عزيزي رئيس التحرير
يخطىء بعض الناس عندما يوهم نفسه بان لديه القدرة الفائقة الممزوجة بصدق الحدس في تقييم مرؤوسيه الجدد من الوهلة الاولى, هؤلاء المرؤوسون الذين شاء القدر لهم ان يكونوا تحت امرته, ويمكننا ان نطلق على هذا الاسلوب ولو تجاوزا «الادارة بالنظرة». حيث يلجأ القائد من خلال نظرته الاولى الى استخدام الحاسة السادسة لديه للتمييز بين مرؤوسيه اثناء مقابلتهم له من خلال الشكل الظاهري واغفاله للاطار الداخلي الذي يمثل الروح التي تعطي الاداء الظاهر مضمونه الحقيقي,. فيعمد الى تقييم مرؤوسيه قبل ان يرى اداءهم فمن اصابت نظرة المدير نحوه فحق لهؤلاء النفر من المرؤوسين ان يسعدوا, ويالتعاسة من اخطأت نظرة المدير هدفها نحوهم, حتى اننا نجد نظرة بعض المديرين - هداهم الله - تجاه المرؤوسين لا تتغير ولا تتبدل مع الايام والازمان, فمن كان مجدا ثم انحدر مستوى ادائه واستمر في الانحدار يبقى في نظر المدير مجدا, ومهما حاول المقصر تحسين صورته من خلال رفع درجة ادائه الوظيفي فهو في نظر ذلك المدير الشخص الكسول المتهاون في اداء عمله.
وبذلك نجد هؤلاء المديرين يقومون بادارة منظماتهم وهم يعلمون او لا يعلمون ان ذلك الأسلوب يخلق ضغوطا في العمل بينهم وبين بعض المرؤوسين او بين المرؤوسين انفسهم, وقد ينصب اثر ذلك سلبا عند التعامل مع الجمهور.
ومثل تلك المنظمات التي يديرها مثل هؤلاء المديرين لا تشيع فيها الروح المعنوية مما يجعل انتاجيتها منخفضة ويكثر فيها تسرب الموظفين وتسيطر عليها المشاكل الادارية على اختلافها مقارنة بالمنظمات التي تراعي العدل والمساواة وعدم التحيز في ادارتها لموظفيها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا متى يستيقظ هؤلاء المديرون من غفلتهم ويعلمون ان نظرتهم الاولى ليست نهجا او معيارا يمكن الاعتماد عليه في تقييم المرؤوسين, وان ليس للهوى او العاطفة او المحاباة دور في ذلك, وانما هناك درجات او مقياس للاداء تعتمد عليها الادارة الناجحة في تقييم مرؤوسيها مراعية في ذلك الاخلاص في العمل واداء الامانة الملقاة على عاتقها على اكمل وجه, احقاقا للعدل والمساواة بين المرؤوسين وما ينتج عن ذلك من رفع لمستوى الاداء بين العاملين وزيادة في الكفاية الانتاجية للمنظمة وذلك في أقصر وقت وباقل جهد وتكلفة.
فيا ايها المديرون انظروا لمرؤوسيكم بعين العدل والانصاف والرحمة,. فهم لا يستحقون منكم نظرة غير ذلك.
عبدالله بن عبدالواحد الجبري
