DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد الهويمل بين حسين المناصرة وصالح زيّاد

محاكمة تركي الحمد في أدبي الرياض

محمد الهويمل بين حسين المناصرة وصالح زيّاد
محمد الهويمل بين حسين المناصرة وصالح زيّاد
أخبار متعلقة
 
تعرضت التجربة الروائية للكاتب السعودي الدكتور تركي الحمد لسيل من الاتهامات التي تجاوز بعضها الرأي النقدي إلى الرأي الاقصائي الذي ينفي صفة (الأديب) عن الحمد,فبعض الحضور أشار إلى أن الحكم على نجاح الرواية السعودية من خلال نجاح أو فشل تركي الحمد أمر فيه ظلم للمنجز الروائي السعودي, وكذلك ظلم للحمد نفسه, لأنه جزء من هذا المنجز وليس كل المنجز، ولأننا بذلك نحمّل تجربته أكثر مما تحتمل، وبعضهم الآخر أشار إلى أن شخصيات رواياته غير قابلة للنمو، وأنها تشبه المسلسلات الخليجية، وتفتقر إلى الكثير من فنيات العمل الروائي، لكن الأمر الايجابي في تضارب تلك الآراء واختلافها أنها أضاءت الكثير من الزوايا المهمة في هذه التجربة الروائية, وأعادت رسم الكثير من الملامح غير الواضحة فيها, ففي ندوة (حوار) التي حملت عنوان (تركي الحمد..نجاح الرواية السعودية أم فشلها؟) شهد النادي الأدبي بالرياض حضوراً متميزاً, ويبدو أن زيادة عدد الحضور تعكس بشكل أو بآخر الجدل الذي يحمله اسم تركي الحمد بحد ذاته, وبغض النظر عن أعماله, فقد لوحظ أن بعض المتداخلين لديهم مواقف رفض مسبقة وغير قابلة للتغيير, بل لوحظ أن هناك مشجعين لمن ينتقدون الحمد بشكل حاد, كأن يهمس أحدهم في أذن الآخر(أحسنت) لكن اللافت أن المنتدى الذي يديره الشاعر محمد الهويمل, يتجه نحو الطرح الحيوي الصريح ويفتح المجال لقيم الاختلاف, ومع أن العنوان أثار حفيظة بعض الحضور, إلا أن ضيفي المنتدى الدكتور حسين المناصرة والدكتور صالح زياد, لم يتعاملا مع العنوان كمحرض نقدي, بقدر ما تعاملا معه على أنه مجرد إشارة إلى أن الندوة ستكون عن الرواية عند تركي الحمد, المهم أن الدكتور حسين المناصرة ركز على المستوى الفني في روايات الحمد، والشريحة التي يتوجه إليها بأعماله،مؤكداً أن كل إنسان يستطيع أن يقرأ روايات تركي الحمد, لكن لا يستطيع كل إنسان أن يقرأ رواية (4 صفر) لرجاء عالم، فالحمد يكتب للقارئ العادي وليس للقارئ النخبوي، لكن في كل الأحوال يجب أن تكون الرواية فيها مستويات فنية حتى وإن كانت تستهدف القارئ العادي. وأضاف المناصرة : إن المجتمع الذي تنشأ فيه الرواية هو الذي يجعل منها رواية عادية أو جريئة، بمعنى أن طبيعة المجتمع السعودي كانت سبباً في أن تجعل من رواية تركي الحمد جريئة، أما إذا كتبت هذه الرواية في مجتمع عربي أكثر انفتاحاً مثل مصر على سبيل المثال فلن تكون جريئة. واعتبر المناصرة أن رواية (بنات الرياض) جعلت الكثير من الناس يستسهلون كتابة الرواية، حتى أصبح كل من يستطيع الإمساك بالقلم، يتصور أن بإمكانه أن يكتب رواية وتنتشر. وأشار المناصرة إلى أن ثلاثية (أطياف الأزقة) تطرح أهمية العلاقة بالمدينة، لكنها تفتقر إلى الكثير من الجماليات الفنية في الرواية، وشخصياتها غير عميقة، وتكاد تكون محصورة في إطار كتابة سيرة ذاتية، أما روايتا (شرق الوادي) و(جروح الذاكرة) فهما الأقرب إلى الفن الروائي، خصوصاً رواية (شرق الوادي) التي أدخل فيها الحمد البعد الأسطوري، وتعد هذه الرواية من الناحية الجمالية أفضل روايات الحمد. وأكد الدكتور صالح زيّاد أن الحديث عن تركي الحمد يورط المرء في مسألة الحرية، حرية الكتابة, وحرية التعبير، مشيراً إلى أن الثقافة السعودية عاشت على المثقف العضوي الذي ترى فيه ذاتها كاملة دون عيوب أو نقائص، وكل ما يراد بها من عيب فإنما هو من أعمال العدو، والعدو هو الآخر سواء كان من داخل هذه الذات أو من خارجها، لذلك فنحن بحاجة إلى المثقف المستقل، المثقف المختلف، المثقف الذي يجعل هذه الذات الثقافية ترى عيوبها ونقائصها ومثالبها أكثر من أن ترى مدائحها ومناقبها. وقارن د. زيّاد بين تركي الحمد في مقالاته وفي رواياته، مشيراً إلى أن ما يقوله في رواياته لا يستطيع أن يقوله في مقالاته، موضحاً أن روايات تركي الحمد تتجاوز الكثير من الخطوط، لكن العمل الروائي هكذا لا يمكن أن يكون مهادناً، ولا بد أن يصدم، فروايات تركي الحمد تشكل معضلاً في الرواية السعودية، وقبل أن تصدر روايات الحمد كانت الرواية السعودية مغتربة زمانياً ومكانياً، فمثلاً روايات عبدالعزيز مشري سنجد أنها تركز على القرية السعودية في فترة زمنية سابقة وماضية، وكذلك روايات غازي القصيبي (شقة الحرية) و(العصفورية) فهي أيضاً مغتربة من ناحية المكان، فالأحداث تدور إما في القاهرة أو في بيروت، لكن روايات الحمد ترتبط بواقع المجتمع من حيث المكان ومن حيث الحاضر والماثل، وبالتالي هي نقلة في مسار الكتابة الروائية السعودية. وفي مداخلته علّق د. سعد البازعي على ما أشار إليه د. صالح زياد من أن تركي الحمد في مقالاته مختلف عن تركي في رواياته، وقال البازعي: في اعتقادي أن تركي هو تركي سواء في مقالاته أو في رواياته, فقد يكون الشكل وطريقة الطرح مختلفة، لكن الجوهر هو نفسه يطرح أفكاراً تسوقها المقالات هنا وتسوقها الروايات هناك، وفي اعتقادي أننا إذا قرأنا مقالة لتركي الحمد ستجد أنها تكفي عن الكثير من مقالاته الأخرى، لأنك ستعرف ما الذي يريد أن يقوله مسبقاً نظراً لوجود موقف أيديولوجي واضح لديه، لكنه أخذ واقعنا وأدخله في السرد وهذه لا شك إضافة مهمة تحسب له. وأشار الكاتب عبدالواحد الأنصاري إلى أن تركي الحمد يميل في رواياته إلى الواقعية التسجيلية، وإلى الخط السردي الذي يعمل عليه نجيب محفوظ، لكنه فشل في متابعة هذه المدرسة كما فشل في متابعة نجيب محفوظ. وأكد الأنصاري أن شخصيات تركي الحمد لا تنمو ولا تتطور ولا تتغير، فالفاجر يظل فاجراً، والمتزمت يبقى متزمتاً، حيث لا نمو في الشخصية ولا تغير في المواقف, إضافة إلى أن الطرح في روايات تركي الحمد يشبه الطرح في المسلسلات الدرامية الخليجية. أما خالد الرفاعي فقد اعتبر أن التعامل مع روايات الحمد على أنها تمثل الرواية السعودية فيه ظلم للمنجز الروائي السعودي, وقال الرفاعي: تركي الحمد ليس أديباً وتناوله على أنه يمثل الرواية السعودية ظلم, وهو نفسه قال انه لا يكتب أدباً, بل يكتب الرواية ليقول فيها الأفكار التي لم يستطع أن يقولها في مقالاته.