DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جنود يمنيون في منطقة العمليات

توسع المواجهات بين الجيش اليمني والحوثيين في صعدة

جنود يمنيون في منطقة العمليات
جنود يمنيون في منطقة العمليات
أخبار متعلقة
 
فجـأة عــادت محـافظـة صعــدة الـيمنية وعـلـى مـدى أسبــوع إلـى واجـهـة الأحــداث غــداة المـواجـهـات الـمتجـددة بين قـــوات الـجيش وانصـار الـحـوثي والـتي اشتعـلـت بعـد فـترة هـدوء لـم تتجـاوز التسعـة أشهـر في أزمـة يقـول مسؤولـون يمنيـون إنهـا غـير بعـيدة عـن أجنــدة صـراع اقليمـي تدعمـه قـوى دولـية تسعى إلى تحـويل صعـدة بـؤرة لتـوتر دائــم يشعـل الجــزيرة الـعـربية مـن جنـوبهـا مثـلـمـا هـي مشتعلـة فـي الـعـراق مـن شمـالـها والاراضـي الـمحتلـة مـن غربهـا ثم محـاولـة اضـرام نارهـا في لـبنان . الأزمـة الثالثة وتدخل صعدة أزمتها الثالثة بعد مواجهتين خاضهما الجيش اليمني أولا لاخماد تمرد حسين بدر الدين الحوثي ثم والده بدر الدين الحوثي وتعود المواجهات هذه المرة بغطاء مختلف تستشف فيه اصابع التدخل الخارجي ويتزايد الحديث عن استغلال صعدة لتأجيج صراع أقليمي متعدد الأطراف في ظل تحركات سرية قيل إنها تطمح إلى إعلان دولة صفوية في هذه المنطقة المفصلية . معطيات الأزمة الجديدة تبدو مختلفة تماما عن معطيات أزمة مران التي فجرها حسين بدر الدين الحوثي ثم قضي في مواجهات مع الجيش واتهمته الحكومة اليمنية بقيادة تمرد مسلح انتهى بمقتله والمئات من أعوانه في جبال مران. و هي مختلفة تماما عن أزمة التمرد الثانية التي اتهمت فيها صنعاء و الده بدر الدين الحوثي بقيادتها بعد تصريحاته للصحافة المحلية التي أعلن فيها تأييده لولده حسين وإعلانه ما اسماه «حصر ولاية الحاكم في البطنين من آل البيت». وهي التصريحات التي أثارت ردود افعال غاضبة من جانب السلطات واعتبرتها رؤية ظلامية متحجرة ومعادية للنظام الجمهوري الديمقراطي التعددي في اليمن وخروجا صريحا على الدستور والقانون . مخاوف من تفكيك اليمن كان اللافت في تصريحات المسؤوليين اليمنيين تجاه الأزمة الأخيرة التي انفجرت هذا الاسبوع تكرار الحديث عن الخوف من مخاطر التفكيك في اليمن ومخاطر التدخل الخارجي الذي يأتي متزامنا مع أجندة تدخلات مشابهة في بغداد وبيروت وفقا لدوائر رسمية يمنية . وبدت نبرة التحذير من حضور دولي في الأزمة الثالثة في صعدة بصورة واضحة في الخطاب الذي وجهه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مؤخرا واتهامه «دولا وجهات خارجية في تمويل تمرد الحوثي». الرئيس صالح تحدث بصراحة هذه المرة كاشفا الأوراق الخفية خلافا للمرات السابقة. إذ قال أمام قادة الجيش في مؤتمرهم السنوي « للاسف هم اشتروا الأسلحة وتجمعوا في منطقة النقعة بمدد للاسف من بعض الدول التي لا يجب ان اذكر اسماءها ومعروفة بمددها عن طريق يحيى بدر الدين الحوثي. وهو المندوب لاخية عبد الله الحوثي ويتسلم هذه المبالغ ويأتي بها لشراء اسلحة للانقلاب على النظام الجمهوري «. ويمضي الرئيس قائلا » الكل يعلم اننا أصدرنا قرارا بالعفو العام على المتمردين الذين كان يقودهم حسين بدر الدين الحوثي ووالده وأصدرنا عفوا عاما ووجهنا بإعادة بناء ما خلفته حرب مران والرزامات بالرغم من سوء تصرفاتهم وخروجهم عن القانون ، ولكن إذ بهم يتجمعون مرة اخرى بقيادة المدعو عبدالملك الحوثي في منطقة اسمها النقعة على بعدحوالي 60 كيلو مترا من محافظة صعدة ، ويقتنون الاسلحة والذخائر من الاسواق لا لشيء الا للانقلاب على النظام الجمهوري «. وتقول مصادر عسكرية يمنية : إن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغ قيادة الجيش عن مخاطر حضور خارجي في المواجهات المتجددة في صعدة ومخططات لإقامة دولة صفوية تعادي النظام اليمني كما تحمل العداء لدول الجوار في إشارة إلى التدخل الإيراني القوي في المنطقة بدءا ببيروت ومرورا ببغداد وانتهاء باليمن . ايران واسرائيل ولم تكن تصريحات محافظ صعدة العميد يحيى الشامي بعيدة عن تصريحات الرئيس صالح إذ اوضح أن المحافظة تحولت إلى منطقة صراع اقليمي في إشارة إلى التدخلات الإيرانية والصلات التي تربط الحوثيين بالحوزة العلمية في قم إلى الدعم المالي الذي تقول الحكومة أنه يشبه كثيرا الدعم الذي تحصل عليه أحزاب شيعية في غير منطقة عربية . وبدت أجندة الصراع الأقليمي التي تحدث عنها محافظ صعدة واضحة فيما اثير في صراع الحوثيين مع يهود صعدة من اصول يمنية والذين كانوا على صلات بالخارجية الإسرائيلية التي أثارت قضيتهم على نحو غير مسبوق فيما قالت انه اضطهاد تنظيم الشباب المؤمن «تنظيم حوثي محظور «ليهود صعدة وبلغ الامر ان تدخلت واشنطن بطلبها تعهدات من الرئيس صالح بحماية أبناء الطائفة اليهودية اليمنية . وطبقا لرواية سكان محليين في صعدة فان تداعيات الأزمة الثالثة جاءت في أعقاب ترتبيات باشرتها السلطات اليمنية لإعادة 7 عائلات يهودية (45 شخصا) من أصول يمنية كانت هجرت منازلها في وادي آل سالم الزراعي هربا من تهديدات قالت إنها تلقتها من أتباع الحوثي لمغادرة المنطقة وتهديدهم بالقتل إن هم لم يفعلوا ذلك في غضون أسبوع .وشملت الترتيبات الحكومية ملاحقة عناصر تنظيم «الشباب المؤمن» المحظور قيل انها تمت بعد طلبات إسرائيلية وأميركية من صنعاء حماية الأقلية اليهودية فيما قالت انه اضطهاد وترهيب من جماعات متشددة وهو ما ينفيه الحوثيون . اليهود وحق المواطنة وقد بدأت المشكلة مع يهود صعدة بتحذير أنصار الحوثي ثلاثة شباب من اليهود اليمنيين كانوا عادوا إلى صعدة من إسرائيل باحترام شعائر المسلمين وتقاليدهم بعدما شوهدوا مرات عديدة يمارسون أفعالا مخلة بصورة علنية ومنها شرب الخمر والإتجار به علنا . وبحسب السكان المحليين فقد كان «هؤلاء اليهود وراء الضجة التي أعلنتها الخارجية الإسرائيلية ونواب أميركيون بشأن ما اطلق عليه «اضطهاد اليهود» في إشارة إلى التصريحات التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلة على لسان يهود يمنيين بتلقيهم تهديدا بالقتل ومغادرة المنطقة واتهامهم «القيام بأعمال تخدم الصهيونية العالمية «وتسعى جادة لإفساد الناس وتجريدهم من مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم ودينهم وبث كل أنواع الرذيلة داخل المجتمع «. محافظ صعدة العميد يحيى الشامي أكد أن الحكومة اليمنية معنية بحماية اليهود من أصول يمنية كونهم يمنيين ويتمتعون بالحقوق الدستورية التي يتمتع بها أي يمني في حين أكدت صنعاء أن الحكومة تولى أبناء الطائفة اليهودية كل الرعاية والاهتمام كونهم مواطنين يمنيين ولا يجرؤ أحد على مضايقتهم أو تشريدهم واكدت أنها لن تفرط بحقوقهم وهم يمارسون حياتهم وطقوسهم الدينية بحرية مطلقة ولديهم المعابد والمدارس العبرية التي يدرس فيها أبناؤهم . بين خيارين ومن بين المعطيات المستجدة في الأزمة الثالثة بين السلطات اليمنية والحوثيين في صعدة تأتي قضية تشكيل حزب سياسي للحوثيين إذ بدا الرئيس صالح هذه المرة دعوة الحوثيين إلى تشكيل حزب سياسي بدلا من التشكيل العصاباتي الحالي فيما اعتبره المراقبون خطوة جريئة للحل السلمي للأزمة ورغبة بادارة الصراع سياسيا عوضا عن الإدارة المسلحة . وكان اللافت القبول السريع للحوثي لدعوة الرئيس صالح وإعلانه الموافقة على إنشاء حزب سياسي جديد في حال توفرت الأجواء المناسبة « كحل وسط لوقف النزيف الدائر في محافظة صعدة». نقل الصراع للمسرح السياسي وقد أعطى هذا التطور بعدا جديدا لأزمة الحوثي إذ أعتبر مفتتحا لأزمة من نوع جديد من شأنها نقل الصراع بين الطرفين إلى مسرح جديد قد يكون أكثر ملاءمة للحوثيين الذين يخوضون الصراع مع الحكومة اليمنية في دائرة الحرب المسلحة . وفي حال صحت هذه التصريحات فسوف يتعين على الحكومة اليمنية قبول أي طلب يقدمه الحوثي ومناصروه لتشكيل حزب سياسي لوضع حد نهائي للأزمة فيما سيكون الحوثي قد وضع الحكومة اليمنية أمام مأزق جديد في حال رفضت منحه ترخيصا لتشكيل حزب سياسي ما سيعطيه غطاء شرعيا لأي عمل عسكري مسلح وتحت يافطة الدفاع عن النفس ومواجهة الاضطهاد السياسي . وبالمقابل يرى محللون أن صنعاء ستكون الكاسب الأكبر في حال نجحت في نقل الصراع إلى المربع السياسي خاصة مع وجود التدخل الخارجي المغذي للأزمة والذي بدا هذه المرة أكثر تنظيما قياسا إلى المرات السابقة . الجغرافيا هل تخدم الحوثيين وثمة من يرى أن النشاط السياسي للحوثيين سيكون محكوما بالقانون ويسهل مراقبته في حين أن خوض صنعاء حربا طويلة مع الحوثيين بالشروط التي تفرضها الطبيعة التضاريسية الصعبة للمنطقة من شأنه التسبب بالكثير من الخسائر. فصعدة بحسب الخبراء العسكريين منطقة مرتفعة ذات جبال وعرة وتضاريس صعبة كما أن انصار الحوثي يتمركزون في مناطق مثل حيدان في مران والرازمات ووادي نشور وشافعة وهي مناطق شديدة الوعورة ويصعب اقتحامها بقوات برية كما يصعب تنفيذ طلعات جوية ناجحة بالطيران أو اختراق تحصيناتها من دون خسائر وهو ما يبرر الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الجيش في كل مواجهاته مع الحوثيين . وبين حسابات الحل السياسي والعسكري فان أكثر ما تخشاه صنعاء اليوم هو طموحات التدخل الخارجي في الأزمة ومدى صموده وقدرته على المناورة فيما تلوح في الأفق مخاوف كبيرة من أن يؤدي ذلك إلى إدخال البلد في دوامة من الأزمات العاصفة وحالة عدم استقرار مرشحة لأن تطول .