا يوجد أماكن عامة للطفل، وإن وجد مراجيح للطفل داخل الحدائق فهي في حالة يرثى لها من ضعف الصيانة، مع وجود أنواع من البشر بجوار هذه المراجيح لا يحب كثير من الناس اختلاط أولادهم بهم.. فماذا قدم المجتمع للطفل في جوانب الترفيه البريء فأولادنا المساكين لم يبق أمامهم إلا التلفزيون وقنوات الأطفال أو الكمبيوتر أو ألعاب البلايستيشن حتى يستمتع الطفل بما يوجد من وقت خارج الدراسة في العطلات.